كتاباً عن الأب متي المسكين ، رصد فيه رهبان دير أبو مقار حياته كاملة رحلته في سلك الرهبنة وآراؤه المختلفة وبما فيها تاريخ الفترة الهامة بالسادات ونفى البابا شنودة ، مع ذكر أهم المواقف بها وتوضيح علاقته بالكنيسة والرئيس الراحل أنور السادات.
ويروي الكتاب مقابلات الأب متي مع الرئيس الراحل أنور السادات عقب أزمة الدولة مع الكنيسة في بداية عام ١٩٨١، وكيف رفض البابا الاستماع إلي نصيحته بإرسال خطاب إلي أقباط المهجر يطالبهم بتهدئة الوضع أثناء زيارة الرئيس للولايات المتحدة مما أغضب السادات جداً (بعتقد الجميع أن للكنيسة دوراً على اقباط المهجر ولكن الحقيقة أن الكنيسة ليست إلا دوراً للعبادة فى الغرب ).
وأضاف المسكين في الوثائق التي نشرت في الكتاب أنه طلب من السادات عدم المساس بالبابا وألا يحاكمه أو يعتقله ، ويكتفي باعتكافه بدير الأنبا بيشوي فقط، وقد تطرف السادات وأغلق مدارس الأحد والأسر الجامعية المسيحية وغيرها من الأنشطة الدينية التى تقوم بها الكنائس.
وذكر الكتاب أن الأب متي المسكين قام بإبلاغ البابا شنودة عن طريق الأنبا أثناسيوس «مطران بني سويف الراحل» بضرورة توجهه إلي الدير من تلقاء نفسه قبل أن يعلن السادات قراراته في سبتمبر ١٩٨١، بالإضافة إلي قيامه باختيار اللجنة الخماسية التي أدارت الكنيسة في فترة تحديد إقامة البابا بالدير، ورفض الأب متي المسكين رفضاً تاماً تلميح السادات له بإعطائه «منصب البطريرك» وتهديده له بأنه إذا أصر علي ذلك فسوف يفقده نهائياً.
وقد أوضح أحد كبار الرهبان بدير أبومقار «رفض ذكر اسمه بسبب حساسية الوضع» أن الكتاب به أسرار ووثائق تنشر لأول مرة بجانب بعض مشاهدات الرهبان والأساقفة الذين عاصروه بجانب تعليقات رهبان الدير، مشيراً إلي أن هذا الكتاب هو المرجع الأول والأخير الخاص بحياة متي المسكين.
*******************************
دكتوراة من جامعة القاهرة فى دراسة مقارنة بين توما الإكويني ومتى المسكين
تقرير: عماد توماس – خاص الأقباط متحدون نالت الباحثة "عايدة نصيف أيوب" درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى عن الرسالة المقدمة في كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة يوم الأربعاء 24 يونيو 2009، وموضوعها "تجديد الفكر اللاهوتي الفلسفي – دراسة مقارنة بين توما الإكويني ومتى المسكين" مع توصية بطباعة الرسالة. ناقش الباحثة الأستاذ الدكتور محمد عاطف العراقي -عضوًا ورئيسًا- والأستاذ الدكتور زينب محمود الخضيري –مشرفًا-، والأستاذ الدكتور كريستان فان نسبن –عضوًا-.
تناولت الرسالة مُفكرين مسيحيين مُختلفين مذهبيًا وحضاريًا وزمنيًا. الأول: هو نوما الإكويني الكاثوليكي مؤسس الاتجاه التجديدي بواسطة الأرسطية والمشائية العربية في الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط. والثاني: هو العالم والراهب والمُصلح والمفكر اللاهوتي الأرثوذكسي الأب متًّى المسكين صاحب الاتجاه اللاهوتي التجديدي في العالم العربي المعاصر والذي وجد اتجاهه أصداءً في العالم كله لانفتاحه على القضايا الإنسانية العالمية. وأبرزت الدراسة توظيف توما الإكويني للفلسفة والمنطق لطرح قضايا ومفاهيم العقيدة المسيحية مع تعويله على نصوص الكتاب المقدس، طرحًا جديدًا قوامه "رؤية" جديدة للعالم أي لله وللإنسان.
وأوضحت الدراسة فكر متًّى المسكين ووعيه ليس بالدين واللاهوت المسيحي فقط، وإنما بقضايا العالم المعاصر مع تعويله على نصوص الكتاب المقدس في طرحه لكثير من القضايا التي تخص الله والعالم والإنسان وإدراكه للتنوع الفريد في منهج المسيحية، فقام بتحديد اختصاصات الكنيسة وحدود نشاط الكنيسة بالنسبة للدولة. وكانت الغاية من ذلك تعريف المواطن المسيحي بما له وبما عليه تجاه الكنيسة والدولة.
وهدفت الدراسة إلى عرض الفكر اللاهوتي الفلسفي- الاجتماعي عند الإكويني والمسكين وأثره التجديدي في المجتمع والفكر المسيحي، وتوضيح الدور الذي يمكن أن تلعبه مفاهيم العقيدة المسيحية في الحياة، وإبراز دور الفلسفة في عرض مفاهيم اللاهوت عند الإكويني، وإبراز المشروع الإصلاحي التحديثي عند متًّى المسكين.
احتوت الرسالة على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، تناولت المقدمة الموضوع وأهميته.
وتناول الفصل الأول: عوامل تشكيل فكر كل توما الإكويني الكاثوليكي الذي عاش في القرن الثالث عشر، ومتًّى المسكين القبطي الأرثوذكسي الذي عاش بيننا، وموقف التجديد اللاهوتي عند كل منهما، ومنهج كل منهما في تفسير الكتاب المقدس وتأويله، وبيان علاقة العقل بالنقل عندهما.
وتناول الفصل الثاني: مفاهيم التبرير والإيمان وربطهما بمفهوم الخلاص عند كل منهما، مع المقارنة بينهما.
وفي الفصل الثالث: تناول بعض الفضائل المسيحية عند كل من توما الإكويني ومتًّى المسكين كالرجاء والمحبة، وعلاقة هذه الفضائل بمفهوم السعادة الإنسانية، مع المقارنة بينهما.
أما الفصل الرابع: فعالج علاقة الأخلاق بالسياسة عند كل من توما الإكويني ومتًّى المسكين، مع المقارنة بينهما. وجاءت الخاتمة لتتضمن عرض النتائج التي توصلت إليها الباحثة.
ومن أهم ما توصلت له الباحثة في دراستها: أنه يمكن اعتبار الأب "متَّى المسكين" من الفلاسفة الوجوديين لاهتمامه بالوجود الفعلي للإنسان وبمشكلاته وعلاقته بغيره من أفراد الكنيسة والمجتمع، واهتم أيضًا بتجارب الإنسان التي يمر بها مقدمًا حلولاً تناسب الدين والدولة.
واجتهدت الباحثة في معالجة مجموعة من العلاقات عند كل من توما الإكويني ومتى المسكين على رأسها علاقة الأخلاق بالسياسة، وعلاقة السلطة الدينية بالسلطة السياسية.
وأبرزت الباحثة تقديم كل منهما لرؤية واعية لثالوث الله، والإنسان، والعالم. وتوصلت إلى أن كل منهما كان يعمل جاهدًا من أجل صلاح المجتمع الإنساني، الأول سعى لذلك في الغرب في القرن الثالث عشر، أما الثاني ففعل نفس الشيء في عالمنا العربي في القرن العشرين.