Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

المرحلة الأولى : الشعب القبطى والكنيسة أثناء حكم الأمبراطور  البيزنطى ليو الأول

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأسقف الخلقيدونى وإضطهاد المصريين
المرحلة الأولى
المرحلة الثانية
تعيين الأبيض بطريركا دخيلاً
عودة البابا من المنفى

المرحلة الأولى : الشعب القبطى والكنيسة أثناء حكم الأمبراطور  البيزنطى ليو الأول 457-474 م Leo I  

 

الإمبراطور ليو 1 وقتل ثلاثين الفاً من مسيحى مصر وأورشليم

وفى سنة 457م توفى الأمبراطور مرقيان وبوفاة الأمبراطور مرقيان زال الحكم عن عائلة ثيئودوسيوس بعد أن حاولت الأمبراطورة بوليشاريا (بوليخاريا) الإحتفاظ بالحكم فقد كان لثيئودوسيوس ثلاثة أخوات بنات كانت بوليشاريا أكبرهن حرضتهم على الرهبنة وأعتكفوا فى جناح بالقصر ونذرت الثلاث بنات أنفسهم للمسيح حتى لا يتزوجن ويلدن أولاداً يستولون على العرش البيزنطى وزوجت أخاها ولما لم تلد زوجته أولاداً ليرثو العرش حرضته بالزواج مرة ثانية ولكنا عندما أستشار رهبان برية شهيت قالوا له : " لو تزوجت نساء العالم لن يلدوا لك غير بنات " فلم يصغ لنصيحة أخته ، ولما مات الإمبراطور ثيئودوسيوس لم يكن فى العائلة ولداً يرث العرش ، فنقضت عهد بتوليتها وتآمرت مع لاون أسقف روما الوحيد الذى بارككها وحلها من عهدها ونذرها بالرهبنة وعدم الزواج وتزوجت من مرقيان ، ولم يوضح المؤرخين لماذا كانت تكره شعب مصر فإتفقت مع الأساقفة المواليين لها ومع لاون أسقف روما ونفوا البابا المصرى ديسقوروس وشجعت زوجها على الإستبداد بشعب مصر ، ورغم ما فعلته هذه المرأة إلا أن زوجها الأمبراطور مرقيان الذى كان مسناً مات وآل الحكم إلى شخص أسمه باسيليوس الذى أصبح أمبراطوراً فى حياتها ولم يكن من عائلة ثيئودوسيوس أو حتى له صلة قرابة لها .   

وكانت اخر رسائل الأمبراطور مركيان تنص على ( المخالفون من مدينة الاسكندرية واقاليم مصر ان لم يرجعوا ويوافقوا على قرارات مجمع خلقيدونية ويشتركون مع بروتيروس فاننا نأمر بان يعودوا تحت العذاب ولايستطيعون ان يكتبوا وصية ولايرثون ميراث غيرهم ولايهبوا شيئا من املاكهم ولايرسم لهم اساقفة ولا قسوس ولا شمامسة ولايعمر لهم كنائس ولا اديرة وتؤخذ كنائسهم )

وعندما جلس على العرش الإمبراطور البيزنطى ليو الأول 457-474 م Leo I وأصبح إمبراطوراُ لم يكن أفضل من سابقه الإمبراطور مارقيان فضيق الخناق على المسيحيين الوطنيين التابعين للكنيسة القبطية فى مصر فأمر بنفى تيموثاوس الذى أصبح بابا بعد البابا ديسقوروس ونفى أيضاً بطرس القصار بطريرك أنطاكية الذى يتحد مع الأقباط فى ألإيمان ، وأرسل ديونيسيوس امير الجيوش الى مصر ومعه اوامر باخضاع المصريين لبروتيروس وتنفيذاً لهذا الأمر سفك دماء ثلاثين ألقاً من الأقباط بمدينة الإسكندرية  بدعوى أنهم قتلوا بروتوريوس البطريرك الملكى المعين من خارج مصر وأطلق عليه المصريين البطريرك الدخيل ، وبدعوى أن المصريين على ولاء لبطريركهم القبطى البابا تيموثاوس الثانى البطريرك رقم 26 والتقليد القبطى المصرى يقضى أنه إن لم يعزل أو يحرم البطريرك من أجل هرطقة ، فيظل بطريركهم حتى يتنيح مادام لم يخرج على الإيمان ، ولهذا عندما أتى بطريرك دخيل آخر على بلادهم معين من الخارج لم يهتموا به وإستمر يظلم الأقباط الوطنيين أصحاب الكنيسة الوطنية  ويضطهدهم حتى مات سنة 474م .

نفى البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) الـ 26

وسقطت بلاد مصر فى حالة من الفوضى ولم يكترث المصريين بالقوة التى واجه بها الكونت ديونيسيوس أمير الجيش البيزنطى (بمثابة وزير الدفاع اليوم) عصيانهم ولم يقدر على كبح جماحهم ومن ناحية أخرى أن الأنبا تيموثاوس أثار غيظ الإمبراطور ليو خاصة  جمع مجمعاً محلياً فى مدينة الإسكندرية بمجرد إنتخابه بطريركاً وأصدر قرارات ضد مجمع خلقيدونية وحرمان 14 أسقفاً وسرعان ما أرسل هؤلاء الأساقفة شكاوى إلى افمبراطور فأرسل البابا المصرى وفداً من الرهبان المصريين يحملون رسالة يدافع عن موقفة وهذا ما ذكرته المؤرخة مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م جـ 2 ص 60 - 61 ما نصه : " فإرتبك الإمبراطور ليو من كثرة الدعاوى (الرسائل) والمشاكل التى رفعها إليه بطاركة الإسكندرية وروما والقسطنطينية وتحير وإنشغل فكره من المسائل التى عرضتها عليه جماعة قوية الشوكة ظهرت فى القسطنطينية لمقاومة أعمال مجمع خلقيدونية وإلغاء قراراته فلم يكن له إختيار إلا بطلب جميع الأساقفة (مجمع عام) والإقرار عما إذا كانت أحكام مجمع خلقيدونية صحيحة يجب العمل بها .. أم لا فترفض .. وعما إذا كان إنتخاب تيموثاوس قانونياً أم لا ، وقال يوحنا النيقاوى المؤرخ المعاصر : " أنه لم يقم من الأساقفة ليؤيد تيموثاوس سوى أسقفين فذين (شجاعين) وهما فقط اللذان أشاراً برفض أعمال المجمع الخلقيدونى ، أما باقى الأساقفة فإن بعضهم قالوا أن إنتخاب تيموثاوس يعتبر لغواً (أى غير صحيح) إذا صح قول أعدائه فيه ، وبعضهم لفظ جميع أنواع السباب والشتائم ضد هذا البطريرك السكندرى)

وقد رأى الإمبراطور من حسن السياسة وسداد الرأى أن يترك المصريين وشأنهم ولا يتداخل فى أمرهم عسى بذلك يهدأون ويسكتون ، وكاد يصدق ظنه وتكف المناقشات ويبطل الخصام ، لولا أن أسقف روما تمادى فى غيه وأخذ يدبر الدسائس والمكائد حتى أقنع الأمبراطور فى سنة 460 م بأن يرسل الأوامر المشددة إلى قائد الجنود بالأسكندرية بنفى تيموثاوس من الأسكندرية وتنصيب بطريرك مستقيم الرأى بدله .

تعليق من الموقع : يعتبر ما كتبته مسز بتشر التالى منقول من مؤرخين تابعين لمجمع خلقيدونية

وتستطرد المؤرخة مسز بتشر تقول : " فلما علم تيموثاوس بذلك ونظر خطورة هذا المر وأهميته من الوجه السياسى وليس من الوجه الدينى فقط أعلن أنه يقبل تغيير آرائه ومعتقداته وينحاز إلى مجمع خلقيدونية إذا عدل الإمبراطور عن نفيه ولكن اسقف روما لاون (ليو) أغرى الأمبراطور بدسائسة وخداعه على عدم قبول هذا الرأى من تيموثاوس وحينئذ نفى هذا البطريرك إلى كنجرة (جزيرة كنغره)

كمت أن والى الأسكندرية والكونت أيضاً لم يجدا وسيلة غير أن يطلبوا من الإمبراطور  أن ينفى البابا تيموثاوس (تيموثيئوس) فأمر الإمبراطور بنفى البابا المصرى إلى جزيرة غنغرا وهى نفس الجزيرة التى نفى وتنيح فيها البابا يسقوروس إمعاناً فى إذلال المصريين ولم ينفى البابا تيموثاوس وحده بل نفاه ومعه أخوه

وقد  سرت أخبار الأحداث التى حدثت فى مصر إلى جميع أراضى الإمبراطورية بداية من إنتخاب الأقباط المصريين البابا  تيموثاوس (تيموثيئوس)  وحدوث الصدام مع السلطة وأعجبوا بهذا الشعب الذى يناضل من أجل عقيدته وحقه الوطنى ولما كان البابا تيموثاوس يتميز بأن كل من يراه يحبه ، فحدث أنه عندما نفي زحفت الجماهير لرؤيته وهو ذاهب إلى إلى المنفى إذ أن الوالى أمر أن يسافر لمنفاه عن طريق البر وليس عن طريق البحر (1) " فمر بالأراضى المقدسة ولبنان وآسيا الصغرى فزحفت الجماهير لرؤية هذا الشخص الذى تحدى قوة وسلطة وقوة الإمبراطورية البيزنطية وقد قابله أهالى تلك البلاد بالتهليل والتبجيل كأنما خرجوا ليحيوا بطلاً منتصراً أبلى فى ساحة الوغى ، حتى وصل الأنبا تيموثاوس (تيموثيئوس) إلى بيروت ذهب أسقفها لأستقباله ، وتجمهر الشعب حولهما طالبين من البابا المصرى أن يباركهم فوقف فى وسطهم ، وصلى لأجلهم ، وباركهم ، وقد قضى  الأنبا تيموثاوس (تيموثيئوس) ليلة فى بيروت لازمه فى أثنائها أولسون شقيق الأسقف أوستاثيئوس ، وكان هذا الشقيق أستاذا للشرع فقد تحادث مع البابا المرقسى فى العقيدة الأرثوذكسية ، وفى ختام هذا الحديث قال البابا المصرى لمضيفه : " سأجاهد وأسعى لأجل الإيمان لأعيش فى صفاء تام مع الرب رغم ما قد يصبه الناس على من أذى " (2)  

وظل البابا المصرى يعمل عمل المسيح بموهبة الروح القدس ومن عجيب ما يروى أن الأنبا تيموثاوس (تيموثيئوس) 2 نجح فى إكتساب محبة أهالى جزيرة غنغرا حتى لقد وصفوه بأنه " العجائبى المحسن " (3)

رسائل البابا  تيموثاوس (تيموثيئوس) 2

بعث البابا السكندرى برسالة إلى أهالى مصر وأورشليم يحذرهم فيها من بدعة أوطيخا ، ثم ارسل رسالة ثانية إلى بعض المصريين المقيمين فى القسطنطينية بنفس غرض الرسالة الأولى ، ثم ارسل راسلة ثالثة دعمها بشهادات الكتاب المقدس وبتعاليم اثناسيوس الرسولى وكيرلس عامود الدين وباسيليوس الكبير وغريغوريوس الناطق بالإلهيات وذهبى الفم وغيرهم من معلمى الكنيسة ، ولم ينسى الرهبان فبعث برسالة رابعة إلى الرهبان والراهبات والمؤمنين فى كنيسة الإسكندرية وضح لهم فيها ألإيمان الأرثوذكسى مستنداً إلى إحدى رسائل البابا ديسقوروس (4)

************************************

مـــــــــــــــــراجع

(1) يبدوا أن الوالى والكونت كان يهدفان إلى جعل البابا الإسكندرى عبرة لغيره فأخطأ الهدف إذ قد إعتبره المسيحيون من ألبطال الظافرين لإنهم سمعوا بما حدث فى الإسكندرية وتحديه هو شعبه سلطة الأمبراطور البيزنطى وأوامره ، كما كانوا يتعمدون سفر الأساقفة المنفيين براً لإتعابهم حتى يخوروا فى الطريق ويموتوا . 

(2)  تاريخ الكنيسة السريانية الإيطالية لمارسويريوس يعقوب توما حـ 2 ص 219

(3) تاريخ الكنيسة السريانية الإيطالية لمارسويريوس يعقوب توما حـ 2 ص 218

(4) تاريخ الكنيسة السريانية الإيطالية لمارسويريوس يعقوب توما حـ 2 ص 210

 

 

his site was last updated 12/21/11