Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

المرشحون للمنصب الباباوى بعد نياحة البابا كيرلس الخامس

ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
تزكية المجمع بترشيح الأنبا يوأنس
الأمر الملكى بإنتخاب وترشيح البطريرك
المطارنة والأساقفة ومنصب الباباوية
الأمر الملكى بتعيين الأنبا يوأنس
خطأ إختيار مطران للباباوية
الأمر الملكى بتعيين الأنبا يوأنس
تزكية للأنبا يوأنس

 

  المرشحون للمنصب الباباوى بعد نياحة البابا كيرلس الخامس

وإختلفت وجهات النظر بين القسمين قسم يريد ان يكون البابا له ثقل سياسى وطنى ضد الإنجليز والقسم الآخر موالى للإنجليز مع أن الكنيسة يجب ألا تؤثر على قراراتها السياسة بشكل عام وكان كل جانب يريد أن يقدم مرشحيه حسب رؤيته السياسية

وفى وسط هذا الإختلاف لم يترك الرب نفسه بلا شاهد فتقدم المخلصون لرب الكنيسة والبعيدين عن كل مؤثر سياسى بترشيح كل من :

+ الراهب حنانيا الأنطونى (3) 

+ الإرشيدياكون حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد فى الكنيسة القبطية وكان بتولاً أميناً فى خدمته .

ولكن تقدم التيار المعارض الذى يتبع القسمين السياسيين السابقين بمرشحين آخرين

فقد تقدم التيار الوطنى بترشيح الأنبا يوأنس

وتقدم التيار المعارض بترشيح القمص يوحنا سلامة المحرقى وكيل مطرانية الخرطوم

وكن كل منهما له شخصيته التى إمتاز فى بعض من جوانبها إلا أن كلاً منهما كان لا حق له فى ان يقبل الترشيح فى البداية

القمص يوحنا سلامة المحرقى

فالقمص يوحنا سلامة كان قد تزوج فى شبابة وعاش مع زوجته بضعة شهور ثم إنتقلت من الحياة الفانية وعلى أثر إنتقالها إلى الدار البافية قصد إلى الدير المحرق قضى بعدها فى حياة الرهبنة عدة سنوات ثم أختير ليكون وكيلاً لمطرانية الخرطوم ، ولما كان شرط التبتل أى لم يسبق له الزواج شرط أساسى صدر من مجمع مسكونى عالمى فيمن يختار للأسقفية أو الباباوية  وكان الأجدر ان يعتذر القمص يوحنا سلامة المحرقى لمرشحية حين رآهم يندفعوا بإنفعالاتهم إلى ترشيحه وكان لهم عذرهم بجهلهم لهذا السبب وعدم معرفتهم بالقوانين إلا أنهم قد يكونوا تغاضوا لأنه كان من الآباء المتعمقين فى العلوم الكنسية وقد وضع كتاباً فى جزئين بعنوان : " اللالئ النفيسة فى شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة " وما زال يطبع حتى الآن (3)  وروج القسم المضاد لهم أنه مؤيد للإنجليز وسعوا ليوصلوا هذه الشائعات للملك وكانت هذه الدعاية ذات خطر عظيم ، ووصلت هذه الشائعات إلى مسامع الملك فؤاد ملك مصر، وكان شخصاً لا يرضى بصورة الحكم بل يمارسه فعلاً ، فإستدعى توفيق دوس باشا وكان وزيراً للمواصلات فى ذلك الوقت وأخبره عما سمع ، أجابه الوزير : " أنتم تعرفون يا مولانا أن الدعايات لا تعرف التعفف ، وتعرفون ذلك من قرائاتكم الكثيرة أن باباوات القبط أوفياء لوطنهم على مدى الأجيال"

 الأنبا يوأنس

وقال الملك : " نحن الآن فى موقف شديد التوتر مع الإنجليز فلا داعى إنتخابات قد تأتى بشخص يقال عنه أنه مشايع للإنجليز ، وأنا أ‘رف الأنبا يوأنس شخصياً وأقدره ويهمنى أن يكون هو على رأس الكنيسة فى الوقت الحاضر "

فإعترض توفيق دوس قائلاً : " إن القانون الكنسى القبطى لا يجيز للمطران أن يعتلى الكرسى الباباوى " ولكن خطط الملك مع الوزير للتحايل على القانون وذلك بأن حصر الناخبين فى ثلاث أفئات فقط هم : الوزراء السابقين والحاليين - أعضاء مجلس الشبوخ والنواب الحاليين والسابقين - أعضاء المجلس العام دون المجالس الملية الفرعية بالإضافة إلى أعضاء المجمع المقدس وبعض العلمانيين الذين إختارهم الملك بنفسه ، وأصبح عدد هؤلاء الذين لهم حق الإنتخاب 96 فقط وبعد أن رتب الملك الأمر مع وزيره أمره أن يبلغ المنتخبين أن رغبة الملك فى أن يفوز الأنبا يوأنس بالسدة المرقسية .

وغلبت الوطنية على قوانين الكنيسة وتغلبت سلطة الملك الأرضى على رغبة الملك السمائى فى الناخبين والتى كان يجب أن يكونوا معارضين لها لأنهم رعاة الكنيسة المطالبين من الرب يسوع له المجد بتوجيه الشعب لطريق الصواب وهم الحراس لأبواب كنيسته والحفظة على تاريخها وطقوسها وتقاليدها .

ولكن مجموعة آباء مطارنة الكنيسة القبطية فى ذلك الوقت نسوا بل الأصح القول بأنهم تناسوا  مذا كله وعادوا إلى ذلك الموقف الذى وقفه تلاميذ الرب يسوع حينما تحاجوا مع بعضهم البعض فيمن هو الأعظم وإختفت من أذهانهم رد سيدهم حين أعلن بصراحة : " من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن للجميع خادماً " كما قام بتعليمهم عملياً بل جلس على الأرض تحت أرجل تلاميذه وقام بغسل أرجلهم : " وإذا كنت أنا السيد والمعلم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أقداكم بعض(4)  

************************************

المراجع

(1)  قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م  

(2) أصبح فيما بعد الأنبا تيموثيئوس مطران الدقهلية ، وقد كان نعمى عظمى منحها الرب لشعب هذه الإيبارشية .

(3) طبع بمطبعة عين شمس بالقاهرة وقد قررت وزارة المعارف (التربية والتعليم) تدريسه بمدارسها العليا وقد وردت فى صفحته الأولى وتحت عنوانه هذه الكلمات : وضع فى عهد وبإذن قداسة البابا المعظم أبينا كيرلس الخامس" ومما يؤسف أن الناشر لم يذكر السنة التى صدر فيها هذا الكتاب القيم .

(4)  (متى 20: 25-26) مر10: 43- 44) (لوقا9: 46- 48) (يوحنا13: 3- 17)

(5)

 

This site was last updated 08/25/15