Home Up عمل الميرون ومكوناته عدد مرات إعداد الميرون الميرون للمرة السابعة تاريخ عمل الميرون 
| | تاريخ عمل الميرون المقدس في الكنسية القبطية
منذ البابا أثناسيوس (326 - 378م) وحتي البابا شنودة الثالث (1971ـ...م)
كان من علامات استقرار الكنيسة القبطية في القرن الرابع قيامها بطبخ وتقديس زيت الميرون المقدس لأول مرة في عهد البابا أثناسيوس البطريرك الـ20 (326 - 378م). وتأكيدا لازدهارها في القرنين العشرين والواحد والعشرين هو طبخ وتقديس الميرون سبع مرات في عهد البابا شنوده الثالث البطريرك الـ .117
سر الميرون هو السر المقدس الذي به ننال ختم موهبة الروح القدس, بعد أن ننال الميلاد الجديد في سر المعمودية المقدسة. وكان الرسل يتممونه بوضع الأيادي علي المعتمدين (أع 8 : 14 - 17) لذا دعي هذا السر ' بوضع الأيدي ', ثم سمي فيما بعد بـ ' سر الميرون' أو 'سر المسحة' لأنه يتمم منذ القرن الأول الميلادي وحتي الآن بالمسح بزيت الميرون. وكلمة ' ميرون كلمة يونانية معناها ' طيب ', دخلت إلي اللغة القبطية وتستخدمها الكنائس الرسولية الشرقية والغربية علي السواء0 تاريخ طبخ الميرون تاريخ طبخ زيت الميرون الذي يمسح به المعمدون بعد خروجهم من جرن المعمودية كعلامة منظورة لسر التثبيت والذي شاع استخدامه في الشرق ولاسيما مصر كبديل لوضع الأيدي. والذي كان معروفا علي مر العصور بالأسماء الآتية: زيت - زيت الأوخارستيا - زيت المسحة - المسحة - مسحة شكر - مسحة سمائية - مسحة سرائرية - ميرون - الميرون الإلهي - الميرون المقدس - الميرون العظيم. أقدم نص صلاة عرف لتقديس زيت الميرون في مصر محفوظ في خولاجي الأب سيرابيون أسقف تيمويوس, الذي كان معاصرا وصديقا للقديس أثناسيوس في القرن الرابع الميلادي. هذه الصلاة تحت عنوان: صلاة فوق الزيت الذي يدهن به المعمدون (بعد المعمودية). وأكثر من استفاض في شرح طقوس سر المسحة في الشرق كله فهو القديس كيرلس الأورشليمي. مصادر عمل الميرون المقدس أولا: مخطوطات عمل الميرون المقدس المخطوطات الخاصة بعمل الميرون المقدس في الكنيسة القبطية. يوجد منها عشرة مخطوطات (من رقم 101 إلي 109 طقوس +286 طقوس) بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة إلي جانب المخطوطات الأخري الموجودة بمكتبات المتحف القبطي بالقاهرة, دير الأنبا أنطونيوس (رقم 1 , 8 طقوس) ومكتبة كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (رقم 72 طقوس) ومكتبة الفاتيكان (44 قبطي) والمكتبة الوطنية بباريس (100 عربي). تؤكد هذه المخطوطات الخاصة بصنع الميرون المقدس علي الآتي: أولا: أن الرسل الأطهار أخذوا المر والصبر وباقي الحنوط التي وضعها يوسف الرامي ونيقوديموس علي جسد المخلص (يو 19: 39, 40) والتي كان وزنها نحو مائة رطل, وكذا الطيب الذي أحضرته المريمات (مر1:16) إلي علية صهيون (دار مريم أم مرقس الرسول) بعد حلول الروح القدس عليهم. سحقوا هذه الحنوط وأضافوها إلي زيت الزيتون النقي, وقدسوها بكلمة الله والصلاة (1تي5:4), وجعلوها دهنا مقدسا (ميرونا) لسر مسحة الروح القدس. ولقد أخذ منه الرسل في كل كرازتهم المسكونية وصاروا يدهنون به كل من يؤمن باسم الرب يسوع بعد أن يتعمد. وهذا ما أشار إليه القديس يوحنا الرسول في (1يو20:1-27). ثانيا: عندما جاء القديس مرقس الإنجيلي للكرازة في مصر وأسس كنيسة الإسكندرية سنة 62 م. أحضر معه زيت الميرون المقدس وبقي في حوزة خلفائه أساقفة كنيسة الإسكندرية من بعد استشهاده. وكانوا يستخدمونه في دهن المعمدين الجدد وفي ذلك ضمن طقوس العماد التي كانت تتم مرتين أو ثلاثة مرات علي الأكثر كل عام. ثالثا: في عهد البابا أثناسيوس البطريرك العشرين حدث أن نفدت كمية زيت الميرون المقدس من الكنائس الأخري, رومية والقسطنطينية وإنطاكية فاضطروا حين ذاك إلي استخدام زيت الزيتون بعد تقديسه مخلوطا بدهن البلسان وسموه زيت الأوخارسما (زيت المسحة). ولما علم رؤساء تلك الكنائس بوجود بقية باقية من الميرون المقدس (الذي سبق أن أحضره مار مرقس) في حوزة كنيسة الإسكندرية, بعثوا برسالة إلي البابا أثناسيوس ليمدهم بجزء من هذه الذخيرة المقدسة. ولما كانت الكمية الموجودة لا تكفيه وإياهم عرض عليهم فكرة طبخ الميرون من الأفاوي, التي أمر الله موسي أن يصنع منها دهن المسحة (خروج 22:30-33) والمر والعود والسليخة (مز8:45), وقصب الزريرة وعود اللبان والقرنفل مع كل أنفس الأطياب (نش14:4) مضافا إليه زيت الزيتون الصافي وبعد طبخه يصلي عليه لتقديسه, ثم يضاف إليه الذخيرة وهي ما تبقي من الطبخة الأولي التي صنعها الرسل وأضافوا عليها الأطياب التي كانت علي جسد يسوع المسيح. فاستراح رؤساء تلك الكنائس لهذا الرأي وقبلوه وأرسلوا إلي البابا أثناسيوس رسالة مع مندوبين طلبوا منه القيام بهذا العمل. فقام البابا أثناسيوس بإجراء طبخ الميرون وتقديسه في الإسكندرية في حضور الأساقفة ومندوبي الكنائس رومية والقسطنطينية وإنطاكية وبعد التقديس أضافوا عليه الذخيرة المتبقية من الميرون الذي طبخه الرسل. ثم وزع القديس أثناسيوس من هذا الميرون علي مندوبي الكنائس بعد أن علمهم طريقة طبخه وطقس تقديسه لاستخدام هذه الطريقة نفسها كلما احتاجوا إليه. فاستقبلت الكنائس الميرون المقدس والمعد بالإسكندرية بالتراتيل والتسابيح والفرح. رابعا: طقوس عمل وتقديس الميرون المقدس في هذه المخطوطات بعضها يذكره ضمن طقوس يوم الخميس الكبير والبعض الأخر يذكره علي أنه ترتيب مستقل يتم في الأسبوع السادس من الصوم الكبير عند الاحتياج. وذلك يرجع إلي أن تقديس الميرون كان يرتبط قديما بعيد الفصح المقدس أي عيد القيامة , وهو إحدي المناسبات الرئيسة الثلاث التي كانت تمارس فيها طقوس المعمودية (الثيؤفانيا ـ الفصح ـ العنصرة) حتي القرن الرابع الميلادي. ومن المعروف أنه قبل مجمع نيقية المسكوني سنة 325م كان أسبوع الفصح يأتي كل ثلاثة وثلاثين سنة مرة وبالتالي كانت تتم طقوس المعمودية يوم السبت الكبير أي سبت النور وتقديس الميرون كان يتم يوم الخميس الكبير. أما علي مدار السنة فكانت طقوس المعمودية تتم في الأسبوع الأخير من الصوم المقدس وتقديس الميرون كان يتم في الأسبوع السادس من الصوم. أما بعد مجمع نيقية الذي قرر الاحتفال بالفصح المقدس كل عام فقد احتفظت الكنائس الأرثوذكسية (بعائلتيها) بكلا التقليدين بخصوص موعد تقديس الميرون ولذلك نجد علي مر التاريخ بعضا من الآباء البطاركة الأقباط كان يقدس الميرون يوم الخميس الكبير كما هي العادة المتبعة حاليا في كنيسة الأسكندرية اليونانية وكنيسة القسطنطينية الأرثوذكسية (الروم الأرثوذكس). أما البعض الآخر من البطاركة الأقباط فكان يقدس الميرون في الأسبوع السادس من الصوم المقدس حتي يتفرغ المؤمنون للعبادة في أسبوع الآلام , وهذا لاشك أنه أفضل وأنسب, وهذا ما اتخذت به حاليا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في حبرية صاحب القداسة البابا الأنبا شنودة الثالث (حفظه الله). خامسا: ترتيب طقوس الصلوات الموجودة في هذه المخطوطات والمستخدمة حتي اليوم ترجع إلي القرن الثالث عشر الميلادي والتي أقرها مجمع الأساقفة في تقديس الميرون الذي تم في عهد البابا ثيئودوسيوس الثاني البطريرك القبطي الـ79 في كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة بتاريخ 21 برمودة سنة 1015 ش (= 16 أبريل سنة 1299 م). بعض من قطع الصلوات المدرجة بالترتيب السابق ذكره يرجع تاريخها إلي القرن الثامن الميلادي علي الأقل وهي تتفق مع النص اليوناني المستخدم في تقديس زيت الميرون في الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية, والمحفوظ في خولاجي البربريني الذي يرجع تاريخه إلي القرن الثامن الميلادي. سادسا: آخر عمل ميرون تم في العصر الحالي بواسطة البابا شنودة الثالث الـ117 وقد قام بعمله ست مرات في السنوات 1981م , 1987م , 1993م , 1995م 2004م , 2005م. وقام قداسته بمشيئة الله بتقديس الميرون للمرة السابعة يوم الخميس الموافق 17 أبريل 2008م. سابعا: فيما يلي بيان بالآباء البطاركة الذين قاموا بعمل الميرون منذ البابا أثناسيوس سنة 340 م وحتي البابا شنودة الثالث سنة 2005م. وجدول بأسماء المواد المستخدمة في طبخ زيت الميرون المقدس.***************** المراجع (1) جريدة وطنى 20/4/2008 م السنة 50 (2) كتب الطقوس المسيحية |