Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص المصرى فى القسطنطينية

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأخوة الطوال وذهبى الفم
أبيفانيوس بالقسطنطينية

 

القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص المصرى هو قديس فى جميع الكنائس الرسولية كان طيب جداً متواضع ولكنه إنقاد بدون ترو لما يأمره به البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 وبالرغم من قداسته فقد صدق وإعتقد أن هناك هرطقة وأنه يعمل كل ما فى طاقته للقضاء على هذه الهرطقة ، ولا يوجد أبلغ من هذه الفقرة للقمص العلامة : تاردرس يعقوب ملطى (1) الذى لخص هذا الموضوع فقال : " إستغل البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 هذا القديس الذى تشهد له كل الكنائس الرسولية بقداسته ، وبرغم شيخوخته (85 سنة) لا يطيق أن يسمع عن هرطقة أو بدعة ، قديمة أو حديثة ، وقد رأينا كيف إنضم إلى القديس جيروم يحاربان القديس يوحنا الأورشليمى (مصرى أيضاً من المعجبين بأوريجانوس ) وروفينوس من أجل كتابات أوريجين " .

وحاول القمص تاردرس يعقوب ملطى تحليل فكر القديس أبيفانيوس وعمله ليدافع عن موقفه ضد القديس يوحنا ذهبى الفم فقال : لا نستطيع ان ننكر فى أن أبيفانيوس حسن النية وغيرته خاصة ، وأيضاً كان قد ناهز 85 من عمره ، فحسبه شرفاً عظيماً أن يتحمل المشاق ليخمد - فى نظره - البدعة الأوريجانية ويقف جنباً إلى جنب مع ثاوفيلس الذى يمثل فى عينيه (من وجهه نظر أبيفانيوس) بطلاً يحارب من اجل إستقامة الإيمان .

فى صيف 402م كانت العلاقات قد بدأت فى التوتر بين القديس يوحنا ذهبى والأمبراطورة إيدوكسيا AELIA EUDOXIA زوجة الإمبراطور أركاديوس Arcadius فلم تعد تطيقة

 فى بداية عام 403م ذهب القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص إلى القسطنطينية بتوجيه وتخطيط من ثاؤفيلس البطريرك السكندرى ، ذهب متحاملاً على القديس يوحنا ذهبى الفم لأنه فى نظرة (يحمى ميتدعين !! ) ووجد الأرض ممهدة

أعمال أبيفانيوس الإستفزازية ضد القديس يوحنا ذهبى الفم

وسجل لنا سقراط المؤرخ (2) أعمال أبيفانيوس الإستفزازية ضد القديس يوحنا ذهبى الفم :

*** نزل  أبيفانيوس بجوار كنيسة القديس يوحنا المعمدان (3) فأرسل إليه القديس يوحنا ذهبى الفم كهنته لينزل دار الأسقفية فأجابه أنه : " لا يقيم معه ولا يصلى معه حتى يطرد ديسقورس واخوته ( ألإخوة الطوال) من المدينة ، ويوقع بيديه على إدانة كتب أوريجين ، فأرسل إليه يوحنا أنه لا يقدر أن يتصرف هكذا من غير ترو قبل عقد مجمع عام .. ولما لم يجيبه طلبه نزل الأسقف  أبيفانيوس فى فندق "

*** قام أبيفانيوس بجمع اساقفة العاصمة من غير موافقة القديس يوحنا ذهبى الفم أسقف القسطنطينية ، وقد كان معروفاً بهيبته وتقواه ، وقرأ عليهم قرارات المجمع ( فيما يبدوا مجمع قبرص الذى أمره لبابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 أن يعقده ويرفق رسالته به) التى تحرم أوريجين وكتبه ، فطلب منهم التوقيع ، فوقع البعض خجلاً ومجاملة لهذا ألأسقف القديس لكن رفض الأغلبية ومنهم الأب ثيؤتيموس (4) الذى قال : " لا أقدر أن اسب إنساناً أنهى حياته الورعة منذ وقت طويل با أبيفانيوس ، ولا أتجاسر أن أرتكب بدعة كهذا ، أن أدين ما لم يدنه أسلافنا خاصة وأنا أعلم أنه ليس فى كتب أوريجين تعاليم شريرة " .

فقرأ الأسقف ثيؤتيموس فقرات من كتب العلامة أوريجين ليبرهن أنها تتفق مع تعاليم الكنيسة وعقيدتها .

*** وتعمد أبيفانيوس رسم شماس فى كنيسة تتبع القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية دون أن يستأذنه طبقاً لقرارات المجامع ، ومن الواضح أنه كان يريد أن يستفذه حتى يأتى بعمل يحاكم عليه .

*** وقام أعداء يوحنا ذهبى الفم من حاشية الأمبراطورة بتحريض أبيفانيوس أن يذهب إلى كنيسة الرسل وهى الكنيسة الرئيسية حيث أعلن أمام الشعب فى عظة حرمه لكتابات أوريجين وحرمة لديسقوروس وأخوته ، وقام بإتهام القديس يوحنا ذهبى بأنه آوى هراطقة وشجعهم .

سمع القديس يوحنا ذهبى بطريرك القسطنطينية بأفعال القديس أبيفانيوس فى العاصمة مقر أسقفيته ، فأرسل إليه رسولاً عند دخوله الكنيسة يقول له : " لقد صنعت أموراً تخالف القوانين الكنسية يا أبيفانيوس ، أولاً : قمت برسامة فى كنائس خاضعة لى ، بعد هذا - بغير إستئذانى أعطيت لنفسك سلطاناً للخدمة فيها ، أضف إلى هذا إنى دعوتك فرفضت الحضور ، وها أنت تعطى لنفسك هذه الحرية ، إحذر لئلا تحدث ضدك ضجة بين الشعب ويصيبك ضرر منهم "

وبمجرد سمع أبيفانيوس هذا التحذير ترك القسطنطينية ليعود إلى جزيره ، وقد روى سقراط عن قصة غير مؤكدة لأن ألثنين لم يتقابلا معاً وربما أرسلا إلى بعضهما هذه العبارات قال سقراط المؤرخ : " أن الأسقف أبيفانيوس تضايقت نفسه من تحذير الأسقف يوحنا وفى مرارة قلب قال : " إنك لن تموت وأنت على كرسى أسقفيتك " فأجابه الأسقف يوحنا ذهبى الفم وهو فى ضيقة نفس أيضاً : " وأنت لا تظن أنك ترى وطنك "

ويعلق سقراط بأنه مع عدم تأكده من صحة هذه عبارات التنبؤ المتبادلة بين الأثنين إلا أنهما تحققتا إذ نفى  يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية ومات فى المنفى كما لم يصل الأسقف أبيفانيوس إلى وطنه بل مات فى الطريق وهو يبحر على مركب .

وما أن غادر الأسقف أبيفانيوس القسطنطينية حتى سمع يوحنا ذهبى الفم البطريرك بالدور الذى لعبته الأمبراطورة إيدوكسيا AELIA EUDOXIA فى المسرحية التى عملها أبيفانيوس معه فوقف على المنبر يتحدث عن الرزائل التى تسببها السيدات ، ولا شك أن العامة قد أدركوا مغزى كلماته وأنه يعنى الإمبراطورة فقام الوشاة بتبليغ الأمر للأمبراطورة ، وقامت هى بدورها بتأليب الأمبراطور ضده حيث قالت له : " أن ما يمسها من كلمات يوحنا تمسه أيضاً (5) فإنقلب ميزان القضية وقد كان ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى فى الطريق كان قد أطلق شائعة أنه ذاهب ليحاكم يوحنا فإنه من الواضح ان الإمبراطورة (6) كانت مرتبة كل شئ لنفى يوحنا ذهبى الفم  

***************************

المــــــــــــــــراجع

(1) القديس يوحنا ذهبى الفم (سيرته ، منهجه وأفكاره ، كتاباته ) - القمص تادرس يعقوب ملطى - أقوال الآباء (علم الباترولوجى) - سنة 1980م ص 82 - 84

(2) Soc 6: 1214.

(4) كنيسة يوحنا المعمدان على بعد 7 أميال من القسطنطينية ( سقراط 6: 17)

(4) Soc 6: 12

(5) Soc 6: 15 Soz. 8. 16. Theod. 5: 34. Palladius.3: :8- 10

(6) Palladius. Pg 47: 26

 

This site was last updated 12/19/11