Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 سنة خمس وثلاثين ومائة سنة ست وثلاثين ومائة موت السفاح

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة 133 و 134
سنة135 و 136 موت السفاح

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ومائة
ذكر خروج زياد بن صالح

في هذه السنة خرج زياد بن صالح وراء النهر، فسار أبو مسلم من مرو مستعداً للقائه، وبعث أبو داود خالد بن إبراهيم نصر بن راشد إلى ترمذ مخافة أن يبعث زياد بن صالح إلى حصن والسفن فيأخذها، ففعل ذلك نصر وأقام بها، فخرج عليه ناس من الطالقان مع رجل يكنى أبا إسحاق فقتلوا نصراً. فلما بلغ ذلك أبا داود بعث عيسى بن ماهان في تتبع قتله نصر، فتبعهم فقتلهم.
ومضى أبو مسلم مسرعاً حتى انتهى إلى آمل ومعه سباع بن النعمان الأزدي، وهو الذي كان قد أرسله السفاح إلى زياد بن صالح وأمره إن رأى فرصة أن يثبت على أبي مسلم فيقتله.
فأخبر أبو مسلم بذلك، فحبس سباعاً ببآمل، وعبر أبو سملم إلى بخارى، فلما نزلها أتاه عدة من قواد زياد قد خلعوا زياداً فأخبروا أبا مسلم أن سباع بان النعمان هو الذي أفسد زياداً، فكتب إلى عامله بآمل أن يقتله، ولما أسلم زياداً قواده ولحقوا بأبي مسلم لجأ إلى دهقان هناك فقتله وحمل رأسه إلى أبي مسلم.
وتأخر أو داود عن أبي مسلم لحال أهل الطالقان، فكتب إليه أبو مسلم يخبره بقتل زياد، فأتى كش وأرسل عيسى بن ماهان إلى بسام وبعث جنداً إلى ساعر فطلبوا الصلح، فأجيبوا إلى ذلك.
وأما بسام فلم يصل عيسى إلى شيء منه، وكتب عيسى إلى كامل بن مظفر صاحب أبي مسلم يعتب أبا داودوينسبه إلى العصبية، فبعث أبو مسلم بالكتب إلى أب داود، وكتب إليه: إن هذه كتب العلج الذي صيرته عدل نفسك فشأنك به. فكتب أبو داود إلى عيسى يستدعيه، فلما حضر عنده حبسه وضربه ثم أخرجه، فوثب عليه الجند فقتلوه، ورجع أبو مسلم إلى مرو.
ذكر غزو جزيرة صقلية
وفي هذه السنة غزا عبد الله بن حبيب جزيرة صقلية وغنم بها وسبى وظفر بها ما لم يظفره أحد قبله بعد ان غزا تلمسان، واشتغل ولاة إفريقية بالفتنة مع البربر، فأمن الصقلية وعمرها الروم من جميع الجهات وعمروا فيها الحصون والمعاقل وصاروا يخرجون كل عام مراكب تطوف بالجزيرة وتذب عنها، وربما طارقوا تجاراً من المسلمين فيأخذونهم.
ذكر عدة حوادث
حج بالناس هذه السنة سليمان بن علي، وهو على البصرة وأعمالها، وكان العمال من تقدم ذكرهم.
وفيها مات أبو خازم الأعرج، وقيل: سنة أربعين، وقيل سنة أربع وأربعين. وفيها مات عطاء بن عبد الله مولى المطلب، وقيل: مولى المهلب، وقيل: هو عطاء بن ميسرة، ويكنى أبا عثمان الخراساني، وقيل سنة أربع وثلاثين. وفيها مات يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بتن عباس بفارس، وكان أميراً عليها، وكان قبل ذلك أميراً على الموصل. وفيها توفي ثور بن زيد الدئلي، وكان ثقة. وزياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وكان من البطال.
عياش بالياء المثناة من تحت، وبالشين المعجمة.


ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائة
ذكر حج أبي جعفر وأبي مسلم

وفي هذه السنة كتب أبو مسلم إلى السفاح يسأذنه في القدوم عليه والحج، وكان مذ ملك خراسان لم يفارقها إلى هذه السنة. فكتب إليه السفاح يأمره بالقدوم عليه في خمسمائة من الجند، فكتب أبو مسلم إليه: إني قد وترت الناس ولست آمن على نفسي. فكتب إليه: أن أقبل في ألف، فإنما أنت في سلطان أهلك ودولتك وطريق مكة لا يتحمل العسكر.(3/3)
فسار في ثمانية آلاف فرقهم فيما بين نيسابور والري، وقدم بالأموال والخزائن فخلفها بالري، وجمع أيضاً أموال الجبل، وقدم في ألف، فأمر السفاح القواد وسائر الناس أن يتلقوه، فدخل أبو سملم على السفاح، فأكرمه وأعظمه، ثم استأذن السفاح في الحج، فاذن له وقال: لولا أن لأبا جعفر، يعني أخاه المنصور، يريد الحج لا ستعملتك على الموسم؛ وأنزله قريباً منه.
وكان ما بين أبي جعفر وأبي مسلم متباعداً لأن السفاح كان بعث أبا جعفر إلى خراسان بعدما صفت الأمور له ومعه عهد أبي مسلم بخراسان وبالبيعة للسفاح وأبي جعفر المنصور من بعده، فبايع لهما أبو مسلم وأهل خراسان، وكان أبو مسلم قد استخف بأبي جعفر؛ فلما رجع أخبر السفاح ما كان من أمر أبي مسلم، فلما قدم أبو سملم هذه المرة قال أبو جعفر للسفاح: أطعني وأتقل أبا مسلم، فوالله إن في رأسه لغدرة. فقال: قد عرفت بلاءه وما كان منه. فقال أبو جعفر: إنما كان بدولتنا، والله لو بعثت سنوراً لقام مقامه وبلغ ما بلغ. فقال: كيف نقتله؟ قال: إذا دخل عليك وحادثته ضربته أنا من خلفه ضربة قتلته بها. قال: فكيف بأصحابه؟ قال: أبو جعفر: لو قتل لتفرقوا وذلوا. فأمره بقتله، وخرج أبو جعفر. ثم ندم السفاح على ذلك فأمر أبا جعفر بالكف عنه.
وكان أبو جعفر قبل ذلك بحران وسار منها إلى الأنبار وبها السفاح، واستخلف على حران مقاتل بن حكيم العكي.
وحج أبو جعف وأبو مسلم، وكان أبو جعفر على الموسم.
وفيها مات زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب.
ذكر موت السفاح
في هذه السنة مات السفاح بالأنبار لثلاث عشرة مضت من ذي الحجة، وقيل: لاثنتي عشرة مضت منه، بالجدري؛ وكان له يوم مات ثلاث وثلاثون سنة، وقيل: ست وثلاثون، وقيل: ثمان وعشرون سنة. وكانت ولايته من لدن قتل مروان إلى أن توفي أربع سنين؟. ومن لدن بويع له بالخلافة إلى أن مات أربع سنين وثماينة أشهر، وقيل: وتسعة أشهر، منها ثمانية أشهر يقاتل مروان وكان جعداً، طويلاً، أبيض، أقنى الأنف، حسن الوجه واللحية.
وأمه ريطة بنت عبد الله بن عبد المدان الحارثي، وكان وزيره أبا الجهم بن عطية.
وصلى عليه عمه عيسى بن علي ودفنه بالأنبار العتيقة في قصره. وخلف تسع جباب، وأربعة أقمصة فيهما وشمس في الناس، ولا يوجد، وهما:
يا آل مروان إن الله مهلككم ... ومبدل بكم خوفاً وتشريدا
لا عمر الله من إنشائكم أحداً ... وبثكم في بلاد الخوف تطريدا
قال: فعلت ذلك فدخلت قلوبهم مخافة.
قال جعفر بن يحيى: نظر السفاح يوماً في المرآة، وكان أجمل الناس وجهاً، فقال: أللهم إني لا أقول كما قال سليمان بن عبد الملك: أنا الملك الشاب، ولكني أقول: اللهم عمرني طويلاً في طاعتك ممتعاً بالعافية. فما استتم كلامه حتى سمع غلاماً يقول لغلام آخر: الأجل بيني وبينك شهران وخمسة أيام. فتطير من كلامه وقال: حسببي الله ولا قوة إلا بالله، عليك توكلت، وبك أستعين. فما مضت الأيام حتى أخذته الحمى واتصل مرضه فمات بعد شهرين وخمسة ايام.

This site was last updated 07/07/11