جريدة وطنى 29/7/2007م السنة 49 عن مقالة بعنوان [ تعاون بين مصر وكازاخستان لإحياء مسجد الظاهر بيبرس ] تحقيق إيمان حنا- تصوير عريان شكر الله
بدأ المجلس الأعلي للآثار بالتعاون مع كازاخستان أكبر مشروع ترميم لمسجد الظاهر بيبرس -ثاني أكبر جامع في مصر- بتكلفة تقدر بـ6ملايين دولار.ينتهي المشروع في يناير 2009 ويتم علي ثلاث مراحل في محاولة لاستعادة التاريخ العريق للجامع الذي تنسب إليه منطقة الظاهر,بعد أن ظل مهملا لفترة كبيرة,حول هذا المشروع الضخم والتعاون المصري-الكازاخستاني أجرينا هذا التحقيق.
وصف المسجد
أشار الأثري فرج فضة القائم بأعمال قطاع الآثار الإسلامية إلي أن الجامع يعود لعام 667 ويتكون من مربع يصل طول ضلعه لمائة متر وتحيط به أربع واجهات حجرية وهو ثاني أكبر مسجد في مصر بعد مسجد ابن طولون (ثلاثة أفدنة ونصف) وقد بني علي نفس تخطيط المساجد الجامعة التي اشتهر بها العصر الفاطمي مكشوفة الصحن وله ثلاثة مداخل تذكارية تميزه ومدخل سري كان يستخدمه الظاهر بيبرس لأداء الصلاة دون أن يعترضه أحد والبوابة الرئيسية مغطاة بقبة مشيدة علي غرار قبة الإمام الشافعي مكتوب عليها النص التأسيسي ويتكون رواق القبلة من ست بلاطات وهو أكبر الأروقة وبالمسجد 172 نافذة مزخرفة بزخارف نباتية وهندسية أما الرواقان الآخران مكونان من ثلاث بلاطات والرواق الرابع بلاطتان فقط.
يحتوي الجامع مقصورة بإيوان القبلة والكتابات التي فوق المسجد تدل علي المناخ السياسي السائد في هذه الفترة وهو أول جامع شيد خارج القاهرة الفاطمية.
التعديات
أضاف أن هذا المسجد تعرض لكثير من التعديات التي أدت إلي تدهور حالته المعمارية فقد استخدمه الجيش الإنجليزي مذبحا للحيوانات واستخدمه الفرنسيون قلعة أثناء الحملة الفرنسية علي مصر ثم أصبح مصنعا للصابون وفي عام 1812 استغلت أعمدته الرخامية لبناء رواق بالجامع الأزهر.
كل هذا أدي إلي تهدم أجزاء من المئذنة والحوائط بالإضافة إلي مشكلة المياه التي تمت محاولة التخلص منها في الثمانينيات بوضع نظام جديد لشبكات الصرف الصحي وتصريف المياه الجوفية دون جدوي.
مشروع الترميم
وعن مشروع الترميم يقول المهندس عبد الحميد قطب مسئول الشئون الفنية بالمجلس الأعلي للآثار أنه مبادرة للتواصل الثقافي بين البلدين ويحتاج المسجد إلي فك أرضياته وإعادة تركيبها وعمل شبكة كهرباء كاملة ومعالجة النوافذ وتدعيم الحوائط خاصة بعد ارتفاع منسوب المياه الجوفية وعمل شبكة صرف صحي وكازاخستان تقدم لنا الدعم الفني والمالي (4ملايين دولار) وقد بدأت المرحلة الأولي للترميم في يناير الماضي وانتهت في سبتمبر الماضي لتبدأ المرحلة الثانية وتنتهي في يناير2008ثم المرحلة الثالثة التي تنتهي في يناير.2009
الظاهر بيبرس
وعن الظاهر بيبرس يقول الأثري عبد الله العطار المستشار الأثري بالمجلس الأعلي للآثار اسمه الظاهر ركن الدين أبو الفتوح بيبرس البندقداري وهو كازاخي الأصل وقد جاء إلي مصر مع الأمير علاء الدين البندقداري الصالحي ثم دخل في خدمة آخر الحكام الأيوبيين الملك الصالح نجم الدين أيوب ثم من بعده عز الدين أيبك ثم الملك المظفر قطز الذي كان بيبرس من أهم قواده وكان له دور في تحقيق النصر علي المغول في موقعة عين جالوت عام 659هـ وقد قام ببناء المسجد الذي أنفق عليه الكثير من المال في الفترة من 665هـ-667هـ وأضيفت إليه ملحقات كالأسبلة والخنقاوات ودور العبادة وتوفي الظاهر بيبرس في دمشق بعد أن جاوز الخمسين من عمره.
وسبق لهذا المسجد أن تم ترميمه في بعض الأعمدة المقابلة لإيوان القبلة كما تم تغيير جزئي لبعض شبكات الصرف لتخفيض منسوب المياه الجوفية وتم وضع أسوار حديدية لحمايته إلا أن هذه أول خطة شاملة للترميم تمتد لعام.
*****************************************
بعد سنوات من الإهمال مسجـد الظاهـــر بيبرس يعود للحياة 4,5 مليون دولار منحة لا ترد من جمهورية كازاخستان للإسهام في ترميم المسجد التكاليف الإجمالية لعملية الإعمار تصل إلي52 مليون جنيه.. والانتهاء منها في يوليو2010 تشكيل لجنة من الآثار والأوقاف لتأمين المساجد الأثرية علي مدي24 ساعة تحقيـق:نرمين قطب بعد سنوات طويلة من الإهمال, يدخل مسجد الظاهر بيبرس مرحلة جديدة, يتم خلالها ترميمه, وإعادته للحياة بمنحة من جمهورية كازاخستان, وقع عليها وزير الثقافة الفنان فاروق حسني وسفير كازاخستان بالقاهرة. هنا يقول الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار إن مشروع ترميم المسجد في إطار علاقة الصداقة بين مصر وكازاخستان, حيث تنتمي أصول الظاهر بيبرس إلي تلك الدولة, والتي بادرت بتقديم منحة لا ترد قدرها4.5 مليون دولار للقيام بأعمال الترميم في المسجد والتي بدأت في منتصف عام2007 ومن المنتظر الانتهاء منها في يوليو2010 وبإجمالي تكلفة تصل إلي51.968 مليون جنيه. ويشمل المشروع جميع أعمال الترميم المعمارية من فك الأرضية والحوائط والأكتاف والعقود وإزالة الاضافات الخرسانية التي أضيفت للمسجد وشوهته في عصور سابقة, بالإضافة إلي حقن الحوائط وتأسيس التربة وأعمال تعمير المسجد بعد الانتهاء من الترميم المعماري وترميم العناصر الزخرفية. يقول الدكتور زاهي حواس: إنه بالرغم من أعمال الترميم فإن المجلس الأعلي للآثار بالتعاون مع وزارة الأوقاف استطاع أن يوفر مكانا بالمسجد لأداء الصلاة, بالإضافة إلي تشكيل لجنة بالتعاون بين الطرفين لإنشاء شركة خاصة بالأمن لحماية وتأمين المساجد ذات الطابع الأثري والتي تشرف عليها وزارة الأوقاف وذلك علي مدي الـ24 ساعة. ويقول اللواء علي هلال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار: إن الهدف الرئيسي لهذا المشروع هو اعادة تقديم الأثر إلي المحيط العمراني والأثري الخاص بالمدينة القديمة وذلك عن طريق الترميم المعماري والإنشائي والحفاظ علي العناصر الأثرية, كما يهدف المشروع إلي إعادة إنشاء الأجزاء المفقودة للمبني لاستكمال استخدام الجامع بأكمل صورة كأحد أكبر جوامع القاهرة مساحة وقيمة تاريخية تعبر عن حقبة تاريخية مهمة في التاريخ الإسلامي. وبالطبع اتبع المشروع المنهجية العلمية حيث تمت دراسة الأثر من خلال بعدين أساسيين وهما بعد الزمن( الماضي والحاضر والمستقبل), والبعد الآخر المقياس( الحضري والمعماري والإنشائي) وذلك للوصول إلي الحل الأمثل لمشروع الحفاظ علي الأثر, وذلك من خلال مراحل التوثيق والتتبع التاريخي ودراسة الوضع الراهن للأثر, وتحديد المشاكل وأسباب التدهور وتحليلها, هذه الخطوات يعد التوثيق الأثري والتتبع التاريخي للمبني من أهمها, والتي حددت في وثيقة البندقية لسنة1964 في المادة رقم9 والتي ورد فيها أن أي عملية ترميم لابد وأن تأتي تبعا لدراسة تاريخية وأركيوليجية دقيقة للمبني يوضح فيها ظروف الإنشاء الخاصة به وطريقة الإنشاء, والبيئة العمرانية المحيطة بالأثر, والطابع المعماري للمبني, وكذلك الإضافات والتغيرات التي طرأت علي الأثر, والترميمات السابقة للمبني, وحصر كل الدراسات التي تمت علي الأثر. وعن الجزء الثاني من الخطوات وهو تسجيل الوضع الراهن يقول المهندس طارق هريدي مدير عام الادارة الهندسية: إن هذا التسجيل يتم لجميع أوجه الأثر العمرانية والمعمارية والإنشائية حيث تمثل البيئة العمرانية المحيطة بالأثر أحد أهم العوامل الأساسية والمؤثرة والتي اما أن تساعد علي انجاح عملية الترميم, واستمرارية الحفاظ علي الأثر, أو أن تكون ذات تأثير سلبي علي حياة الأثر, لذا يجب دراستها لتحديد الأسلوب الأمثل لمعالجة البيئة المحيطة والتي يتم فيها تحديد استخدامات الأثر, وخصائص السكان, والخصائص التشكيلية له وكذلك عناصر الحركة والمرور حوله ودراسة استخدامات الفراغ العمراني. أما التوثيق والتسجيل المعماري فيتم فيه الرفع الدقيق, والتسجيل المعماري لجميع الفراغات المعمارية وذلك في المساقط الأفقية, والواجهات, والقطاعات الرأسية والأفقية, وتبدأ مراحل العمل من خلال الرفع المساحي, والرفع المعماري الذي يشمل التصوير الفوتوجرافي, وتكوين المبني في الفراغ التخيلي ثلاثي الأبعاد, وتصحيح الصور وضبط المقياس بواسطة برامج خاصة, ثم مرحلة مطابقة المقياس مع الرفع المساحي واستخدامCAD في رسم الوضع القائم كما هو في الطبيعة بمختلف تفاصيله, ثم توقيع حالات الأحجار والمواد علي الرسم النهائي. وعن الدراسات الإنشائية يقول المهندس وحيد فرج مدير المكتب الفني لهندسة الآثار الإسلامية والقبطية إنها تشمل دراسات التربة والأساسات, ودراسة حركة ومنسوب ونوعية المياه تحت السطحية ودراسة طبقات التربة أسفل مناسيب التأسيس, ودراسة نوع وطريقة ومناسيب وقطاعات المنشأ عند منسوب التأسيس. وعن أعمال الترميم يقول المهندس محمود عبدالمجيد مدير مشروع ترميم وإعمار المسجد إن المسجد الذي تبلغ مساحته الداخلية نحو10,000 متر مسطح تصل إلي14,500 متر مسطح بالسور الخارجي يضم بداخله الإيوانات, وصحن المسجد, والأروقة. وداخل المسجد تم الإبقاء علي جزء من إيوان القبلة الأثري, والسور الخارجي, أما باقي الانشاءات بداخل المسجد, فقد تم هدمها لكونها غير أثرية, وهذا بالرغم من إنشائها علي نفس الطراز المعماري, ولكنها كانت تعاني مشاكل إنشائية خطيرة وكانت المياه الجوفية من أكبر المشكلات التي تواجه فريق العمل, حيث إن ارتفاع منسوب المياه, وتذبذبه بين الصعود والهبوط يعرض الأثر لخطر بالغ, ونجاح الترميم يتوقف علي كيفية التعامل مع هذه المشكلة من خلال العزل. كما مثل الهايش أو الزرع العشوائي مشكلة أخري أثناء عملية الاعمار, وتم إزالته, وتم عمل التدعيم اللازم للتربة والحوائط, وذلك عن طريق الحقن, أما الجزء الأثري فيتم فيه معالجة الحقن والتدعيم. لكن من هو الظاهر بيبرس, وماهو تاريخ هذا المسجد الذي قال عنه بعض المسئولين إنه سيئ الحظ بدرجة غير معقولة؟ يجيب أحمد قدري مدير المتابعة الفنية والأثرية بوسط القاهرة إن الظاهر بيبرس البندقداري هو المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية في مصر, وله العديد من المنشآت مثل المدرسة الظاهرية بشارع المعز لدين الله الفاطمي والمسجد الموجود بمنطقة الظاهر, ومعروف أن هذا الملك كان من خلف السلطان قطز بعد معركة عين جالوت التي كان المخطط والمدبر لها هو الظاهر بيبرس.
=============