Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تمزق أقاليم السودان بعد تنفيذ شريعة الإسلام

  هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
حكومة السودان والرق
معاناه سكان دارفور
تمزق أقاليم السودان
ثورة الزنج
العبيد والإماء الذين أسلموا
محمد وشراء وبيع العبيد

Hit Counter

 

الأهرام 5/7/2007م السنة 131 العدد  عن مقالة بعنوان "  سلام الشرق يتفسخ‏(4)‏ - شيوخ قبائل‏:‏ اتفاق أسمره شعلة فتنة ويهدد بانفجار الوضع " ‏رسالة الخرطوم ‏:‏ عطية عيسوي : ‏
لم تمر‏9‏ أشهر علي توقيع اتفاق السلام لإنهاء‏12‏ عاما من التمرد المسلح في شرق السودان حتي بدأت المشكلات تواجه تطبيقه مهددة بفشله والعودة إلي حمل السلاح‏..‏ السبب هذه المرة ليس تباطؤ الحكومة في تنفيذه أو المناورة من جانبها في ذلك مثلما تم اتهامها عند تطبيق اتفاق سلام الجنوب الشامل أو اتفاق سلام دارفور الذي لم يوقع عليه سوي فصيل واحد من حركة تمرد واحدة في الاقليم‏,‏ وإنما الخطر ينبع من الخلافات الحادة بين زعماء قبائل الشرق وبعض قادتهم السياسيين والعسكريين فيما يمكن أن نسميه تفسخ سلام الشرق‏.‏
الخلافات دارت حول الموضوع الأبدي للصراعات في السودان وافريقيا عموما وهو السلطة والثروة‏.‏ فقد بدأت كيانات وقوميات في الاقليم الشرقي تطالب بمراجعة ملفات اقتسام السلطة في اتفاق اسمره الذي تم توقيعه بين الحكومة وجبهة الشرق تحت رعاية إريتريا في أكتوبر‏2006.‏ ويعترض هؤلاء علي طريقة تطبيق بنود قسمة الثروة والسلطة بين ولاة الولايات الشرقية الثلاث‏,‏ وهي البحر الأحمر وكسلا والقضارف وحذروا من خطورة تجاهل ما وصفوه بالظلم وأكدوا أن الاتفاق اصبح شعلة فتنة ولابد من تلافي الاخطاء في التنفيذ حتي لاينفجر الوضع‏.‏ المعترضون طالبوا بتمثيل كيانات الشمال والقوميات الاخري مثل الشكرية والبوادرة واللحويين ودار بكر بطريقة عادلة في السلطة قائلين إن المناصب تم اعطاؤها لابناء قبيلة البجا دون غيرهم وأوضحوا أنهم يرون أن ولاية البحر الأحمر التي تعادل مساحة فلسطين أصبح البداوين يحتلونها وولاية كسلا التي تساوي مساحة الدنمارك يسيطر عليها الرشايدة وولاية القضارف التي هي بحجم بنما يهيمن عليها بنو عامر‏.‏ ويزيد بعضهم قائلا إن حركة الأسود الحرة التي تمثل قبيلة الرشايدة العربية وتنظيم مؤتمر البجا الذي يمثل قبائل البجا ليسا هما المممثلين الوحيدين
لشرق السودان‏..‏ فهناك مؤتمر البجا ـ الإصلاح والتجديد والحركة الوطنية لشرق السودان وحركة فتح التابعة للحزب الاتحادي الديمقراطي وغيرها‏.‏
ومع أن البجا هي أكبر مجموعة عرقية في شرق السودان تليها الرشايدة العربية وان القبائل والمجموعات العرقية الاخري تشكو من هيمنتهما علي السلطة والثروة فإنه حتي شيخ خلاوي همشكوريب سليمان علي بيتاي الذي ينتمي إلي البجا ايضا هدد بقيادة تمرد أعنف إذا لم يحصل ابناء قبيلته علي نصيبهم العادل في الثروة والسلطة ورفض أي اتفاق تبرمه جبهة الشرق لا يحقق لهم هذا الهدف‏.‏ كما أن هناك شكوي من ولاية القضارف مما وصفوه بتجاهل الاتفاق لقبائل ذات وزن وتكريس العرقية والقبلية في المنطقة‏.‏
اتفاق الشرق يقضي بمنح الولايات الشرقية الثلاث منصب مساعد لرئيس الجمهورية ومستشار للرئاسة ووزير دولة و‏8‏ مقاعد في البرلمان الوطني ودمج قوات التمرد في الجيش الحكومي والأجهزة الأمنية وانشاء صندوق إعمار الشرق بمبلغ‏600‏ مليون دولار علي مدي خمس سنوات وأكد في الوقت نفسه وحدة أراضي السودان علي العكس من اتفاق الجنوب الذي منح الجنوبيين حق تقرير المصير بعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات تنتهي في‏5‏ يناير‏2011.‏
وعلي النقيض من اتفاق الجنوب الذي تم التوصل إليه بعد نحو ثلاثة أعوام من المفاوضات تم توقيع اتفاق الشرق بعد أربعة أشهر فقط من بدء التفاوض‏,‏ وقلنا وقتها إن السبب هو استفادة الحكومة من خبرة التفاوض مع الجنوبيين لكن يبدو أن هذه السرعة كانت سببا في ظهور عيوب عند التنفيذ نظرا لأنه أهمل ـ في رأي البعض ـ الجوانب الفنية ولم يشترك في صياغته خبراء أو اكاديميون في ملف الثروة والسلطة‏,‏ كما يري آخرون أن جبهة الشرق تفاوضت مع الحكومة من موقف ضعف بعد انسحاب قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان الممثلة للجنوب من مدينة همشكوريب الاستراتيجية في الشرق تطبيقا لاتفاق سلام الجنوب ولم تستطع جبهة الشرق وحدها الاحتفاظ بها بعد الانسحاب‏.‏
تمرد الشرق بدأ عام‏1994‏ احتجاجا علي ما وصفوه بالتهميش الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي لشعبهم من جانب الحكومات السودانية المتوالية بالرغم من أنهم يمثلون‏12%‏ من الشعب السوداني‏,‏ فالاقليم غني جدا بالمعادن‏..‏ ففيه أكبر منجم للذهب في السودان وفيه الميناء الرئيسي للدولة بورسودان ويمر عبر أراضيه خط رئيسي لأنابيب تصدير البترول ومع ذلك فهو أفقر اقاليم السودان وأكثرها معاناة من الفقر والمرض وارتفاع نسبة الوفيات‏..‏ فهناك من يقول إن عدد سكانه كان عند الاستقلال عام‏1956‏ عشرة ملايين نسمة لكنه انخفض الآن إلي أربعة ملايين بسبب الأمراض والجفاف وانعدام مشروعات التنمية بالرغم من غني الاقليم بالذهب والحديد والغاز الطبيعي والمنجنيز والبترول والجبس ومعظمها لم يستغل حتي الآن‏..‏ وفيات الاطفال علي سبيل المثال مرتفعة جدا لدرجة أنها وصلت إلي‏15%‏ في الوقت الذي بلغت فيه نسبة الوفيات لدي النساء‏10%‏ مقرونة كلها بنسبة أمية وبطالة مرتفعة وتدن في مستوي التعليم بالاضافة إلي التهميش السياسي‏,‏ حيث لم يأخذ ابناء الشرق حظهم العادل من السلطة وكانوا دائما في دور الكومبارس في الحكم‏.‏ لقد قام وفد من قيادات تنظيم مؤتمر البجا الميدانيي
ن بجولة مؤخرا في ولايات الشرق الثلاث في محاولة لحل الخلافات مع القيادات المحلية حول اقتسام السلطة وفقا لاتفاق اسمرة‏,‏ حيث يشكون من أنه تم توزيعها علي أساس قبلي‏.‏ وحدد قادة جبهة الشرق أواخر يونيو الماضي للعودة إلي السودان من إريتريا وغيرها لأداء اليمين امام الرئيس البشير الذي أصدر مراسيم بتعيين رئيس الجبهة موسي محمد أحمد مساعدا للرئيس ونائبته آمنة ضرار مستشارا للرئيس ومبارك مبروك الأمين العام للجبهة وزيرا للدولة بوزارة النقل والطرق‏.‏ كما تم الاتفاق علي بقاء الولايات الثلاث كما هي علي أن يقوم مجلس تنسيقي برئاسة ممثل الشرق في رئاسة الجمهورية بالتنسيق بينها‏.‏
لكن يبدو أن حل الخلافات الداخلية بين أهل الشرق لن يكون سهلا ولن يتم إذا تم تركهم لانفسهم‏,‏ فلابد من تدخل مسئول حكومي يتمتع بعلاقة طيبة بهم جميعا لإزالة تلك الخلافات وأن تتم الاستعانة بالحكومة الاريترية التي رعته لتذليلها حتي لو اقتضي الأمر اضافة ملاحق للاتفاق توضح كيفية تنفيذه بالعدل علي الجميع‏.‏ فليس من الحكمة أن أسكت فوهات مدافع البجا والأسود الحرة وأترك ثغرة لظهور تمرد جديد من ابناء القبائل والعرقيات التي تدعي أن حقوقها قد هضمت‏.‏ يجب الاسراع بالعمل لسد الثغرات في الاتفاق قبل أن ينهار‏.‏ وهنا تجب الاشارة إلي أن مؤتمر البجا أعد ورقة عمل لمؤتمر من المؤتمرات ضمنها قولا منسوبا للرئيس البشير في إحدي خطبه‏:‏ من كان له حق فليأخذه بالبندقية‏..‏ وهو ما اعتبره البعض دعوة صريحة للكفاح المسلح‏.‏ يجب ألا تغفل الخرطوم ايضا عن السبب الاساسي للتمرد وهو الافتقار إلي التنمية والتهميش في الشرق وألا تتواني في تنفيذ وعد بـ‏600‏ مليون دولار لهذا الغرض‏,‏ وألا تعتبر هذا المبلغ نهاية المطاف‏..‏ فهو غير كاف إطلاقا‏,‏ عليها أن تنفذ الاتفاق بحذافيره وتزيل تهمة التهميش تماما عنها وعليها أن تحسن علاقاتها مع اريتريا أكثر‏,‏ فكما أنها كانت مفتاح توقيع الاتفاق فهي ايضا مفتاح تنفيذه‏.

 

This site was last updated 03/12/08