Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ
New Page 3303
البرق والتفسير العلمى والإسلامى
New Page 3305
New Page 3306
New Page 3307
New Page 3308
New Page 3309

Hit Counter

ويسألونك عن ذى القرنين

الشمس فى الأسلام تغرب فى بئر من طين

[الكهف: 83ـ88] : وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا .

 

تعليق علمي : إذا كانت الشمس أكبر من الأرض مليوناً وثلاثين ألف مرة ، فكيف تغرب في بئر (حمئة = من طين ) رآها ذو القرنين ورأى ماءها وطينها ورأى الناس الذين عندها ؟؟ وكان ذى القرنين ( الأسكندر الأكبر طبقاً للأسلام أنه رجل صالح وذهب بعض المؤرخين بالقول أنه كان مسلماً فى الوقت الذى يقول التاريخ أن الأسكندر كان قبل ميلاد المسيح وهو وأمته كانوا وثنيين وظل اليونان وثنين لعدة قرون حتى ولد المسيح وأمنوا بالمسيحية , ونود أن نضيف شيئاً آخر وهو أن الأبحاث التاريخية ذكرت أن الأسكندر الأكبر كان لوطياً وكذالك مات بالسم .

والمهزلة الكبرى المضحكة تجدها فى كتب المؤرخين المسلمين عن ذى القرنين سنوردها بدون تعليق هذا ففى كتاب فتوح مصر وأخبارها - المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الله القرشي - ابن عبدالحكم - دار النشر : دار الفكر - بيروت - 1416هـ/ 1996م الطبعة الأولى نجد ما يأتى : " حدثنا عبد الملك بن هشام عن زياد بن عبد الله عن محمد بن اسحاق - قال حدثني من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علمه انه رجل من اهل مصر اسمه مرزبا بن مرزبة اليوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح {صلى الله عليه وسلم} وحدثني شيخ من أهل مصر قال كان ذو القرنين من أهل لوبية كورة من كور مصر الغربية
قال ابن لهيعة واهلها الروم ويقال بل هو رجل من حمير قال تبع كامل
قد كان ذو القرنين جدي مسلما ** ملكا تدين له الملوك وتحسد
بلغ المغارب والمشارق يبتغي ** أسباب علم من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها ** في عين ذي خلب وثاط حرمد
ويروى قد كان ذو القرنين قبلي مسلما
حدثني عثمان بن صالح قال حدثني عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعد بن مسعود التجيبي عن شيخين من قومه قالا كنا بالإسكندرية فاستطلنا يومنا فقلنا لو انطلقنا إلى عقبة بن عامر نتحدث عنده فانطلقنا إليه فوجدناه جالسا في داره فأخبرناه أنا استطلنا
يومنا فقال وأنا مثل ذلك إنما خرجت حين استطلته ثم أقبل علينا فقال كنت عند رسول الله {صلى الله عليه وسلم} اخدمه فإذا أنا برجال من أهل الكتاب معهم مصاحف أو كتب فقالوااستأذن لنا على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فانصرفت إليه فأخبرته بمكانهم فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ما لي ولهم يسألوني عما لا أدري إنما أنا عبد لا علم لي إلا ما علمني ربي ثم قال أبلغني وضوءا فتوضأ ثم قام إلى مسجد بيته فركع ركعتين فلم ينصرف حتى عرفت السرور في وجهه والبشر ثم انصرف فقال أدخلهم ومن وجدت بالباب من أصحابي فأدخله قال فأدخلتهم فلما دفعوا إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال لهم إن شئتم أخبرتكم عما أردتم أن تسألوني قبل أن تتكلموا وأن أحببتم تكلمتم وأخبرتكم قالوا بل أخبرنا قبل أن نتكلم قال جئتم تسألوني عن ذي القرنين وسأخبركم كما تجدونه مكتوبا عندكم أن أول أمره أنه غلام من الروم أعطي ملكا فسار حتى أتى ساحل البحر من أرض مصر فابتنى عنده مدينة يقال لها الإسكندرية فلما فرغ من بنائه أتاه ملك فعرج به حتى استقله فرفعه فقال انظر ما تحتك فقال أرى مدينتي وأرى مدائن معها ثم عرج به فقال انظر فقال اختلطت مدينتي مع المدائن فلا أعرفها ثم زاد فقال انظر فقال أرى مدينتي وحدها ولا أرى غيرها قال له الملك إنما تلك الأرض كلها والذي ترى محيطا بها هو البحر وإنما أراد ربك أن يريك الأرض وقد جعل لك سلطانا فيها وسوف تعلم الجاهل وتثبت العالم فسار حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلف عنهما كل شيء فبنى السد ثم أجاز يأجوج ومأجوج فوجد قوما وجوههم وجوه الكلاب يقاتلون يأجوج ومأجوج ثم قطعهم فوجد أمه قصارا يقاتلون القوم الذين وجوههم وجوه الكلاب ووجد أمه من الغرانيق يقاتلون القوم القصار ثم مضى
فوجد أمه من الحيات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة ثم أفضى إلى البحر المدير بالأرض فقالوا نشهد أن أمره هكذا كما ذكرت وأنا نجده هكذا في كتابنا
وحدثنا عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق قال حدثني ثور بن يزيد الكلاعي عن خالد بن معدان الكلاعي وكان رجلا قد أدرك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} سئل عن ذي القرنين فقال ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب قال خالد وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول يا ذا القرنين فقال عمر اللهم غفرا أما رضيتم ان تسموا بالأنبياء حتى تسميتم بالملائكة
حدثنا وثيمة بن موسى عمن أخبره عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال كان ذو القرنين ملكا وكان رجلا صالحا وإنما سمي ذي القرنين كما حدثنا وثيمة عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي حسين عن أبي الطفيل قال إن عليا رضي الله عنه سئل عن ذو القرنين فقال لم يكن ملكا ولا نبيا ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله ونصح لله فنصحه الله بعثه الله عز وجل إلى قومه فضربوه على قرنه فمات فأحياه الله ثم بعثه إلى قومه فضربوه على قرنه فمات فسمي ذو القرنين ويقال إنما سمي ذو القرنين لأنه جاوز قرن الشمس من المشرق والمغرب
ويقال إنما سمي ذو القرنين لانه كان له غديرتان في رأسه من شعر يطأ فيهما فيما ذكر إبراهيم بن المنذر عن عبد العزيز بن عمران عن حازم بن حسين عن يونس بن عبيد عن الحسن
حدثنا عبد العزيز بن منصور اللخمي عن عاصم بن حكيم عن أبي سريع الطائي عن عبيد بن يعلى قال كان له قرنان صغيران تواريهما العمامة حدثنا أحمد بن محمد عن عبد العزيز بن عمران عن سليمان بن أسيد عن ابن شهاب قال إنما سمي ذو القرنين لإنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها
**********************************

تفسير كبار الأمة المفسرين على سورة الكهف الاية من 83 - 88

يقول ابن كثير فى تفسيره وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا:
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " ويسألونك " يا محمد " عن ذي القرنين " أي عن خبره . وقد قدمنا أنه بعث كفار مكة إلى أهل الكتاب يسألون منهم ما يمتحنون به النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا سلوه عن رجل طواف في الأرض وعن فتية ما يدرى ما صنعوا وعن الروح فنزلت سورة الكهف وقد أورد ابن جرير هاهنا والأموي في مغازيه حديثا أسنده وهو ضعيف عن عقبة بن عامر أن نفرا من اليهود جاءوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين فأخبرهم بما جاءوا له ابتداء فكان فيما أخبرهم به أنه كان شابا من الروم وأنه بنى الإسكندرية وأنه علا به ملك إلى السماء وذهب به إلى السد ورأى أقواما وجوههم مثل وجوه الكلاب وفيه طول ونكارة ورفعه لا يصح وأكثر ما فيه أنه من أخبار بني إسرائيل والعجب أن أبا زرعة الرازي مع جلالة قدره ساقه بتمامه في كتابه دلائل النبوة وذلك غريب منه وفيه من النكارة أنه من الروم وإنما الذي كان من الروم الإسكندر الثاني وهو ابن فيليس المقدوني الذي تؤرخ به الروم فأما الأول فقد ذكر الأزرقي وغيره أنه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل عليه السلام أول ما بناه وآمن به واتبعه وكان وزيره الخضر عليه السلام وأما الثاني فهو إسكندر بن فيليس المقدوني اليوناني وكان وزيره ارسطاطاليس الفيلسوف المشهور والله أعلم . وهو الذي تؤرخ من مملكته ملة الروم وقد كان قبل المسيح عليه السلام بنحو من ثلثمائة سنة فأما الأول المذكور في القرآن فكان في زمن الخليل كما ذكره الأزرقي وغيره وأنه طاف مع الخليل عليه السلام بالبيت العتيق لما بناه إبراهيم عليه السلام وقرب إلى الله قربانا وقد ذكرنا طرفا صالحا من أخباره في كتاب البداية والنهاية بما فيه كفاية ولله الحمد . وقال وهب بن منبه : كان ملكا وإنما سمي ذا القرنين لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس قال : وقال بعض أهل الكتاب لأنه ملك الروم وفارس وقال بعضهم كان في رأسه شبه القرنين وقال سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال : سئل علي رضي الله عنه عن ذي القرنين فقال كان عبدا ناصحا لله فناصحه دعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات فأحياه الله فدعا قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات فسمي ذا القرنين وكذا رواه شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل سمع عليا يقول ذلك ويقال إنه إنما سمي ذا القرنين لأنه بلغ المشارق والمغارب من حيث يطلع قرن الشمس ويغرب .
 

تفسير القرطبى عن وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا

قال ابن إسحاق : وكان من خبر ذي القرنين أنه أوتي ما لم يؤت غيره , فمدت له الأسباب حتى انتهى من البلاد إلى مشارق الأرض ومغاربها , لا يطأ أرضا إلا سلط على أهلها , حتى انتهى من المشرق والمغرب إلى ما ليس وراءه شيء من الخلق . قال ابن إسحاق : حدثني من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علم ذي القرنين أن ذا القرنين كان من أهل مصر اسمه مرزبان بن مردبة اليوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح . قال ابن هشام : واسمه الإسكندر وهو الذي بنى الإسكندرية فنسبت إليه . قال ابن إسحاق : وقد حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان الكلاعي - وكان خالد رجلا قد أدرك الناس - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذي القرنين فقال : ( ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب ) وقال خالد : وسمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلا يقول يا ذا القرنين , فقال : ( اللهم غفرا أما رضيتم أن تسموا بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة ) قال ابن إسحاق : فالله أعلم أي ذلك كان ؟ أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أم لا ؟ والحق ما قال .

قلت : وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه مثل قول عمر ; سمع رجلا يدعو آخر يا ذا القرنين , فقال علي : ( أما كفاكم أن تسميتم بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة ) وعنه أنه عبد ملك ( بكسر اللام ) صالح نصح الله فأيده . وقيل : هو نبي مبعوث فتح الله تعالى على يديه الأرض . وذكر الدارقطني في كتاب الأخبار أن ملكا يقال له رباقيل كان ينزل على ذي القرنين , وذلك الملك هو الذي يطوي الأرض يوم القيامة , وينقضها فتقع أقدام الخلائق كلهم بالساهرة ; فيما ذكر بعض أهل العلم . وقال السهيلي : وهذا مشاكل بتوكيله بذي القرنين الذي قطع الأرض مشارقها ومغاربها ; كما أن قصة خالد بن سنان في تسخير النار له مشاكلة بحال الملك الموكل بها , وهو مالك عليه السلام وعلى جميع الملائكة أجمعين . ذكر ابن أبي خيثمة في كتاب البدء له خالد بن سنان العبسي وذكر نبوته , وذكر أنه وكل به من الملائكة مالك خازن النار , وكان من أعلام نبوته أن نارا يقال لها نار الحدثان , كانت تخرج على الناس من مغارة فتأكل الناس ولا يستطيعون ردها , فردها خالد بن سنان فلم تخرج بعد . واختلف في اسم ذي القرنين وفي السبب الذي سمي به بذلك اختلافا كثيرا ; فأما اسمه فقيل : هو الإسكندر الملك اليوناني المقدوني , وقد تشدد قافه فيقال : المقدوني . وقيل : اسمه هرمس . ويقال : اسمه هرديس . وقال ابن هشام : هو الصعب بن ذي يزن الحميري من ولد وائل بن حمير ; وقد تقدم قول ابن إسحاق . وقال وهب بن منبه : هو رومي . وذكر الطبري حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أن ذا القرنين شاب من الروم ) وهو حديث واهي السند ; قاله ابن عطية . قال السهيلي : والظاهر من علم الأخبار أنهما اثنان : أحدهما : كان على عهد إبراهيم عليه السلام , ويقال : إنه الذي قضى لإبراهيم عليه السلام حين تحاكموا إليه في بئر السبع بالشام . والآخر : أنه كان قريبا من عهد عيسى عليه السلام . وقيل : إنه أفريدون الذي قتل بيوراسب بن أرونداسب الملك الطاغي على عهد إبراهيم عليه السلام , أو قبله بزمان . وأما الاختلاف في السبب الذي سمي به , فقيل : إنه كان ذا ضفيرتين من شعر فسمي بهما ; ذكره الثعلبي وغيره . والضفائر قرون الرأس ; ومنه قول الشاعر : فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج وقيل : إنه رأى في أول ملكه كأنه قابض على قرني الشمس , فقص ذلك , ففسر أنه سيغلب ما ذرت عليه الشمس , فسمي بذلك ذا القرنين . وقيل : إنما سمي بذلك لأنه بلغ المغرب والمشرق فكأنه حاز قرني الدنيا . وقالت طائفة : إنه لما بلغ مطلع الشمس كشف بالرؤية قرونها فسمي بذلك ذا القرنين ; أو قرني الشيطان بها . وقال وهب بن منبه : كان له قرنان تحت عمامته . وسأل ابن الكواء عليا رضي الله تعالى عنه عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا ؟ فقال : ( لا ذا ولا ذا , كان عبدا صالحا دعا قومه إلى الله تعالى فشجوه على قرنه , ثم دعاهم فشجوه على قرنه الآخر , فسمي ذا القرنين ) واختلفوا أيضا في وقت زمانه , فقال قوم : كان بعد موسى . وقال قوم : كان في الفترة بعد عيسى وقيل : كان في وقت إبراهيم وإسماعيل . وكان الخضر عليه السلام صاحب لوائه الأعظم ; وقد ذكرناه في " البقرة " . وبالجملة فإن الله تعالى مكنه وملكه ودانت له الملوك , فروي أن جميع ملوك الدنيا كلها أربعة : مؤمنان وكافران ; فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر , والكافران نمرود وبختنصر ; وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى : " ليظهره على الدين كله " [ التوبة : 33 ] وهو المهدي وقد قيل : إنما سمي ذا القرنين لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت شريف من قبل أبيه وأمه وقيل : لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي وقيل : لأنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا . وقيل لأنه أعطي علم الظاهر والباطن . وقيل : لأنه دخل الظلمة والنور . وقيل : لأنه ملك فارس والروم .
يقول الطبرى عن وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا

 القول في تأويل قوله تعالى : { ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ويسألك يا محمد هؤلاء المشركون عن ذي القرنين ما كان شأنه , وما كانت قصته , فقل لهم : سأتلو عليكم من خبره ذكرا يقول : سأقص عليكم منه خبرا . وقد قيل : إن الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر ذي القرنين , كانوا قوما من أهل الكتاب . فأما الخبر بأن الذين سألوه عن ذلك كانوا مشركي قومه فقد ذكرناه قبل . وأما الخبر بأن الذين سألوه , كانوا قوما من أهل الكتاب . 17546 - فحدثنا به أبو كريب , قال : ثنا زيد بن حباب عن ابن لهيعة , قال : ثني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم , عن شيخين من نجيب , قال : أحدهما لصاحبه : انطلق بنا إلى عقبة بن عامر نتحدث , قالا : فأتياه فقالا : جئنا لتحدثنا , فقال : كنت يوما أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فخرجت من عنده , فلقيني قوم من أهل الكتاب , فقالوا : نريد أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاستأذن لنا عليه , فدخلت عليه , فأخبرته , فقال : " ما لي وما لهم , ما لي علم إلا ما علمني الله " , ثم قال : " اسكب لي ماء " , فتوضأ ثم صلى , قال : فما فرغ حتى عرفت السرور في وجهه , ثم قال : " أدخلهم علي , ومن رأيت من أصحابي " فدخلوا فقاموا بين يديه , فقال : " إن شئتم سألتم فأخبرتكم عما تجدونه في كتابكم مكتوبا , وإن شئتم أخبرتكم " , قالوا : بلى أخبرنا , قال : " جئتم تسألوني عن ذي القرنين , وما تجدونه في كتابكم : كان شابا من الروم , فجاء فبنى مدينة مصر الإسكندرية ; فلما فرغ جاءه ملك فعلا به في السماء , فقال له ما ترى ؟ فقال : أرى مدينتي ومدائن , ثم علا به , فقال : ما ترى ؟ فقال : أرى مدينتي , ثم علا به فقال : ما ترى ؟ قال : أرى الأرض , قال : فهذا اليم محيط بالدنيا , إن الله بعثني إليك تعلم الجاهل , وتثبت العالم , فأتى به السد , وهو جبلان لينان يزلق عنهما كل شيء , ثم مضى به حتى جاوز يأجوج ومأجوج , ثم مضى به إلى أمة أخرى , وجوههم وجوه الكلاب يقاتلون يأجوج ومأجوج , ثم مضى به حتى قطع به أمة أخرى يقاتلون هؤلاء الذين وجوههم وجوه الكلاب , ثم مضى حتى قطع به هؤلاء إلى أمة أخرى قد سماهم " . واختلف أهل العلم في المعنى الذي من أجله قيل لذي القرنين : ذو القرنين , فقال بعضهم : قيل له ذلك من أجل أنه ضرب على قرنه فهلك , ثم أحيي فضرب على القرن الآخر فهلك . ذكر من قال ذلك : 17547 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا حكام , عن عنبسة , عن عبيد المكتب , عن أبي الطفيل , قال : سأل ابن الكواء عليا عن ذي القرنين , فقال : هو عبد أحب الله فأحبه , وناصح الله فنصحه , فأمرهم بتقوى الله فضربوه على قرنه فقتلوه , ثم بعثه الله , فضربوه على قرنه فمات . * - حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا يحيى , عن سفيان , عن حبيب بن أبي ثابت , عن أبي الطفيل , قال : سئل علي رضوان الله عليه عن ذي القرنين , فقال : كان عبدا ناصح الله فناصحه , فدعا قومه إلى الله , فضربوه على قرنه فمات , فأحياه الله , فدعا قومه إلى الله , فضربوه على قرنه فمات , فسمي ذا القرنين . * - حدثنا محمد بن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , قال : ثنا شعبة , عن القاسم بن أبى بزة , عن أبي الطفيل , قال : سمعت عليا وسألوه عن ذي القرنين أنبيا كان ؟ قال : كان عبدا صالحا , فأحبه الله فنصحه , فبعثه الله إلى قومه , فضربوه ضربتين في رأسه , فسمي ذا القرنين . وفيكم اليوم مثله . وقال آخرون في ذلك بما : 17548 - حدثني به محمد بن سهل البخاري , قال : ثنا إسماعيل بن عبد الكريم , قال : ثني عبد الصمد بن معقل , قال : قال وهب بن منبه : كان ذو القرنين ملكا , فقيل له : فلم سمي ذا القرنين ؟ قال : اختلف فيه أهل الكتاب , فقال بعضهم : ملك الروم وفارس . وقال بعضهم : كان في رأسه شبه القرنين . وقال آخرون : إنما سمي ذلك لأن صفحتي رأسه كانتا نحاس . ذكر من قال ذلك : 17549 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : ثنى ابن أبي إسحاق , قال : ثني من لا أتهم عن وهب بن منبه اليماني , قال : إنما سمي ذا القرنين أن صفحتي رأسه كانتا من نحاس .

 

=================================================================

 

 

 

 

 

Home | وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ | New Page 3303 | البرق والتفسير العلمى والإسلامى | New Page 3305 | New Page 3306 | New Page 3307 | New Page 3308 | New Page 3309

This site was last updated 04/26/08