Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الشهيد مار جرجس

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الخمسة وأمهم

Hit Counter

القديس الشهيد البطل مارى جرجس الرومانى

أشتهر أسم مارى جرجس فى تاريخ المسيحية وهناك أكثر من مارى جرجس ومنهم مارى جرجس المصرى ومارى جرجس المزاحم وغيره ولكننا نعنى الشهيد البطل مار جرجس الرومانى

كان مارى جرجس برتبة قائد جيوش دقلديانوس , وعندما سمع بقرارات الأمبراطور ضد المسيحيين فقام بتمزيق المرسوم الأمبراطورى ولم يكتفى بذلك بل أنه توجه إلى الأمبراطور دقليديانوس وأعلن تحديه له وقال : انا مسيحى فامر دقليديانوس بأعدامة بعد تعذيبه , ونقل جسده إلى مصر فى عهد الأنبا غبريال البطريرك رقم (68) .. ومارى جرجس يكرمة الشرق والغرب وتثير شجاعته وبطولته النخوة فى الرجال ويطلق عليه الإنجليز لقب القديس جورج  

والقديس مار جرجس الروماني من اللـد فلسـطين استشهد بعهد دقلديانوس .
 ومازالت رفاته حتى الآن فى كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل - الرمل الأسكندرية ( الصورة المقابلة لرفات الشهيد مار جرجس الرومانى )

السنكسار يذكر استشهاد مار جرجس الرومانى ( 23 برمودة)

في مثل هذا اليوم من سنة 307 م استشهد القديس العظيم في الشهداء مار جاؤرجيوس . وقد ولد بالقبادوقية من أب أسمه أنسطاسيوس وأم تدعي ثاؤبستا . ولما صار ابن عشرين سنة مات والده . فذهب إلى دقلديانوس ليتقلد وظيفة والده فوجد أن الملك قد كفر وأمر بعبادة الأصنام فحزن وفرق كل ماله وأعطاه للمساكين وصرف غلمانه وتقدم إلى الملك معترفا بالسيد المسيح له المجد وكان ذلك بعد أن رأي منشورات الإمبراطور فصرخ في وسطهم قائلا " إلى متي تصبون غضبكم علي المسيحيين الأبرار وتكرهون الذين عرفوا الإيمان الحقيقي علي أن يتبعوا الديانة التي أنتم في شك منه لأنه غير حقيقية ؟ فأما أن تؤمنوا بهذه الديانة الحقيقية أو علي الأقل لا تقلقوا بحماقة أولئك المتمسكين بها . فأشار الملك إلى مفنانيوس ، أحد وزرائه لتهدئته فقال له : " من علمك هذه الجرأة " فأجابه : " هو الحق " ثم بدأ يشرحه له ، فتدخل الملك وأخذ يذكره بالرتب التي أنعم بها عليه ويعده بالمزيد منها إذا جحد مسيحه فرفض بآباء هذه العروض الزائلة ولم يلتفت إليها فعذبه كثيرا وكان الرب يقويه ويشفي جميع جراحاته .
ولما حار الملك في تعذيبه أستحضر ساحرا أسمه أثناسيوس وهذا أحضر كأسا ملأنا وتلا عليه من أقواله السحرية ، وقدمه للقديس فشربه بعد أن رسم عليه علامة الصليب ، فلم ينله آذى ، مما جعل أن الساحر نفسه يؤمن بالسيد المسيح ، ونال إكليل الشهادة فاغتاظ الملك وأمر بعصر جاؤرجيوس حتى يسلم الروح فطرحوه خارج المدينة ولكن السيد المسيح أقامه حيا وعاد هذا الشهيد إلى المدينة فرآه الجميع وآمن بسببه في تلك اللحظة ثلاثة آلاف وسبعمائة نفس . فأمر دقلديانوس بقطع رؤوسهم جميعا فنالوا إكليل الشهادة .
وكان بحضرة دقلديانوس بعض من الملوك فقالوا للقديس " نريد أن تجعل هذه الكراسي تورق وتثمر " . فصلي القديس إلى السيد المسيح فاستجاب طلبه . وأخذه مرة إلى مقبرة وطلبوا إليه أن يقيم من بها من الموتى ، فصلي إلى السيد المسيح فأقامهم الرب وبعد أن تحدثوا إليهم عادوا فرقدوا . وقدمت له امرأة فقيرة ابنها وكان أعمي وأصم وأخرس فصلي إلى السيد المسيح ورشم الطفل بعلامة الصليب فشفي من جميع أمراضه . وكان دقلديانوس مستمرا في تعذيبه فلما تعب من ذلك ومل صار يلاطفه ، ويعده أن يزوجه من أبنته إذا بخر للآلهة فخادعه ، جاؤرجيوس وأوهمه أنه قبل ذلك ففرح وأدخله إلى قصره وبينما كان يصلي سمعته الملكة وهو يقرأ المزامير فطلبت إليه أن يشرح ما كان يقوله . فبدأ يفسر لها كل الأمور من أول خلقة العالم إلى تجسد السيد المسيح فدخل كلامه في قلبها وآمنت بالمسيح له المجد .
وكان الملك قد أمر أن ينادوا في المدينة باجتماع الناس ليروا جاؤرجيوس يبخر لآلهة الملك , فلما اجتمع جمع كبير عند الأصنام وقف جاؤرجيوس وصرخ في الأصنام باسم الرب يسوع مخلص العالم . ففتحت الأرض فاها وابتلعت جميع الأصنام فخزي الملك ومن معه ودخل حزينا إلى قصره فقالت له الملكة : ألم أقل لك " لا تعاند الجليليين لان إلههم قوي ؟ " فعلم أن جاؤرجيوس قد أمالها هي الأخرى إلى أيمانه ودفعه الغيظ إلى أن أمر بتمشيط جسمها وقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة . وأخيرا رأي دقلديانوس أن يضع حدا لتلك الفضائح التي تلحقه فقرر قطع رأس القديس جاؤرجيوس فنال إكليل الشهادة وأخذ أحد المسيحيين جسده ولفه في أكفان فاخرة ومضي به إلى بلده وبنوا علي اسمه كنيسة عظيمة شفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين
هل هذه الأضرحة الإسلامية كانت كنائس لمار جرجس وأستولى عليها المسلمون ؟
السيد/أحمد عبد الله زايد عام 1976، (تقرير عن الأولياء في قرية مصرية)، الذي يتضمنه الكتاب. يتكلم أحمد زايد عن أحد أولياء قرية "بني واللمس" "إحدى قرى مركز مغاغة محافظة المنيا على الشاطئ الشرقي للبحر اليوسفي في منتصف المسافة بين مركز مغاغة ومركز بني مزار بالضبط." يحكي الباحث عن الشيخ حسن أبو رايتين.
مقام الشيخ في وسط القرية تماماً ويجاور مقابرها ويقول أهل القرية أنه كان من المقاتلين في جيوش المسلمين ضد "الكفرة" "وكان يتقدم الجيوش حاملاً الرايات في يده ومن هنا لقب أبو رايتين." يذكر الباحث عدد من روايات أهل القرية عن كرامات الشيخ. منهم من يرى أنه مات في قرية الجرنوس المجاورة وطار بنعشه إلى مكان قبره الحالي وطلب أن يدفن فيه ومنهم من يحكي عن عقابه للسارقين ومن يحاولون تعطيل مولده ومنهم من يحكي عن نجدته لهم في أوقات الشدة.
يقول الباحث:
"في أثناء مولد الشيخ أو في إحدى أيام الجمع لو تجمع عدد من الأطفال والشباب داخل ضريح الشيخ وهللوا قائلين: اوكب يا واكب، ولفوا حول الضريح مصفقين فإنه يظهر في القبة راكباً حصانه ويلف معهم في أعلى القبة شاهراً سيفه. ويحكي أهل القرية أنهم رأوا هذه الظاهرة بأعينهم وتأكدوا منها."
ويقول أيضاً:
"رأى الباحث ظاهرة من هذا النوع ليس مع الشيخ حسن أبو رايتين ولكن في ضريح ولي يدعى " الدكروري" يقع في قرية بهنسا."
د. محمد الجوهري، علم الفولكلور - الجزء الثاني: دراسة المعتقدات الشعبية (القاهرة، 1980)

*****************************************************

وهناك شهيد آخر باسم مارجرجس أطلق عليه مار جرجس الأسكندرانى ومازالت رفاته حتى الآن فى كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل - الرمل الأسكندرية ( الصورة المقابلة لرفات الشهيد مار جرجس الأسكندرانى )

 

 

 

 ****************************************************

جريدة وطنى بتاريخ 6/5/2007 م السنة 49 العدد 2367 مقالة بعنوان " القديس‏ ‏العظيم‏ ‏مارجرجس " للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس
في‏23‏من‏ ‏شهر‏ ‏برمودة‏ ‏القبطي‏ ‏يعيد‏ ‏القبط‏ ‏لاستشهاد‏ ‏القديس‏ ‏العظيم‏ ‏مارجرجس‏..‏وقصته‏ ‏حقيقة‏ ‏تاريخية‏ ‏كانت‏ ‏ومازالت‏ ‏مصدر‏ ‏إلهام‏ ‏روحي‏ ‏وفني‏ ‏لجميع‏ ‏الناس‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏العصور‏ ‏منذ‏ ‏أوائل‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏لميلاد‏ ‏المسيح‏.‏ومارجرجس‏ ‏أمير‏ ‏الشهداء‏,‏وهو‏ ‏البطل‏ ‏المسيحي‏ ‏الشهير‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏المسكونة‏,‏والذي‏ ‏يجله‏ ‏ويحترمه‏ ‏ويحبه‏ ‏جميع‏ ‏المسيحيين‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏العالم‏ ‏علي‏ ‏اختلاف‏ ‏جنسياتهم‏ ‏وبيئاتهم‏ ‏ولغاتهم‏.‏وهو‏ ‏معروف‏ ‏بمعجزاته‏ ‏وآياته‏ ‏عند‏ ‏المسيحيين‏ ‏وغير‏ ‏المسيحيين‏ ‏علي‏ ‏السواء‏.‏
وقد‏ ‏يكفي‏ ‏أن‏ ‏تفتح‏ ‏أي‏ ‏كتاب‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏المسيحية‏ ‏بأية‏ ‏لغة‏ ‏من‏ ‏لغات‏ ‏العالم‏ ‏لتقرأ‏ ‏فيه‏ ‏قصة‏ ‏هذا‏ ‏القائد‏ ‏الشجاع‏ ‏الذي‏ ‏صمد‏ ‏أمام‏ ‏الطغيان‏ ‏سبع‏ ‏سنوات‏ ‏متصلة‏.‏
‏De Iacy O'Ieary,The Saints of Egypt,London 1937p144.‏
فإذا‏ ‏تناولت‏ ‏قاموسا‏ ‏للأسماء‏ ‏أو‏ ‏دائرة‏ ‏معارف‏ ‏شرقية‏ ‏أو‏ ‏غربية‏,‏بأي‏ ‏لسان‏ ‏وبأي‏ ‏لغة‏,‏أمكنك‏ ‏أن‏ ‏تجد‏ ‏في‏ ‏سهولة‏ ‏ويسر‏ ‏شيئا‏ ‏عن‏ ‏سيرة‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏الذي‏ ‏وقف‏ ‏في‏ ‏إصرار‏ ‏وعناد‏ ‏يعلن‏ ‏عن‏ ‏حق‏ ‏المسيح‏,‏ويقاوم‏ ‏خرافات‏ ‏الوثنية‏,‏ويتمرد‏ ‏علي‏ ‏استبداد‏ ‏ديوقليديانوس‏ ‏في‏ ‏ضمائر‏ ‏الناس‏ ‏وتحكمه‏ ‏في‏ ‏عقائدهم‏ ‏وحرياتهم‏ ‏الإنسانية‏ ‏المكفولة‏ ‏لهم‏.‏
لقد‏ ‏ولد‏ ‏مارجرجس‏ ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏اللد‏ ‏بفلسطين‏(‏وهي‏ ‏تبعد‏ ‏مسافة‏12‏كيلو‏ ‏مترا‏ ‏من‏ ‏يافا‏)‏عام‏280‏م‏ ‏ونشأ‏ ‏في‏ ‏كبادوكيا‏,‏واستشهد‏ ‏في‏ ‏نيقوميدية‏(‏عاصمة‏ ‏الإمبراطورية‏ ‏الرومانية‏ ‏في‏ ‏الشرق‏)‏في‏ 23‏من‏ ‏نيسان‏(‏أبريل‏)‏لسنة‏303‏م‏ ‏الموافق‏23‏من‏ ‏برمودة‏.‏
‏R.P.PAUL CHENEAU D'ORLEANS,LES SAINTS,D'EGYPTE, JERSALEM1929 T.I P.217‏
وصفه‏ ‏المؤرخون‏ ‏بالبسالة‏ ‏والجرأة‏,‏ورووا‏ ‏عنه‏ ‏أنه‏ ‏مزق‏ ‏منشور‏ ‏ديوقليديانوس‏ ‏الطاغية‏ ‏الصادر‏ ‏في‏23‏من‏ ‏فبراير‏(‏شباط‏),‏والآمر‏ ‏باضطهاد‏ ‏المسيحيين‏ ‏وقتلهم‏ ‏وتعذيبهم‏,‏وهدم‏ ‏كنائسهم‏,‏وحرق‏ ‏كتبهم‏ ‏المقدسة‏,‏وإبادة‏ ‏أساقفتهم‏ ‏وسائر‏ ‏أكليروسهم‏ ‏من‏ ‏قسيسين‏ ‏وشمامسة‏...‏قالوا‏ ‏إنه‏ ‏لم‏ ‏يمزق‏ ‏المنشور‏ ‏الإمبراطوري‏ ‏علنا‏ ‏فقط‏,‏وإنما‏ ‏واجه‏ ‏الإمبراطور‏ ‏نفسه‏,‏ووجه‏ ‏علي‏ ‏ظلمه‏ ‏وطغيانه‏ ‏وسوء‏ ‏معاملته‏ ‏للمسيحيين‏,‏ثم‏ ‏دافع‏ ‏عن‏ ‏المسيحية‏ ‏والمسيحيين‏ ‏وأخلاقهم‏ ‏وعقائدهم‏,‏واعترض‏ ‏علي‏ ‏اضطهادهم‏ ‏وإذلالهم‏.‏
ومن‏ ‏أشهر‏ ‏المؤرخين‏ ‏وأقدمهم‏ ‏يوسيبيوس‏(EUSEBIUS)‏القيصري‏,‏وقد‏ ‏عاصر‏ ‏مارجرجس‏ ‏لأن‏ ‏يوسيبيوس‏ ‏عاش‏ ‏من‏ ‏عام‏462-340‏م‏,‏وكتب‏ ‏عن‏ ‏قديسنا‏ ‏يقول‏ ‏في‏ ‏كتابهتاريخ‏ ‏الكنيسة‏.‏
لم‏ ‏يكن‏ (‏مارجرجس‏)‏شخصا‏ ‏مغمورا‏,‏وإنما‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏أسمي‏ ‏كرامة‏ ‏يعتد‏ ‏بها‏ ‏العالم‏,‏دفعته‏ ‏غيرته‏ ‏لله‏ ‏وساقه‏ ‏إيمانه‏ ‏بحرارة‏ ‏وحرقة‏,‏فأمسك‏ ‏بأمر‏ ‏الملك‏ ‏ومزقه‏ ‏إربا‏ ‏إربا‏ ‏كما‏ ‏يفعل‏ ‏بشئ‏ ‏دنس‏ ‏نجس‏,‏إذ‏ ‏كان‏ ‏الأمر‏ ‏الملكي‏ ‏معلقا‏ ‏علنا‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏عمومي‏.‏وقد‏ ‏فعل‏ ‏ذلك‏ ‏بينما‏ ‏اثنان‏ ‏من‏ ‏الإمبراطرة‏(=‏ديوقليديانوس‏ ‏وغاليريوس‏)‏موجودين‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏المدينة‏...‏وفي‏ ‏الوقت‏ ‏نفسه‏ ‏تحمل‏(‏الشهيد‏)‏النتائج‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تنجم‏ ‏عن‏ ‏عمل‏ ‏جرئ‏ ‏كهذا‏,‏وظل‏ ‏ساكن‏ ‏الجأش‏ ‏محتفظا‏ ‏بثباته‏ ‏إلي‏ ‏آخر‏ ‏نسمة‏ ‏من‏ ‏حياته‏(‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏ ‏ليوسيبيوس‏ ‏القيصري‏ ‏الجزء‏ ‏الثامن‏,‏الفصل‏ ‏الخامس‏)-‏الترجمة‏ ‏الإنجليزية‏ ‏الشهيرة‏ ‏للأستاذ‏ ‏الدكتور‏(Hugh Jackson Lawler)‏والأستاذ‏John Ernest Leonard Oulton‏المجلد‏ ‏الأول‏ ‏صحفة‏259-‏قارن‏ ‏أيضا‏ ‏المجلد‏ ‏الثاني‏ ‏صحفة‏272(London1927).‏
فمن‏ ‏بين‏ ‏عذابات‏ ‏القديس‏ ‏التي‏ ‏تحملها‏ ‏بصبر‏ ‏عجيب‏ ‏أنهم‏ ‏ضربوه‏ ‏ضربا‏ ‏مبرحا‏ ‏مرارا‏ ‏كثيرة‏,‏ومنها‏ ‏أنهم‏ ‏سموه‏ ‏بسم‏ ‏زعاف‏ ‏مرارا‏ ‏كثيرة‏,‏وعصروه‏ ‏في‏ ‏معصرة‏ ‏ذات‏ ‏أسنان‏ ‏حادة‏,‏ومنها‏ ‏أنهم‏ ‏وضعوه‏ ‏في‏ ‏مرجل‏ ‏نحاس‏ ‏يغلي‏.‏ومنها‏ ‏أنهم‏ ‏وضعوه‏ ‏أيضا‏ ‏بين‏ ‏همبازين‏,‏وهو‏ ‏دولاب‏ ‏غرست‏ ‏فيه‏ ‏سيوف‏ ‏ومخالب‏ ‏حديدية‏ ‏وكانوا‏ ‏يديرون‏ ‏جسده‏ ‏فوق‏ ‏تلك‏ ‏السيوف‏ ‏الباترة‏ ‏والمخالب‏ ‏الحديدية‏,‏حتي‏ ‏تقطعت‏ ‏أعضاؤه‏ ‏وتمزق‏ ‏لحمه‏.‏ومنها‏ ‏أنهم‏ ‏وضعوه‏ ‏فوق‏ ‏نار‏ ‏بطيئة‏ ‏ليشوي‏ ‏شيا‏ ‏بطيئا‏...‏وأخيرا‏ ‏قطعوا‏ ‏رأسه‏.‏
ونظرا‏ ‏لشجاعة‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏وما‏ ‏احتمله‏ ‏في‏ ‏سبيل‏ ‏إيمانه‏ ‏بالمسيح‏ ‏من‏ ‏عذابات‏ ‏مختلفة‏ ‏يصعب‏ ‏تصورها‏(‏انظر‏ ‏الخريدة‏ ‏النفيسة‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏ ‏للأسقف‏ ‏إيسيذوروس‏ ‏الجزء‏ ‏الأول‏ ‏ص‏406, 407-‏وكتاب‏ ‏مروج‏ ‏الأخيار‏ ‏صفحة‏231, 232‏وكتاب‏ Murray's Dictionary of Christian Bioghraphy p388.‏لمدة‏ ‏سبع‏ ‏سنوات‏ ‏متصلة‏,‏ونظرا‏ ‏لصموده‏ ‏أمام‏ ‏إغراءات‏ ‏الإمبراطور‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏وأمام‏ ‏توعداته‏ ‏وتعذيباته‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏أخري‏,‏فقد‏ ‏انضم‏ ‏إلي‏ ‏دين‏ ‏المسيح‏ ‏عشرات‏ ‏الألوف‏ ‏من‏ ‏الوثنيين‏ ‏الذين‏ ‏روعهم‏ ‏إيمان‏ ‏القديس‏ ‏وثباته‏,‏وهزت‏ ‏أعطافهم‏ ‏محبته‏ ‏للفادي‏ ‏واحتماله‏ ‏الآلام‏ ‏في‏ ‏سبيله‏ ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏صدوفه‏-‏وهو‏ ‏شاب‏ ‏يناهز‏ ‏العشرين‏ ‏من‏ ‏عمره‏-‏عن‏ ‏شهوات‏ ‏الدنيا‏ ‏ونعيمها‏ ‏ومطامع‏ ‏المناصب‏ ‏والكرامات‏ ‏المادية‏ ‏التي‏ ‏أغراه‏ ‏بها‏ ‏ديوقلديانوس‏ ‏ليصرفه‏ ‏عن‏ ‏عبادة‏ ‏المسيح‏ ‏الرب‏.‏وحتي‏ ‏الإمبراطورة‏ ‏الكسندرا‏(Alexandra)‏نفسها‏ ‏آمنت‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏ ‏بسببه‏,‏فقطع‏ ‏الإمبراطور‏ ‏رأسها‏ ‏واستشهدت‏.(E.L. Butcher, the Story of the Church of Egypt, London 1897 Vol1.pp124.125.)‏وأخيرا‏ ‏استطاع‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏الشاب‏ ‏أن‏ ‏يربك‏ ‏الإمبراطور‏ ‏الطاغي‏ ‏وأن‏ ‏يذله‏ ‏ويقهره‏ ‏ويدك‏ ‏مملكته‏,‏وأن‏ ‏يقهر‏ ‏الشيطان‏ ‏في‏ ‏شخص‏ ‏ديلوقليديانوس‏ ‏الملك‏.‏
وربما‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏معني‏ ‏الصورة‏ ‏التقليدية‏ ‏التي‏ ‏يظهر‏ ‏فيها‏ ‏القديس‏ ‏جورجيوس‏ ‏في‏ ‏شكل‏ ‏فارس‏ ‏مظفر‏ ‏يمتطي‏ ‏صهوة‏ ‏جواد‏ ‏وهو‏ ‏قابض‏ ‏علي‏ ‏التنين‏ ‏تحت‏ ‏سنابك‏ ‏جواده‏ ‏ويمسك‏ ‏بالرمح‏ ‏يطعن‏ ‏به‏ ‏التنين‏ ‏في‏ ‏مقتله‏ ‏وهو‏ ‏رابض‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏النهر‏,‏وإلي‏ ‏جانبه‏ ‏من‏ ‏بعيد‏ ‏صورة‏ ‏فتاة‏ ‏متوجة‏ ‏ترقب‏ ‏المعركة‏ ‏الحاسمة‏ ‏في‏ ‏اهتمام‏ ‏وسرور‏.‏فالفارس‏ ‏المظفر‏ ‏هو‏ ‏القديس‏ ‏جيئورجيوس‏,‏والتنين‏ ‏هو‏ ‏ديوقليديانوس‏,‏أو‏ ‏هو‏ ‏الشيطان‏ ‏وقد‏ ‏تجسم‏ ‏في‏ ‏ديوقليديانوس‏ ‏كما‏ ‏تجسم‏ ‏الشيطان‏ ‏قديما‏ ‏في‏ ‏الحية‏ ‏ليسقط‏ ‏أبوينا‏ ‏الأولين‏(‏التكوين‏3).‏ولكن‏ ‏مارجرجس‏ ‏قد‏ ‏انتصر‏ ‏علي‏ ‏الشيطان‏(‏مختصر‏ ‏تاريخ‏ ‏الأمة‏ ‏القبطية‏ ‏في‏ ‏عصري‏ ‏الوثنية‏ ‏والمسيحية‏ ‏لـ‏ ‏سليم‏ ‏سليمان‏ ‏صحفة‏431)‏وعلي‏ ‏ديوقليديانوس‏ ‏ابنه‏ ‏وعميله‏.‏
أما‏ ‏المرأة‏ ‏المكللة‏ ‏المتوجة‏ ‏فقد‏ ‏تكون‏ ‏هي‏ ‏الإمبراطورة‏ ‏ألكسندرا‏(Alexandra)‏التي‏ ‏آمنت‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏ ‏علي‏ ‏يد‏ ‏القديس‏ ‏جرجس‏,‏وقد‏ ‏هالها‏ ‏ثباته‏ ‏وشجاعته‏ ‏وعمق‏ ‏إيمانه‏ ‏بفادينا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏,‏وقد‏ ‏تكون‏ ‏المرأة‏ ‏رمزا‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏المسيحية‏ ‏التي‏ ‏كسبت‏ ‏بفضل‏ ‏جهاد‏ ‏القديس‏ ‏نصرة‏ ‏وغلبة‏ ‏علي‏ ‏الوثنية‏(La Grand Encyclopedie t18. p810.,811)‏إذ‏ ‏اندحر‏ ‏ديوقليديانوس‏ ‏آخر‏ ‏الإمبراطرة‏ ‏الوثنيين‏,‏وزالت‏ ‏بزواله‏ ‏مملكتهم‏,‏صارت‏ ‏المسيحية‏ ‏ديانة‏ ‏العالم‏ ‏المتحضر‏ ‏بأسره‏.‏
ولعل‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏الرائعة‏ ‏الجميلة‏ ‏تحقيقا‏ ‏للنبوءة‏ ‏العظيمة‏ ‏التي‏ ‏تنبأ‏ ‏بها‏ ‏إشعياء‏ ‏النبي‏ ‏عن‏ ‏انتصار‏ ‏المسيحية‏ ‏علي‏ ‏الوثنية‏,‏وهي‏ ‏في‏ ‏ذاتها‏ ‏أيضا‏ ‏نبوءة‏ ‏عن‏ ‏انتصار‏ ‏المسيحية‏ ‏الدائم‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏أعدائها‏ ‏الخفيين‏ ‏والظاهرين‏:‏في‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏ ‏يعاقب‏ ‏الرب‏ ‏بسيفه‏ ‏القاسي‏ ‏العظيم‏ ‏الشديد‏ ‏لوياثان‏ ‏الحية‏ ‏الهاربة‏,‏لوياثان‏ ‏الحية‏ ‏الملتوية‏,‏ويقتل‏ ‏التنين‏ ‏الذي‏ ‏في‏ ‏البحر‏(‏إشعياء‏27:1).‏كما‏ ‏يشير‏ ‏النبي‏ ‏نفسه‏ ‏إلي‏ ‏هذه‏ ‏الحقيقة‏ ‏فيقول‏ ‏بروح‏ ‏النبوءةاستيقظي‏ ‏استيقظي‏,‏ألبسي‏ ‏العزة‏ ‏ياذراع‏ ‏الرب‏.‏استيقظي‏ ‏كما‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏القدم‏,‏كما‏ ‏في‏ ‏الأدوار‏ ‏القديمة‏.‏ألست‏ ‏أنت‏ ‏التي‏ ‏قطعت‏ ‏رهب‏,‏وطعنت‏ ‏التنين‏(‏إشعياء‏51:9)‏أنت‏ ‏شققت‏ ‏البحر‏ ‏بقوتك‏,‏شدخت‏ ‏رؤوس‏ ‏التنانين‏ ‏علي‏ ‏المياه‏(‏مزمور‏73:13).‏
وأما‏ ‏تصوير‏ ‏التنين‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏النهر‏ ‏فاستكمال‏ ‏للصورة‏ ‏المعروفة‏ ‏عن‏ ‏التنانين‏ ‏القديمة‏ ‏التي‏ ‏تسكن‏ ‏الأنهار‏ ‏أو‏ ‏البحار‏ ‏وتعوق‏ ‏طريق‏ ‏الغادين‏ ‏والرائحين‏ ‏فيها‏.‏وتبدو‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏واضحة‏ ‏فيما‏ ‏قاله‏ ‏الرب‏ ‏عن‏ ‏فرعون‏ ‏ملك‏ ‏مصر‏,‏وقد‏ ‏شبهه‏ ‏الوحي‏ ‏بتنين‏ ‏رابض‏ ‏وسط‏ ‏النهر‏:‏هكذا‏ ‏قال‏ ‏السيد‏ ‏الرب‏:‏هآنذا‏ ‏عليك‏ ‏يا‏ ‏فرعون‏ ‏ملك‏ ‏مصر‏ ‏التنين‏ ‏العظيم‏ ‏الرابض‏ ‏في‏ ‏وسط‏ ‏أنهاره‏,‏الذي‏ ‏قال‏ ‏إن‏ ‏نهري‏ ‏هو‏ ‏لي‏ ‏وأنا‏ ‏صنعته‏ ‏لنفسي‏(‏حزقيال‏29:3).‏وقد‏ ‏يكني‏ ‏بالتنين‏ ‏عن‏ ‏الشيطان‏ ‏نفسه‏,‏كما‏ ‏جاء‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏الرؤيا‏:‏فقبض‏(‏الملاك‏) ‏علي‏ ‏التنين‏ ‏الحية‏ ‏القديمة‏ ‏الذي‏ ‏هو‏ ‏إبليس‏ ‏والشيطان‏,‏وقيده‏(‏الرؤيا‏20:2).‏فطرح‏ ‏التنين‏ ‏العظيم‏,‏الحية‏ ‏القديمة‏ ‏المسمي‏ ‏إبليس‏ ‏الشيطان‏(‏الرؤيا‏12:7, 13).‏كما‏ ‏يكني‏ ‏به‏ ‏عن‏ ‏ملك‏ ‏أو‏ ‏حاكم‏ ‏شرير‏ ‏يتخذه‏ ‏الشيطان‏ ‏آلة‏ ‏في‏ ‏يده‏ ‏لاضطهاد‏ ‏الكنيسة‏ ‏وشعب‏ ‏الله‏ ‏والتضييق‏ ‏عليهم‏(‏الرؤيا‏ 13:2),(12:3, 4, 16, 17),(13:4, 11),(16:13).‏
والتنين‏ ‏حيوان‏ ‏بحري‏ ‏عظيم‏ ‏أشبه‏ ‏بحية‏ ‏كبيرة‏ ‏ذات‏ ‏أرجل‏,‏وأحيانا‏ ‏يصور‏ ‏بما‏ ‏يشبه‏ ‏التمساح‏ ‏الكبير‏ ‏أو‏ ‏بما‏ ‏يشبه‏ ‏الحوت‏.‏
وقد‏ ‏جاء‏ ‏ذكر‏ ‏التنانين‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏التكوين‏,‏ويبدو‏ ‏أنها‏ ‏حيوانات‏ ‏بحرية‏ ‏كبيرة‏ ‏خلقها‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏الحقبة‏ ‏الخامسة‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الخامس‏ ‏للخليقةفخلق‏ ‏الله‏ ‏التنانين‏ ‏العظام‏ ‏وكل‏ ‏ذوات‏ ‏الأنفس‏ ‏الحية‏ ‏الدبابة‏ ‏التي‏ ‏فاضت‏ ‏بها‏ ‏المياه‏ ‏كأجناسها‏(‏التكوين‏1:21).‏راجع‏ ‏أيضا‏(‏أيوب‏3:8),(7:12),(‏أرميا‏51:34).‏
فالتنين‏ ‏وحش‏ ‏بحري‏ ‏عظيم‏ ‏سمي‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏أسفار‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدسليوياثان‏:‏قال‏ ‏الوحيأتصطهاد‏ ‏ليوياثان‏ ‏بشص‏,‏أم‏ ‏تربط‏ ‏لسانه‏ ‏بحبل‏(‏أيوب‏41:1).‏راجع‏ ‏أيضا‏(‏أستير‏10:7),(11:6),(‏مزمور‏73:13),(148:7),(‏يشوع‏ ‏بن‏ ‏سيراخ‏25:23),(‏إشعياء‏27:1).‏
وكلمة‏ ‏ليوياثان‏ ‏الواردة‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المواضع‏ ‏الأربعة‏ ‏هي‏ ‏الكلمة‏ ‏العبرانية‏(Leviathan) ‏ومنها‏ ‏كلمة‏ (Than) ‏تن‏,‏وجمعها‏(Thannim) ‏تنيم‏ ‏أو‏(Thannin):‏تنين‏,‏ويتضح‏ ‏من‏ ‏الوصف‏ ‏الذي‏ ‏قدمه‏ ‏سفر‏ ‏أيوب‏ 41 ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏الحيوان‏ ‏أنه‏ ‏إن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏هو‏ ‏التمساح‏ ‏بعينه‏ ‏فهو‏ ‏علي‏ ‏الأقل‏ ‏شديد‏ ‏الشبه‏ ‏به‏ ‏أو‏ ‏من‏ ‏عائلته‏.‏
وليوياثان‏ ‏باللغة‏ ‏العبرانية‏ ‏يقابلها‏(Drakwn)‏باللغة‏ ‏اليونانية‏,‏وكلاهما‏ ‏بمعني‏ ‏واحد‏,‏وتشيران‏ ‏إلي‏ ‏حيوان‏ ‏بحري‏ ‏ضخم‏ ‏أو‏ ‏وحش‏ ‏هائل‏ ‏له‏ ‏منظر‏ ‏مريع‏ ‏ويعيش‏ ‏في‏ ‏الأنهار‏ ‏أو‏ ‏البحار‏.‏ولعل‏ ‏أقرب‏ ‏الحيوانات‏ ‏المعروفة‏ ‏الآن‏ ‏شبها‏ ‏به‏ ‏هو‏ ‏التمساح‏.‏وكان‏ ‏من‏ ‏القوة‏ ‏بحيث‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يقلب‏ ‏سفينة‏ ‏ضخمة‏ ‏كما‏ ‏يقول‏ ‏أرسطو‏ ‏في‏ ‏بعض‏ ‏كتبه‏.‏وتحدثنا‏ ‏الكتب‏ ‏القديمة‏ ‏عن‏ ‏أوصاف‏ ‏لهذا‏ ‏الوحش‏ ‏البحري‏,‏فقد‏ ‏روي‏ ‏ديودورس‏ ‏الصقلي‏(Diodorus Siculus)‏عن‏ ‏حيوان‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏القبيل‏ ‏قبض‏ ‏عليه‏ ‏وأخذ‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏,‏وكان‏ ‏طوله‏30‏ثلاثين‏ ‏ذراعا‏ ‏بما‏ ‏يقابل‏45‏قدما‏ ‏تقريبا‏.‏كما‏ ‏روي‏ ‏سويتونيوس‏(Suetonius)‏أن‏ ‏تنينا‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏النوع‏ ‏عرض‏ ‏في‏ ‏روما‏,‏وكان‏ ‏طوله‏50 ‏خمسين‏ ‏ذراعا‏ ‏أي‏ ‏نحو‏ 75‏قدما‏.‏كذلك‏ ‏حدثنا‏ ‏الكولونيل‏ ‏هاملتون‏ ‏سمث‏Hamilton(Smith)‏عن‏ ‏هيكل‏ ‏عظمي‏ ‏لتنين‏ ‏وجد‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏الهند‏ ‏طوله‏100‏مائة‏ ‏قدم‏.‏بل‏ ‏ونقل‏ ‏إلينا‏ ‏المؤرخون‏ ‏الرومانيون‏ ‏خبر‏ ‏تنين‏ ‏ذبحه‏ ‏ريجولوس‏(Regulus) ‏بجوار‏ ‏قرطاجنة‏ ‏بشمال‏ ‏أفريقيا‏,‏وأنه‏ ‏ظل‏ ‏محفوظا‏ ‏في‏ ‏روما‏ ‏مدة‏ ‏طويلة‏,‏وزاد‏ ‏المؤرخون‏ ‏بأنهم‏ ‏رأوا‏ ‏بعيونهم‏ ‏هذا‏ ‏التنين‏,‏وكان‏ ‏يبلغ‏ ‏طوله‏120‏مائة‏ ‏وعشرين‏ ‏قدما‏ ‏انظر‏The Imperial Bible Dictionary,Vol2.p170., 171,Vol4.,p83.,.85‏
وهناك‏ ‏من‏ ‏يقول‏ ‏إن‏ ‏صورة‏ ‏مارجرجس‏ ‏التقليدية‏ ‏تمثله‏ ‏وهو‏ ‏يقتل‏ ‏بالفعل‏ ‏تنينا‏ ‏أرسله‏ ‏ساحر‏ ‏اسمه‏ ‏أثناسيوس‏ ‏ليقتل‏ ‏أميرة‏ ‏اسمها‏ ‏ألكسندرا‏(Alexandra).‏
‏CHeneau(R.P.P).D'Orleans,Les Saints d Egypte,t.l.p39.) ‏
‏De Lacy O'Leary,The Saints of Egypt t.p.141.‏
كما‏ ‏أن‏ ‏مارجرجس‏ ‏أنقذ‏ ‏كذلك‏ ‏عذراء‏ ‏اسمها‏ ‏أندورميدا‏(Andromeda)‏
‏Larousse du xxe Siecle t3.p.763.‏
‏Encyclopedia Britanica Vol. Xlp736.,737‏
عند‏ ‏أرسوف‏(Arsuf)‏أو‏ ‏جوبا‏(Joppa)‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏اللد‏ ‏بفلسطين‏.‏وهذه‏ ‏أو‏ ‏تلك‏ ‏حادثة‏ ‏بين‏ ‏كثير‏ ‏جدا‏ ‏من‏ ‏أمثالها‏,‏تظهر‏ ‏فيها‏ ‏بطولة‏ ‏جورجيوس‏ ‏التي‏ ‏لازمته‏ ‏حتي‏ ‏اليوم‏ ‏كشهيد‏ ‏ينبري‏ ‏لحماية‏ ‏من‏ ‏يناديه‏ ‏ويخلصه‏ ‏من‏ ‏أعدائه‏ ‏والمقاومين‏ ‏له‏.‏فصفات‏ ‏القديسين‏ ‏تلازمهم‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏الأخري‏,‏ومواهبهم‏ ‏الروحية‏ ‏والطبيعية‏ ‏تتبعهم‏ ‏بعد‏ ‏الموت‏(‏الرؤيا‏14:13).‏
ونحن‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏نلمس‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏مظاهر‏ ‏قوة‏ ‏الشهيد‏ ‏مارجرجس‏ ‏وشجاعته‏,‏وكيف‏ ‏يتقدم‏ ‏بمروءة‏ ‏مسيحية‏ ‏ليخلص‏ ‏إنسانا‏ ‏وقع‏ ‏في‏ ‏مأزق‏ ‏أو‏ ‏ضيقة‏.‏
فمنذ‏ ‏القرن‏ ‏الثالث‏ ‏للميلاد‏ ‏تشعر‏ ‏الكنيسة‏ ‏المسيحية‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏المسكونة‏ ‏بأنها‏ ‏مدينة‏ ‏للقديس‏ ‏جرجس‏,‏وكان‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏تعبر‏ ‏عن‏ ‏تقديرها‏ ‏لفضائله‏ ‏ولأتعابه‏ ‏وإلا‏ ‏كانت‏ ‏متنكرة‏ ‏لفضل‏ ‏الفضلاء‏.‏لذلك‏ ‏أكرمته‏ ‏الكنيسة‏ ‏المسيحية‏ ‏وأعزته‏ ‏إكراما‏ ‏للفضيلة‏ ‏نفسها‏,‏وتحية‏ ‏لشجاعته‏ ‏وصبره‏ ‏وإيمانه‏,‏تشجيعا‏ ‏للشباب‏ ‏من‏ ‏أمثاله‏ ‏لكي‏ ‏ينهجوا‏ ‏نهجه‏ ‏وينسجوا‏ ‏علي‏ ‏منواله‏,‏وتعليما‏ ‏بمثاله‏ ‏لجميع‏ ‏المؤمنين‏ ‏لكي‏ ‏يتمثلوا‏ ‏بثباته‏ ‏واستمساكه‏ ‏بالحق‏.‏
وقد‏ ‏اعترف‏ ‏العالم‏ ‏كله‏ ‏بقداسة‏ ‏مارجرجس‏ ‏وببطولته‏ ‏وشجاعته‏,‏ففي‏ ‏كل‏ ‏مكان‏ ‏تجد‏ ‏المسيحيين‏ ‏وغير‏ ‏المسيحيين‏ ‏يكرمونه‏ ‏ويحبونه‏ ‏ويتشفعون‏ ‏به‏.‏
ففي‏ ‏فلسطين‏ ‏بني‏ ‏الملك‏ ‏قسطنطين‏ ‏الكبير‏ ‏كنيسة‏ ‏كبيرة‏ ‏علي‏ ‏قبر‏ ‏القديس‏,‏تقع‏ ‏بين‏ ‏اللد‏ ‏والرملة‏,‏بل‏ ‏والرملة‏ ‏نفسها‏ ‏نسبت‏ ‏إليه‏ ‏فدعيت‏ ‏باسمهجيوروجيابناء‏ ‏علي‏ ‏رأي‏ ‏سائد‏ ‏يقول‏ ‏إنها‏ ‏مسقط‏ ‏رأسه‏.‏وهدم‏ ‏العرب‏ ‏المشارقة‏(Saracens)‏كنيسة‏ ‏مارجرجس‏ ‏في‏ ‏اللد‏,‏فبني‏ ‏الصليبيون‏ ‏كنيسة‏ ‏بدلا‏ ‏منها‏ ‏فهدمها‏ ‏صلاح‏ ‏الدين‏ ‏الأيوبي‏.‏
‏(Encyclopedia Britanica,vol.XI.p736.,737)‏وفي‏ ‏جنوب‏ ‏سورية‏ ‏توجد‏ ‏كنيسة‏ ‏قديمة‏ ‏جدا‏ ‏في‏ ‏بلدة‏ ‏أذرع‏ ‏عثر‏ ‏فيها‏ ‏علي‏ ‏نقش‏ ‏قديم‏ ‏يرجع‏ ‏تاريخه‏ ‏حسب‏ ‏تقدير‏ ‏العلماء‏ ‏إلي‏ ‏عام‏346‏م‏,‏يروي‏ ‏أن‏ ‏البناء‏ ‏كان‏ ‏في‏ ‏أصله‏ ‏معبدا‏ ‏وثنيا‏ ‏ثم‏ ‏كرس‏ ‏ودشن‏ ‏كنيسة‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏العظيم‏ ‏مارجرجس‏Murray's Dictionary of Christian Biography p388. ‏كما‏ ‏يرد‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏في‏ ‏نقش‏ ‏آخر‏ ‏في‏ ‏كنيسة‏ ‏في‏ ‏بلدة‏ ‏شكا‏(Shaka)‏علي‏ ‏بعد‏20‏عشرين‏ ‏ميلا‏ ‏من‏ ‏بلدة‏ ‏أذرع‏ ‏يرجع‏ ‏تاريخه‏ ‏إلي‏ ‏سنة‏367‏م‏. Murray's Dictionary of Christian Biography P388‏وفي‏ ‏بيروت‏ ‏عاصمة‏ ‏لبنان‏ ‏كنائس‏ ‏كثيرة‏ ‏باسم‏ ‏الشهيد‏ ‏مارجرجس‏ ‏يزورها‏ ‏المسيحيون‏ ‏والمسلمون‏ ‏علي‏ ‏السواء‏.(‏دائرة‏ ‏المعارف‏ ‏للبستاني‏ ‏مجلد‏6‏صفحة‏ 427-428).‏
وفي‏ ‏لبنان‏ ‏خليج‏ ‏تجثم‏ ‏علي‏ ‏ضفته‏ ‏مدينة‏ ‏بيروت‏ ‏نفسها‏,‏ويعرف‏ ‏بخليج‏ ‏مارجرجس‏ ‏أو‏ ‏بخليج‏ ‏الخضر‏.‏
وفي‏ ‏بلاد‏ ‏الغرب‏ ‏أيضا‏ ‏يكرمون‏ ‏القديس‏ ‏جرجس‏.‏
ففي‏ ‏القسطنطينية‏(‏اسطنبول‏ ‏بتركيا‏)‏حول‏ ‏الإمبراطور‏ ‏هيكلا‏ ‏ليونون‏(Juno)(‏كانت‏ ‏إلهة‏ ‏السماء‏ ‏عند‏ ‏الرومان‏ ‏وهي‏ ‏زوجة‏ ‏جوبيتر‏)‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏باسم‏ ‏الشهيد‏ ‏مارجرجس‏ ‏كما‏ ‏أقيمت‏ ‏بالعاصمة‏ ‏نفسها‏ ‏ست‏ ‏كنائس‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏.‏
وفي‏ ‏روما‏ ‏وبالرمو‏ ‏ونابلي‏ ‏كنائس‏ ‏قديمة‏ ‏جدا‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏جيورجيوس‏.‏
وكان‏ ‏البابا‏ ‏جلاسيوس‏ ‏الأول‏ ‏بابا‏ ‏روما‏ ‏قد‏ ‏ثبت‏ ‏قداسة‏ ‏مارجرجس‏ ‏في‏ ‏مجمع‏ ‏عقد‏ ‏بروما‏ ‏سنة‏404‏م‏R.P.P CHoneau D'Orleans,Les Saints d' Egypte.T.I.P.39. ‏أما‏ ‏البابا‏ ‏غريغوريوس‏ ‏الكبير‏(950-604)‏فقد‏ ‏أنشأ‏ ‏في‏ ‏روما‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏باسم‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏لاتزال‏ ‏قائمة‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏ ‏تسمي‏ ‏كنيسة‏ ‏القديس‏ ‏جيورجيوس‏ ‏في‏ ‏شارع‏ ‏فيلابروم‏(San Giorgio in Velabro).‏
وفي‏ ‏سنة‏ 1404 ‏أسست‏ ‏ببلدة‏ ‏ألجا‏(Alga)‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏البندقية‏ ‏جمعية‏ ‏أو‏ ‏أخوية‏ ‏من‏ ‏الكهنة‏ ‏الأوغسطينيين‏ ‏اتخذوا‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏شفيعا‏ ‏لهم‏Larousse du XX Siecle t3. p763.‏
وفي‏ ‏إقليم‏ ‏نورمانديا‏(‏شمال‏ ‏غرب‏ ‏فرنسا‏)‏بني‏ ‏كلوفيس‏(Clovis)‏الثاني‏(638-656)‏ديرا‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏الشهيد‏ ‏مارجرجس‏.‏
وقد‏ ‏أتخذ‏ ‏القديس‏ ‏جورجيوس‏ ‏شفيعا‏ ‏وحاميا‏ ‏لبلاد‏ ‏كثيرة‏ ‏منها‏ ‏إنجلترا‏,‏والنمسا‏,‏وأراجون‏Aragon(‏مقاطعة‏ ‏في‏ ‏شمال‏ ‏شرق‏ ‏إسبانيا‏),‏والبرتغال‏,‏وجنوا‏,‏والبندقية‏,‏وألمانيا‏,‏وروسيا‏,‏وبلاد‏ ‏اليونان‏.‏
فالإنجيلز‏ ‏يكرمونه‏ ‏منذ‏ ‏عهد‏ ‏الأنجلوساكسون‏ ‏وبنوا‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏في‏ ‏أوكسفورد‏ ‏كنيسة‏,‏كما‏ ‏بنوا‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏أديرة‏ ‏كثيرة‏ ‏في‏ ‏مناطق‏ ‏مختلفة‏ ‏من‏ ‏جزيرتهم‏,‏وزادوا‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏بأن‏ ‏صكوا‏ ‏علي‏ ‏عملتهم‏ ‏الذهبية‏ ‏رسمه‏ ‏التقليدي‏ ‏وهو‏ ‏يمتطي‏ ‏جوادا‏ ‏ويضرب‏ ‏برمحه‏ ‏التنين‏.‏
وفي‏ ‏عام‏ 1222‏م‏ ‏عقد‏ ‏مجمع‏ ‏في‏ ‏أوكسفورد‏ ‏بإنجلترا‏ ‏وقرر‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏يوم‏ ‏عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏عيدا‏ ‏قوميا‏ ‏وأن‏ ‏يعلن‏ ‏عطلة‏ ‏رسمية‏ ‏في‏ ‏طول‏ ‏البلاد‏ ‏وعرضها‏.‏
ومنذ‏ ‏عهد‏ ‏الملك‏ ‏إدوارد‏ ‏الثالث‏ ‏الذي‏ ‏حكم‏ ‏إنجلترا‏ ‏من‏1327-1377‏أصبح‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏شفيعا‏ ‏وحاميا‏ ‏لإنجلترا‏ ‏كلها‏.‏وفي‏ ‏سنة‏ 1348 ‏شيد‏ ‏الملك‏ ‏إدوارد‏ ‏الثالث‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏في‏ ‏وندسور‏(Windsor)‏باسم‏ ‏القديس‏ ‏جرجس‏.‏كما‏ ‏جعله‏ ‏الملك‏ ‏نفسه‏ ‏حاميا‏ ‏لوسام‏ ‏ربطة‏ ‏الساق‏(Knights of the Garter).‏
‏J.Gardner,faiths of the World vol.lp.957.‏
وكان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏سنة‏1350‏م‏.‏وفي‏ ‏سنة‏ 1415‏أصبح‏ ‏عيد‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏تبعا‏ ‏لقوانين‏ ‏شيشلي‏(Chichely)‏رئيس‏ ‏أساقفة‏ ‏إنجلترا‏ ‏عيدا‏ ‏عظيما‏ ‏جدا‏(Major double feast)‏وكا‏ ‏يحتفل‏ ‏به‏ ‏احتفالا‏ ‏شبيها‏ ‏باحتفالهم‏ ‏بعيد‏ ‏الميلاد‏.‏
وأما‏ ‏في‏ ‏النمسا‏ ‏فقد‏ ‏أنشأ‏ ‏الإمبراطور‏ ‏فريدريك‏(Frederic)‏في‏ ‏سنة‏1470‏رتبة‏ ‏من‏ ‏الكافليريه‏(‏أو‏ ‏الفارسية‏)‏علي‏ ‏اسم‏ ‏القديس‏ ‏جرجس‏.‏
وكذلك‏ ‏الأمر‏ ‏في‏ ‏روسيا‏ ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏الروس‏ ‏يعتبرون‏ ‏القديس‏ ‏جرجس‏ ‏حاميا‏ ‏لهم‏,‏وكانوا‏ ‏يرسمون‏ ‏صورته‏ ‏علي‏ ‏حصونهم‏ ‏وكانت‏ ‏صورته‏ ‏وهو‏ ‏يصرع‏ ‏التنين‏ ‏علامة‏ ‏للدوقات‏ ‏العظام‏.‏وقد‏ ‏أنشأت‏ ‏الإمبراطورة‏ ‏كاترينا‏ ‏الثانية‏,‏في‏ ‏سنة‏1769‏وسام‏ ‏مارجرجس‏ ‏لمكافأة‏ ‏المجاهدين‏ ‏والموفقين‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏العسكرية‏.‏وكان‏ ‏الوسام‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏صليب‏ ‏نقشت‏ ‏في‏ ‏وسطه‏ ‏صورة‏ ‏القديس‏ ‏مارجرجس‏ ‏يطأ‏ ‏التنين‏.‏
واليونان‏ ‏أيضا‏ ‏يكرمونه‏ ‏أعظم‏ ‏إكرام‏ ‏ويشيدون‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏الكنائس‏ ‏والأديرة‏ ‏ويسمونه‏ ‏باسم‏ ‏يتميز‏ ‏به‏ ‏عن‏ ‏جميع‏ ‏الشهداء‏,‏فيلقبونه‏ ‏بالظافر‏ ‏أو‏ ‏حامل‏ ‏علامة‏ ‏الظفر‏ ‏كما‏ ‏يصفونه‏ ‏بالشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏ورئيس‏ ‏الشهداء‏.‏
تلك‏ ‏بينات‏ ‏علي‏ ‏مكانة‏ ‏جيورجيوس‏ ‏في‏ ‏العالم‏ ‏المسيحي‏ ‏منذ‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏للميلاد‏,‏في‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏,‏والحق‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏العسير‏ ‏أن‏ ‏نحدد‏ ‏عدد‏ ‏الكنائس‏ ‏والأديرة‏ ‏التي‏ ‏شيدت‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏في‏ ‏مختلف‏ ‏الأقاليم‏ ‏والأقطار‏.‏
وأما‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏فعدد‏ ‏الكنائس‏ ‏التي‏ ‏أقيمت‏ ‏باسم‏ ‏مارجرجس‏ ‏يخطئه‏ ‏الحصر‏,‏ولاسيما‏ ‏في‏ ‏القرون‏ ‏المتأخرة‏,‏نظرا‏ ‏لبسالة‏ ‏القديس‏ ‏وشجاعته‏,‏وسرعة‏ ‏تذليله‏ ‏للعقبات‏.‏وفي‏ ‏الإقليم‏ ‏المصري‏ ‏بالذات‏ ‏يحتفل‏ ‏القبط‏ ‏وغيرهم‏ ‏بعيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديس‏ ‏في‏ 23‏برمودة‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏.‏وتقصد‏ ‏الجماهير‏ ‏الغفيرة‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏التي‏ ‏بنيت‏ ‏علي‏ ‏اسمه‏ ‏في‏ ‏ميت‏ ‏دمسيس‏ ‏وفي‏ ‏غيرها‏ ‏من‏ ‏بلاد‏ ‏مصر‏,‏حيث‏ ‏تجري‏ ‏معجزات‏ ‏الشفاء‏ ‏وإخراج‏ ‏الشياطين‏ ‏بصورة‏ ‏ناطقة‏ ‏تحمل‏ ‏أشد‏ ‏المنكرين‏ ‏عنادا‏ ‏علي‏ ‏الإيمان‏ ‏بالله‏ ‏وبشفاعة‏ ‏قديسه‏ ‏العظيم‏ ‏مارجرجس‏.خ

============================================================

This site was last updated 05/16/09