Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

محمد يلعن آلهة قريش

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
محمد يلعن آلهة قريش
New Page 2962

Hit Counter

 

 الجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلدات - الجزء الثانى - 18 / 116

 

 مباداة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ، وما كان منهم

أمر الله له صلى الله عليه وسلم بمباداة قومه

قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم دخل الناس في الإسلام أرسالا من الرجال والنساء ، حتى فشا ذكر الإسلام بمكة ، وتحدث به ‏‏.‏‏ ثم إن الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما جاءه منه ، وأن يبادي الناس بأمره ، وأن يدعو إليه ؛ وكان بين ما أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره واستتر به إلى أن أمره الله تعالى بإظهار دينه ثلاث سنين - فيما بلغني - من مبعثه ؛ ثم قال الله تعالى له ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ فاصدع بما تؤمر ، وأعرض عن المشركين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ وقال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ وأنذر عشيرتك الأقربين ‏‏.‏‏ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏
معنى اصدع بما تؤمر
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ اصدع ‏‏:‏‏ افرق بين الحق والباطل ‏‏.‏‏
قال أبو ذؤيب الهذلي ، واسمه خويلد بن خالد ، يصف أُتن وحش وفحلها ‏‏:‏‏
وكأنهن ربابة وكأنه * يَسَر يُفيض على القداح ويصدعُ
أي يفرق على القداح ويبين أنصباءها ‏‏.‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
وقال رؤبة بن العجاج ‏‏:‏‏
أنت الحليم والأمير المنتقم * تصدع بالحق وتنفي من ظلمْ
وهذان البيتان في أرجوزة له ‏‏.‏‏

خروج الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه للصلاة في الشعب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ، ذهبوا في الشعاب ، فاستخفوا بصلاتهم من قومهم ، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة ، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ، فناكروهم ، وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم ، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلا من المشركين بِلَحْي بعير ، فشجه ، فكان أول دم هُريق في الإسلام ‏‏.‏‏
 

عداوة قومه له صلى الله عليه و سلم ، ومساندة أبي طالب له
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما بادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله ، لم يبعد منه قومه ، ولم يردوا عليه - فيما بلغني - حتى ذكر آلهتهم وعابها ؛ فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه ، وأجمعوا خلافه وعداوته ، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام ، وهم قليل مستخفون ، وحدب على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمُّه أبو طالب ، ومنعه وقام دونه ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله ، مظهرا لأمره ، لا يرده عنه شيء ‏‏.‏‏
فلما رأت قريش ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه ، من فراقهم وعيب آلهتهم ، ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه ، وقام دونه ، فلم يسلمه لهم ، مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب ، عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ‏‏.‏‏ وأبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ واسم أبي سفيان ‏‏:‏‏ صخر ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو البختري ، و اسمه العاص بن هشام بن الحارث ابن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أبو البختري ‏‏:‏‏ العاص بن هاشم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ والأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ‏‏.‏‏ وأبو جهل - واسمه عمرو ، وكان يكنى أبا الحكم - بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي ‏‏.‏‏ والوليد بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي ‏‏.‏‏ و نُبيه ومنبه ابنا الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ‏‏.‏‏ والعاص بن وائل ‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ العاص بن وائل بن هاشم بن سُعيد بن سهم بن عمرو بن هُصيص بن كعب بن لؤي ‏‏.‏‏
وفد قريش يعاتب أبا طالب في شأن الرسول الله صلى الله عليه و سلم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ أو من مشى منهم ‏‏.‏‏ فقالوا ‏‏:‏‏ يا أبا طالب ، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ؛ فإما أن تكفه عنا ، وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فنكفيكه ؛ فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا ، وردهم ردا جميلا ، فانصرفوا عنه ‏‏.‏‏
الرسول صلى الله عليه وسلم يستمر في دعوته
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على هو عليه ، يظهر دين الله ، ويدعو إليه ، ثم شرى الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا ، وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها ، فتذامروا فيه ، وحض بعضهم بعضا عليه ‏‏.‏‏
رجوع الوفد إلى أبي طالب مرة ثانية
ثم إنهم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى ، فقالوا له ‏‏:‏‏ يا أبا طالب ، إن لك سنا وشرفا ومنـزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آباءنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا ، حتى تكفه عنا ، أو ننازله وإياك في ذلك ، حتى يهلك أحد الفريقين ، أوكما قالوا له ‏‏.‏‏ ثم انصرفوا عنه ، فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ، ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ولا خذلانه ‏‏.‏‏


ما دار بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي طالب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حُدث ‏‏:‏‏ أن قريشا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة ، بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له ‏‏:‏‏ يا ابن أخي ، إن قومك قد جاءوني ، فقالوا لي كذا وكذا ، للذي كانوا قالوا له ، فأبقِ علي وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق ؛ قال ‏‏:‏‏ فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه ، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكى ثم قام ؛ فلما ولى ناداه أبو طالب ، فقال ‏‏:‏‏ أقبل يا ابن أخي ؛ قال ‏‏:‏‏ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏‏:‏‏ اذهب يا بن أخي ، فقل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا ‏‏.‏‏

قريش تعرض عمارة بن الوليد المخزومي على أبي طالب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم إن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم وإسلامه ، وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوتهم ، مشوا إليه بعُمارة بن الوليد بن المغيرة ، فقالوا له - فيما بلغني - ‏‏:‏‏ يا أبا طالب ، هذا عمارة بن الوليد ، أنهد فتى في قريش وأجمله ، فخذه فلك عقله ونصره ، واتخذه ولدا فهو لك ، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا ، الذي قد خالف دينك ودين آبائك ، وفرق جماعة قومك ، وسفه أحلامهم ، فنقتله ، فإنما هو رجل برجل ؛ فقال ‏‏:‏‏ والله لبئس ما تسومونني ‏‏!‏‏ أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلونه ‏‏!‏‏ هذا والله ما لا يكون ابدا ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي ‏‏:‏‏ و الله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك ، وجهدوا على التخلص مما تكرهه ، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا ؛ فقال أبو طالب للمطعم ‏‏:‏‏ والله ما أنصفوني ، ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظارهة القوم علي ، فاصنع ما بدا لك ، أو كما قال ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فحقب الأمر ، وحميت الحرب ، وتنابذ القوم ، وبادى بعضهم بعضا ‏‏.‏‏

شعر أبي طالب في التعريض بالمطعم ومن خذله من عبد مناف
فقال أبو طالب عند ذلك ، يعرض بالمطعم بن عدي ، ويُعم من خذله من بني عبد مناف ، ومن عاداه من قبائل قريش ، ويذكر ما سألوه ، وما تباعد من أمرهم ‏‏:‏‏
ألا قل لعمرو والوليد ومطعم * ألا ليت حظي من حياطتكم بكْرُ
من الخور حبحاب كثير رُغاؤه * يُرش على الساقين من بوله قطر
تخلف خلف الوِرْد ليس بلاحق * إذا ما علا الفيفاء قيل له وبر
أرى أخوينا من أبينا وأمنا * إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر
بلى لهما أمر ولكن تجرجما * كما جُرجمت من رأس ذي علق الصخر
أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا * هما نبذانا مثل ما يُنبذ الجمر
هما أغمزا للقوم في أخويهما * فقد أصبحا منهم أكفهما صِفْرُ
هما أشركا في المجد من لا أبا له * من الناس إلا أن يُرس له ذكر
وتيم ومخزوم وزُهرة منهمُ * وكانوا لنا مولى إذا بُغي النصر
فوالله لا تنفك منا عداوة * ولا منهمُ ما كان من نسلنا شفر
فقد سفهت أحلامهم وعقولهم * وكانوا كجفر بئس ما صنعت جفر
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ تركنا منها بيتين أقذع فيهما ‏‏.‏‏

قريش تظهر عداوتها للمسلمين
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا معه ، فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم ، ويفتنونهم عن دينهم ، ومنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم منهم بعمه أبي طالب ، وقد قام أبو طالب ، حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب ، فدعاهم إلى ما هو عليه ، من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقيام دونه ؛ فاجتمعوا إليه ، وقاموا معه ، وأجابوه إلى ما دعاهم إليه ، إلا ما كان من أبي لهب ، عدو الله الملعون ‏‏.‏‏

شعر أبي طالب في مدح قومه لنصرته
فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جهدهم معه ، وحدبهم عليه ، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ، ويذكر فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ، ومكانه منهم ، ليشد لهم رأيهم ، وليحدبوا معه على أمره ، فقال ‏‏:‏‏
إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر * فعبد مناف سرها وصميمها
وإن حُصّلت أشراف عبد منافها * ففي هاشم أشرافها وقديمها
وإن فخرت يوما فإن محمدا * هو المصطفى من سرها وكريمها
تداعت قريش غثها وسمينها * علينا فلم تظفر وطاشت حلومها
وكنا قديما لا نقر ظُلامة إذا * ما ثنوا صُعْر الخدود نُقيمها
ونحمي حماها كل يوم كريهة * ونضرب عن أجحارها من يرومها
بنا انتعش العود الذَّوَاء وإنما * بأكنافنا تندى وتنمى أرومها

This site was last updated 12/16/10