Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

القمـص ميخائيل إبراهيم

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

جريدة وطنى الصادرة فى 1/4/2007 م السنة 48 العدد 2362 عن مقالة بعنوان " القمـــص ميخائيـــل إبراهيـــم (1899-1975) القمـــص ميخائيـــل إبراهيـــم أبا روحياً وراعياً نموذجياً في الكنيسة في العصر الحديث " بقلم / مجدى رزق شنوده –الاسكندرية ، سعد ميخائيل سعد – لوس انجلوس

يرى الزائر للكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس بالقاهرة أن هناك بهوا كبيرا أسفل هيكل الكاتدرائية يوجد فيه كنيستان إحداهما بإسم السيدة العذراء مريم والأخرى بإسم القديس الأنبا بيشوى وبين هاتين الكنيستين توجد قاعة فسيحة وضع فيها جثمان الأباء المتنيحين الأنبا صموئيل أسقف الخدمات السابق والأنبا غريغوريوس أسقف الأكليريكية السابق وفى نفس القاعة يوجد جثمان المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم .
وقد علل قداسة البابا شنوده الثالث اختياره لهذا المكان للقمص ميخائيل بأن هذا الأب كان راعياً عاماً وليس ملكاً لكنيسة واحدة وقال في كلمات مؤثرة أثناء وداعه الأخير لقد أردت أن يكون جسد هذا الرجل البار سنداً لنا في هذا الموضع نستمد منه البركه . وهنا بكى البابا ولم يستطع تكملة كلمته فأخذ المتنيح الأنبا يؤنس أسقف الغربية الكلمة وشرح مقدار محبة البابا شنوده للراحل القديس ولا عجب فقد قال البابا في كلمته " أننا نغبط أنفسنا كثيراً لأننا عشنا فى هذا الجيل الذي عاش فيه القمص ميخائيل إبراهيم 000 أن أجيالاً كثيرة تحسدنا لأننا رأينا هذا الرجل وسمعناه وعاصرناه وعاشرناه وتمتعنا به زمناً وتباركنا بصلواته "
بدأ القمص ميخائيل خدمته الكهنوتية (1951) في فترة هامة من تاريخ الكنيسة فى العصر الحديث فقد بدأت في هذه الفترة صحوة روحية كنسيه تبغي الإصلاح للكنيسة وتخليصها من الأوجاع التي انتشرت . وكاد اليأس أن يعصف بنفوس الكثيرين من الشعب غير أن شبابا غيوراً قادوا هذه الصحوة الروحية التى كان أحد روادها وواضعي بذرتها المتنيح الارشيدياكون حبيب جرجس الذى أهتم بالكلية الاكليريكية فى العصر الحديث وبعث نهضتها .
فإذا بهؤلاء الشباب المتحمسين لخدمة الكنيسة محاولين بنائها وتخليصها من العيوب والأمراض التي أصابت إدارتها إذا بهم يجدون أبا بسيطاً متواضعاً وغيوراً فى إحدى قرى محافظة المنوفية وهى كفر عبده يخدم شعبه بكل أمانه خدمة نموذجية فاقت أحلام وتطلعات هؤلاء الخدام المملوئين بالغيرة والحماس فكان وهو في هذه القرية كالمغناطيس الذى جذب المحبين والخدام الحقيقيين إلى الراعي النموذجي والذي أطلق عليه قداسة البابا " مثل فى الرعاية " .
كانت خدمته نموذجية روحانية عميقة واحترام رهيب لأسرار الكنيسة وطقوسها حتى أن بعض الخدام قالوا أن كل مره كان يدخل فيها أبونا ميخائيل إلى الكنيسة كانه يدخلها لأول مره فى حياته من مقدار الرهبه والاحترام لبيت الرب والسجود والصلوات واخذ بركة جميع القديسين المعلقة أيقوناتهم على جدران الكنيسة ثم الخدمة الجادة التى تبعث الروحانية والوقار فى نفوس المصلين وكأنه كان يرى السماء مفتوحة وهو يقدم صلواته .
وبالفعل ليس هذا مبالغة أو تشبيهاً فقد حكى المتنيح القمص يوحنا جرجس زميله في الخدمة بكنيسة مارمرقس بشبرا أن أبونا ميخائيل لسبب من الأسباب قال له سرا على ألا يبوح به إلا بعد انتقاله وهو أنه حينما كان يذكر أبنائه الروحيين أثناء خدمة القداس واحدا واحدا فكان ملاك من السماء يتناول منه الطلبة الخاصة بكل ابن لكي يرفعها إلى رب المجد .
والسبب في سرده هذه القصة كان اعتراض القمص يوحنا على قيام القمص ميخائيل بتقديم ميطانيه (انحنائه طقسيه) لصبى شماس كان دائم الحركة في الهيكل ولذلك انتهره القمص ميخائيل وفى هذه اللحظة انصرف الملاك وفسر أبونا ميخائيل ذلك بأن الملاك لم يكن مرتاحاً لانتهار الصبي فى الهيكل ولذلك قام بعد القداس بالاعتذار للصبى بهذه الطريقة التي تدل على مقدار التواضع الذي كان يتصف به القمص ميخائيل بالإضافة إلى مدى المهابة التي كانت لديه لهيكل الله والقداس الألهى .
وفى هذا أيضاً كان أبونا ميخائيل لا يسمح لأى أحد أن يتكئ على المذبح أثناء الصلاة أو حتى يكون قريباً جداً منه وكان يقول أن ملائكة الرب تحيط بالمذبح من كل جانب.
وقد تميزت خدمة أبونا ميخائيل بحلول بركة الرب في وقته فكان يومه يتسع لصلاة القداس ورعاية الشعب وأخذ الاعترافات وعمل الافتقاد وحل مشاكل العائلات وكتابة الخطابات التى يرد فيها على أبنائه خصوصاً المقيمين بالمهجر بالإضافة إلى صلواته الخاصة . كيف كان يتم كل ذلك لا يوجد تفسير له سوى بركة الرب فى وقت ابينا ميخائيل .
أما المعجزات التى سمح الرب أن تتم على يديه فهى كثيرة وقد ورد بعض منها فى الكتب التى صدرت عن تاريخ حياته وكان لا يسميها معجزات وإنما أعمال عناية الرب بنا وكانت جميعها أو معظمها تتم بواسطة الصلوات العميقة ورفع القداسات .
لا نستطيع أن نوفى حق هذا الراعي الصالح في الحديث عنه فهناك جوانب كثيرة مثل محبته للفقراء وعطفه عليهم وكذلك عدم الأخذ بالوجوه فالكل متساوون عنده الغنى مثل الفقير والمتعلم مثل الجاهل الكل يلقى منه نفس الاهتمام والحنو والمحبة دون تمييز .
بقى أن نقول أنه كان أيضاً مشاركاً للناس في أمورهم العادية وبشوشاً بل وله طبيعة مرحه ومبتسماً ومحباً للقراءة .
وقد وقع بين يديه مره كتاب ذو طبيعة مرحه للأديب توفيق الحكيم بعنوان " حمارى وعصاى والآخرون " فقرأه بأكمله بل كان يقص منه على الآخرين عندما كانت تحدث المناسبة " .
وكما كان ايليا إنسانا تحت الآلام مثلنا فإن القمص ميخائيل أيضاً قبل فى شكر ما سمح به الرب له من تجارب مثل انتقال أبنه الدكتور إبراهيم ميخائيل وهو في ريعان شبابه والصلاة التي قدمها أبونا ميخائيل وهزت مشاعر الجميع عندما شكر الرب على تسلم وديعته .
وقصة وفاة الدكتور إبراهيم فيها صفحات مضيئة فى الوطنية فقد كان الدكتور إبراهيم ضابطاً فى الجيش العامل بالوحدة العسكرية فى شرم الشيخ فى عام 1967 وعندما بدأت ملامح الحرب تبدو فى الأفق كان فى مأمورية بالقاهرة فتوجه فوراً إلى أرض المعركة مصحوباً بتشجيع والده القمص ميخائيل ومباركته وقد وقع فى الأسر مع بعض زملائه وبعد ثلاثة شهور من الأسر عاد إلى أرض الوطن مريضاً وتوفى على أثر ذلك وقد كرمته الدولة بترقيته إلى رتبه أعلى مع اعتباره شهيداً من شهداء القوات المسلحة والإشادة بشجاعته .
كما كانت هناك آلام نفسية سببها عدو الخير للقمص ميخائيل ابراهيم وذلك بتحريك بعض ممن لم يروق لهم سلوكه الروحاني ودقته وحزمه في تنفيذ تعاليم الكنيسة ولكنه كان يصلى من أجل الجميع حتى انتصرت محبته على عنادهم .
وفى شهر مارس تتزامن ذكرى أبونا ميخائيل إبراهيم (26 مارس) مع ذكرى نياحة البابا الراحل الأنبا كيرلس السادس (9 مارس) والراعى الأب المتنيح القمص بيشوى كامل (21 مارس) وكان القمص ميخائيل تربطه بقداسة البابا كيرلس رابطة محبه قوية لها خصوصيتها أما القمص بيشوى فكان أبناً له فى الاعتراف وكان يصاحبه فى خدمته عندما كان يزور الإسكندرية ، وجميعهم كانوا منارات مضيئة في سماء الكنيسة فى عصرنا الحاضر .
وإلى الآن يعتقد محبي القمص ميخائيل فى المشارق والمغارب أنه مازال وسطهم بمحبته وحنانه وسيرته القدسية وكما قال قداسة البابا شنوده الثالث أطال الله حياته أن القمص ميخائيل إبراهيم حالياً هو رسول من الأرض إلى السماء يعرف ما نحن فيه ويسأل الله من أجلنا في كل ما يعرفه عنا .
دكتور مجدى رزق شنوده أستاذ بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية .
دكتور سعد ميخائيل سعد أستاذ سابق (غير متفرغ) بكلية الهندسة بجامعة الينوى شيكاجو .

 

 

 

Home

This site was last updated 01/18/10