المنديــــــــــــل الذى قدمته النسوة للمسيح ومسح وجهة فيه فطبعت صورته
السنة التاسعة من ولاية الإخشيذ على مصر وهي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة هجرية :
وفيها في صفر وصلت الروم أرزن وميافارقين ونصيبين فقتلوا وسبوا ثم طلبوا منديلا من كنيسة الرها يزعمون أن المسيح المسيح به وجهه فآرتسمت صورته فيه على أنهم يطلقون جميع من سبوا من المسلمين فآستفتى الخليفة الفقهاء فأفتوا بأن إرساله مصلحة للمسلمين فأرسل الخليفة إليهم المنديل وأطلق أسارى (اسرى المسلمين) .
**************************
المنديل موجود فى أرمينيا اليوم
تلاميذ المسيح الإثني عشر وصل إلى أرمينيا القديسان الرسولان تداوس وبرثلماوس حسب تقليد الكنيسة الأرمنية التي تؤيدها تقاليد كنائس أخرى والمصادر التاريخية الموثوقة، وكرزا بالإنجيل بين شعب أرمينيا حسب وصيًة المعلم السماوي (مت 28/18-19). وقد استمرت بشارة القديس تداوس ثماني سنوات (37-45م) والقديس برثلماوس 16 سنة (44-60م). وقد بشًرا بالدين الجديد أيضاً بين أبناء جلدتهم من اليهود الذين كانت لهم جاليات في مدن عديدة من أرمينيا، حيث جُلب الآلاف منهم كأسرى أو صنًاع أو حرفيين، بعد أن وصل ملك أرمينيا ديكران الثاني، الملقب بالعظيم (95-55 ق.م) بفتوحاته إلى فلسطين.
إن انتشار المسيحية في أرمينيا ووجود كنيسة منظًمة لها أساقفتها وخدًامها منذ القرن الأول الميلادي تدعمها براهين عديدة، منها وجود مخطوطات بأسماء أساقفة أرمن في منطقة (آرداز) الذي سمًي كرسيها (كرسي القديس تداوس)، وفي منطقة (سونيك) خلال القرون الثلاثة الأولى، فضلاً عن وجود شهداء مسيحيين أرمن من القرن الأول ما تزال الكنيسة الأرمنية تحتفل بذكرى استشهادهم مثل القديسة سانتوخد ابنة الملك (سانادروك)، والألف شهيد الذين استشهدوا مع القديس الرسول برثلماوس، واضعين بدمائهم الطاهرة أساس الكنيسة الأرمنية الرسولية المقدسة.
لقد كرًست الكنيسة الأرمنية القديسين تداوس وبرثلماوس باسم (المنوران الأولان). وتحول ضريح كل من القديس تداوس في آرداز (ماكَو) والقديس برثلماوس في آغباك (فاسبوراكان) إلى مزار يقصده المؤمنون للحج من كل حدب وصوب.
الحربة والمنديل
ويرتبط أيضاً، مع بداية تاريخ الكنيسة الأرمنية، ما جلبه القديسان معهما إلى أرمينيا من مقدسات. فقد جلب القديس تداوس إلى أرمينيا، حسب التقليد المقدس، الحربة المقدسة التي طعن بها الجندي الروماني جنب المسيح عندما كان على الصليب، للتأكد من موته (يوحنا 19/31-37)، والمنديل المقدًس الذي عليه طبعت صورة وجه المسيح عن طريق اورفة (الرها) وهو المنديل الذى مسحت به القديسة فيرونيكا وجه يسوع وهو فى طريقه للصلب. أما القديس برثلماوس، فقد جلب، حسب تقليد الكنيسة الأرمنية أيضاً، صورة العذراء القديسة والدة الرب مرسومة على الخشب. وهذه المقدسات تُقبل بالخشوع والاحترام من قبل الشعب الأرمني.
لقد كرز بالإنجيل، وأكمل عمل الرسولين تداوس وبرثلماوس تلامذتهما والأساقفة، وانتشرت المسيحية في أرمينيا –بشكل سرّي- خلال القرون الثلاثة الأولى، ولم تُجد نفعاً كل أنواع الاضطهادات للحد من انتشارها، بل على العكس من ذلك، كانت تلك الاضطهادات دافعاً لانتشار المسيحية في كل مدن ومقاطعات أرمينيا