Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

المنديل الذى قدمته النسوة للمسيح ومسح وجهة فيه فطبعت صورته

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المنديل فى أرمينيا
قطعة من الصليب بمصر

 

المنديــــــــــــل الذى قدمته النسوة للمسيح ومسح وجهة فيه فطبعت صورته

 

السنة التاسعة من ولاية الإخشيذ على مصر وهي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة‏ هجرية :‏
وفيها في صفر وصلت الروم أرزن وميافارقين ونصيبين فقتلوا وسبوا ثم طلبوا منديلا من كنيسة الرها يزعمون أن المسيح المسيح به وجهه فآرتسمت صورته فيه على أنهم يطلقون جميع من سبوا من المسلمين فآستفتى الخليفة الفقهاء فأفتوا بأن إرساله مصلحة للمسلمين فأرسل الخليفة إليهم المنديل وأطلق أسارى (اسرى المسلمين) ‏.‏

**************************

المنديل موجود فى أرمينيا اليوم

 تلاميذ المسيح الإثني عشر وصل إلى أرمينيا القديسان الرسولان تداوس وبرثلماوس حسب تقليد الكنيسة الأرمنية التي تؤيدها تقاليد كنائس أخرى والمصادر التاريخية الموثوقة، وكرزا بالإنجيل بين شعب أرمينيا حسب وصيًة المعلم السماوي (مت 28/18-19). وقد استمرت بشارة القديس تداوس ثماني سنوات (37-45م) والقديس برثلماوس 16 سنة (44-60م). وقد بشًرا بالدين الجديد أيضاً بين أبناء جلدتهم من اليهود الذين كانت لهم جاليات في مدن عديدة من أرمينيا، حيث جُلب الآلاف منهم كأسرى أو صنًاع أو حرفيين، بعد أن وصل ملك أرمينيا ديكران الثاني، الملقب بالعظيم (95-55 ق.م) بفتوحاته إلى فلسطين.

إن انتشار المسيحية في أرمينيا ووجود كنيسة منظًمة لها أساقفتها وخدًامها منذ القرن الأول الميلادي تدعمها براهين عديدة، منها وجود مخطوطات بأسماء أساقفة أرمن في منطقة (آرداز) الذي سمًي كرسيها (كرسي القديس تداوس)، وفي منطقة (سونيك) خلال القرون الثلاثة الأولى، فضلاً عن وجود شهداء مسيحيين أرمن من القرن الأول ما تزال الكنيسة الأرمنية تحتفل بذكرى استشهادهم مثل القديسة سانتوخد ابنة الملك (سانادروك)، والألف شهيد الذين استشهدوا مع القديس الرسول برثلماوس، واضعين بدمائهم الطاهرة أساس الكنيسة الأرمنية الرسولية المقدسة.
لقد كرًست الكنيسة الأرمنية القديسين تداوس وبرثلماوس باسم (المنوران الأولان). وتحول ضريح كل من القديس تداوس في آرداز (ماكَو) والقديس برثلماوس في آغباك (فاسبوراكان) إلى مزار يقصده المؤمنون للحج من كل حدب وصوب.

الحربة والمنديل
ويرتبط أيضاً، مع بداية تاريخ الكنيسة الأرمنية، ما جلبه القديسان معهما إلى أرمينيا من مقدسات. فقد جلب القديس تداوس إلى أرمينيا، حسب التقليد المقدس، الحربة المقدسة التي طعن بها الجندي الروماني جنب المسيح عندما كان على الصليب، للتأكد من موته (يوحنا 19/31-37)، والمنديل المقدًس الذي عليه طبعت صورة وجه المسيح عن طريق اورفة (الرها) وهو المنديل الذى مسحت به القديسة فيرونيكا وجه يسوع وهو فى طريقه للصلب. أما القديس برثلماوس، فقد جلب، حسب تقليد الكنيسة الأرمنية أيضاً، صورة العذراء القديسة والدة الرب مرسومة على الخشب. وهذه المقدسات تُقبل بالخشوع والاحترام من قبل الشعب الأرمني.
لقد كرز بالإنجيل، وأكمل عمل الرسولين تداوس وبرثلماوس تلامذتهما والأساقفة، وانتشرت المسيحية في أرمينيا –بشكل سرّي- خلال القرون الثلاثة الأولى، ولم تُجد نفعاً كل أنواع الاضطهادات للحد من انتشارها، بل على العكس من ذلك، كانت تلك الاضطهادات دافعاً لانتشار المسيحية في كل مدن ومقاطعات أرمينيا

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطلكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  45

*******************

وفى سنة 331 هـ هاجمت جيوش الروم ديار بكر وسبوا من أهلها جماعة كثيرة وفتحوا أرزن (1) وأخربوا عامة بلدها وبلغوا قرب نصيبين وطلبوا من أهل الرها أن يدفعوا لهم ايقونة المنديل الذى فى كنيسة الرها  الذى كان سيدنا يسوع المسيح مسح به وجهه وصارت صورة وجهه فيه ويبدل لهم الروم أنهم إذا سلموهم هذا المنديل أطلقوا الأسرى المسلمين الذين بيدهم  لأعدادا ذكروها لهم فكاتبوا المتقى ببغداد بذلك وعرض الوزير أبو الحسن بن مقلة على المتقى الوارد فى هذا المعنى وإستأذنه فيما يعمله فامره بإحضار القضاة والفقهاء وإستفتائهم فى ذلك والعمل بما يقولون ، فإستحضرهم الوزير أبو الحسن بن مقلة ، وإستحضر على بن عيسى والوجوه من أهل المملكة ، وعرفهم ما ورد فى هذا المعنى وسألهم عما عندهم فيه وجرى فى ذلك خطب عظيم ذكر فيه بعض من حضر حال هذا المنديل ، وانه منذ الدهر الطويل (فى كنيسة الرها ) لم يلتمسه ملك من ملوك لاروم ، وأن فى دفعه غضاضة على الإسلام والمسلمون أحق بمنديل عيسى عليه السلام وفيه صورته فقال على بن عيسى إن خلاص المسلمين من الأسر وإخراجهم من دار الكفر مع ما يقاسونه من الضنك والضر أوجب وأحق ووافقته جماعة من حضر على قوله وأشار هو وغيره من قضاة المسلمين بتسليم الأسرى منهم وتسليم المنديل إليهم إذ لا طاقة للسلطان بهم ولا له حيلة فى إستنفاذ  الأسرى من أيديهم ، وعمل فى ذلك محضراً وأخذ خطوط الجماعة الذين حضروا وعرض على المتقى فأمر بكتب جواب بالعمل بذلك وأستقر الأمر بين أهل الرها وبين الروم على أن يدفعوا لهم مائتى نفس من المسلمين ممن كانوا أسروهم الروم وشرط عليهم اهل الرها عليهم ألا يعبروا عليهم فيما بعد على بلدهم وعقدوا بينهم هدنه مؤبدة وتسلم الروم المنديل وحملوه للقسطنطينية .
ودخل به إليها فى اليوم الخامس عشر من شهر آب وخرج أسطفان والبطريرك تاوفيلقطس أخوه وقسطنطين أولاد رومانوس الملك إلى باب الذهب مستقبلين له ومشوا أهل الدولة بأجمعهم بين يديه بالشمع الكثير وحمل إلى الكنيسة العظمى أجيا صوفيا ومنها إلى البلاط وذلك فى السنة الرابعة والعشرون منذ ملك رومانيوس الشيخ مع قسطنطين بن لاون
وإستمرت هذه الهدنة بين الروم وبين أهل الرها إلى أن نقضها سيف الدولة فى سنة 388هـ فإنه ألزم أهل لارها الغزو معه فى سنة غزاة المصيصة فهلك فيها كثير منهم  
******************
المراجع 
(1) أرزن : بالفتح ثم السكون وفتح الزاى مدينة مشهورة قرب خلاط لها قلعة حصينة وكانت من أعمر نواحى أرمينية (معجم البلدان 5/ 288)
(2) نصيبين : بالفتح ثم الكسر ، مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من لاموصل إلى الشام (معجم البلدان 5/ 288)

 

Home | المنديل فى أرمينيا | قطعة من الصليب بمصر

This site was last updated 11/24/11