مقالة بعنوان " إيزاك فانوس ستظل ضيائه ساطعه طباعة ارسال لصديق " بقلم الكاتب " شفيق بطرس " الجمعة, 19 يناير 2007 م المصدر الأقباط ألأحرار
وقد ولد الفنان ايزاك فانوس فى 19 ديسمبر سنة 1919وينتمى حماى( والد زوجتى ) الى جيله والى نفس عائلته ب (أبا الوقف ) وكم قص عليا القصص الجميله عن طفولته بالقاهره وعن والده الذى كان من كبار رجال تجارة الأقمشه فى الحمزاوى بالأزهر وكيف كان والده يحب القراءه وكيف نشأ فى منزل يعشق الفن وكانت والدته تشجع أبناءها على حب الفنون ، ومن هذا الجو المحب للثقافه والفن أصبح أخيه الأكبر فناناً فوتوغرافياً يعمل مع المصور رياض شحاته مصور الملك فؤاد والأخ الثانى درس الفنون وكان فى آخر أيامه مديراً لمتحف مختار ، أما هو فقد أخذ البكالوريا من مدرسة الخُرنفش الفرنسيه وإلتحق بكلية الفنون التطبيقيه وتخرج عام 1941 وكان أول دفعته وحصل على دبلوم المعلمين من معهد التربيه الفنيه للمعلمين سنة 1943 وعمل مدرساً للرسم فى مدارس شبرا تعرف على الفنان راغب عياد بالمتحف القبطى وعرفه على بطرس باشا سميكه الذى أعطاه فرصة التواجد للعمل بعض ساعات بالمتحف القبطى فعرف وقتها عمالقة القبطيات مثل المهندس حنا سميكه والفنان يسى عبد المسيح ود. رؤوف حبيب ، وفى 21 يناير 1954 تأسس معهد الدراسات القبطيه وألتحق به وكان حبه للفن القبطى حافزه على التفوق وعرف وقتها د. سامى جبره وكان استاذه يوسف عفيفى فى فن المزييك والفريسك والرسم القبطى والذى نصحه أن يبتعد عن الغربيات ويحتفظ بريشته القبطيه المصريه الأصيله.
وسافر فى بعثه الى فرنسا فى عهد البابا كيرلس السادس بعد أن طلب قداسته من عبد الناصر السماح لطلبه وأساتذة معهد الدراسات القبطيه للسفر فى بعثات للخارج وكان هو وثلاثه من رفاقه وبعد عودته الى مصر بدأ رحلته ومشواره الكبير مع الفن القبطى ، قال لى إن بداية أعماله كانت فى الأسكندريه بكنيسة أبى كير ويوحنا وبعدها ك. العذراء بالجولف وجاردن سيتى ومزار مارمرقس بالكاتدرائيه والأنبا بيشوى بكلوت بك والكثير من الكنائس والأديره بأعمال الفريسك والموزييك والأيقونات القبطيه والزجاج المعشق بالرصاص وأختاره البابا يوحنا بابا روما لرسم كاتدرائية الكاثوليك بمدينة نصر كانت أعمال الموزييك على مساحة 200متر مسطح خلاف الزجاج المعشق بالرصاص خلاف الأيقونات فكانت كنيسه قبطيه أصيله تحمل إسم كاتدرائية الكاثوليك بمصر ، بدأت قصته مع المهجر على يد المتنيح القمص أنطونيوس حنين حيث كان للظروف وقتها قد تغير مكان مؤتمر عن الأديان من كوريا الى سان فرانسيسكو وبعد المؤتمر دعاه القمص أنطونيوس حنين لزيارة لوس أنجيلوس وكانت كنيسة السيده العذراء بلوس انجيلوس أول كنيسه يرسم إيقوناتها بأمريكا وتتابعت الرحلات الى كاليفورنيا لمدة أربعة سنوات وخرجت الكنيسه تحفه فنيه عظيمه من التراث القبطى من الشرقيه والسقف والحوائط والشبابيك والأيقونات
وتتابعت الأعمال فى فى سانت مونيكا فى كنيسة بولس وبطرس حوالى 1996 وآخرها عندما إتفق معه المتنيح أبونا دانيال فرج لرسم كنيسة مارمينا فى موقعها الفريد الجميل فوق الجبل بمنطقة ريفرسايد حيث كان لى معه آخر لقاء فى آخر رحلاته سنة 2004 فى أواخر أبريل وخلال شهر مايو وقد نصحه الأطباء بالعوده للقاهره حيث حبه الأول والأخير (( تراب مصر ))
فى أرض المهجر فى 25 أبريل 2004 فى كاليفورنيا بكنيسة القديس مارمينا بريفرسايد حيث كان فى رحلته الأخيره للمهجر يحاول أن يتمم بعض أعماله التى كان قد بدأها من أيقونات قبطيه رائعه ، كنت معه عندما كان يصارع الضعف والمرض ويحاول أن يتمسك بسلاحه وهى الفرشاه والألوان ولكن أصابعه المرتعشه كانت تعانده .
وكتب الشعر والتراتيل للأله آتون وقدر الفن والفنانون وأشعل جزوة الفن المعمارى فى تل العمارنه ، كان الدكتور إيزاك يفخر بكل ما خرج من المنيا حتى منذ زمن إخناتون هو إبن قريه صغيره تتبع أبا الوقف فى مركز مغاغه بالمنيا
*******************************************************
الأهرام بتاريخ 17/1/2007 م مقالة بعنوان " وداعا رائد الأيقونة القبطية الحديثة " بقلم : د. مينا بديع عبدالملك " الجامعة الأمريكية بالقاهرة
في الخامس عشر من يناير2007 ودعت الكنيسة القبطية ومحبو الفن القبطي رائد الأيقونة القبطية الحديثة دكتور إيزاك( اسحق) فانوس بعد ان اثري الفن القبطي بفنه المتميز.
كان إيزاك واحدا من الطلبة الأوائل الذين التحقوا بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة الذي تأسس عام1954 وقد اهتم بتأسيسه السادة الدكاترة الأفاضل ود. عزيز سوريال عطية, د. سامي جبره ود. مراد كامل ود. راغب مفتاح. وبعد ان استمر في دراسته أربع سنوات حصل علي الدكتوراه عام1954.
في منتصف عام1960 حصل علي منحة دراسية من متحف اللوفر بفرنسا للدراسة المتخصصة في خصائص الفن القبطي, وقضي هناك سنتين كانتا بالنسبة له نقطة تحول أساسية في تعامله مع الفن القبطي. أستغل فترة وجوده في فرنسا وتتلمذ علي يد الفنان الفرنسي القدير ليوند أوسبنسكيOuspensky حيث امكنه ربط الفن بالدراسات اللاهوتية مما أعطي بعدا روحيا عميقا للأيقونة القبطية, وهذا ساعد علي تطور شكل الايقونة القبطية في منتصف القرن العشرين. علي مدي نحو أربعين عاما شغل د. ايزاك فانوس منصب رئيس قسم الفن القبطي بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة.
من أقواله المأثورة في الفن القبطي: اني ارسم الايقونة من كل قلبي واعتبر الايقونة هي الشباك أو النافذة التي تطل علي السماء, كما كان يعتبر الأيقونة تعبر بصدق عن الوجود الروحي للقديس في الكنيسة. لذلك كان يهتم ان يجعل الأيقونة ـ في رسومات قليلة ـ تحوي السيرة الكاملة لحياة وأعمال القديس أو الشهيد.
نشأ حب الفن في أعماق ايزاك فانوس منذ شبابه المبكر. ففي عام1938 التحق بالمدرسة العليا للفن التطبيقي( حاليا كلية الفنون التطبيقية وتخرج فيها عام1942 ثم استكمل دراسته بعد ذلك بقسم الفنون بمعهد التربية العالي حيث تخرج فيها عام1946.
من الأعمال العظيمة التي تخلد ذكراه العطرة الفريسكو العظيم لمراحل حياة واستشهاد القديس مرقس كاروز الديار المصرية والموضوعة بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة والتي افتتحت في25 يونيو1968 وقد قام باعداد هذا الفريسكو عام1971.
بعد ان ذاع صيته وانتشرت شهرته قام بعمل الفريسكو الرئيسي بكنيسة مار جرجس بمصر الجديدة والايقونات الشهيرة بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون وكنيسة السيدة العذراء بجاردن سيتي. كما ذاع صيته خارج مصر فقام بعمل العديد من الأيقونات القبطية بالكنائس القبطية في لندن بانجلترا, ولوس انجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية, وتورنتو بكندا, والفاتيكان بروما. تتلمذ علي يديه العديد من المصريين والأجانب وأشهرهم الفنان البريطاني استيفن والمقيم حاليا بلندن بعد ان مكث بالقاهرة عدة سنوات ومعتكفا بقسم الفن القبطي بمعهد الدراسات القبطية ليتقن خصائص الفن القبطي من أستاذه د. ايزاك فانوس. ولكي يستفيد من كل دقيقة يقضيها في القاهرة ابتعد تماما عن الرحلات وقضاء الوقت في المأكل والمشرب حتي
انني كنت اشاهده في فترة السبعينيات يكتفي بتناول الفول والفلال بينما هو مقيم بالمرسم الخاص بالدكتور ايزاك فانوس بمعهد الدراسات القبطية.
تقديرا لجهوده الصادقة في خدمة الكنيسة القبطية قام قداسة البابا شنوده الثالث في يناير1984 بتكريمه بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية الصورة المقابلة لتكريم قداسة البابا للفنان ايزاك فانوس وكان معه في ذلك الوقت د. راغب مفتاح( رائد الموسيقي القبطية), د. شاكر باسيليوس( أستاذ اللغة القبطية).
ظل يعمل باجتهاد في تلمذة جيل كامل من المصريين علي الفن القبطي الحديث ولم يبخل بفنه علي أحد بالاضافة إلي تواضعه الجم وادبه الشديد وهدوئه المعهود. كان يحرص علي الوجود بمعهد الدراسات القبطية مشرفا علي مرسمه الخاص وهو يستند إلي عكازه الخشبي. وبعد فترة مرض قليلة رحل عن عالمنا هذا وهو في الثالثة والثمانين من عمره. ونحن بدورنا نقدم له الشكر علي ما قدمه للكنيسة والوطن, ويكفينا أخلاصه الشديد في عمله.
***********************************************
وقد رسم الفنان الكبير "إيزاك فانوس" جميع صور وأيقونات كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الإبراهيمية، الإسكندرية مـصــر
جريدة وطنى الصادرة فى 21/1/2007 م السنة 49 العدد 2352 مقالة بعنوان وداعا د.إيزاك فانوس :-
ودعت مصر منذ أيام العالم ورائد الأيقونة القبطية المعاصرة الدكتور إيزاك(إسحق)فانوس عن عمر88عاما.
يعتبر الراحل العظيم أحد رواد الفن القبطي,حصل علي الدكتوراه في الدراسات القبطية عام1958,كما حصل علي منحة دراسية بمتحف اللوفر بفرنسا في منتصف الستينيات...وكان يستوحي فن الأيقونة من معجزات الكتاب المقدس,مزج بين الفنون الفرعونية والبيزنطية والقبطية,فأصبح هذا الأسلوب الوجه الجديد للأيقونة القبطية في القرن العشرين.
علي مدي حوالي ثلاثين عاما شغل د.إيزاك منصب رئيس قسم الفن القبطي بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة.
قام قداسة البابا شنودة الثالث في يناير1984بتكريمه بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية.
وساهم د.إيزاك بعمل العديد من الأيقونات القبطية بالكنائس القبطية في لندن ولوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية وتورينتو بكندا والفاتيكان...وسيبقي فنه وفكره منارة لطريق كل فنان يعبر عن ذاته,وسيظل اسمه وأعماله أيقونة مضيئة في تراثنا الكنسي القبطي للأجيال القادمة.
*ووطني تشاطر أسرته ومحبيه الأحزان..تتضرع إلي الله أن يسكنه فردوس النعيم.
***********************************************
القصيده بعنوان ( لا تُعانديه )
أيتها الأيدي الوفية لا، لا تخذليه ******* لا تتركي الفراشاة ولا تعانديه
إخلطي الأكاسيد واللون معاً ****** داعبي اللوحات إخرجي ما فيه
كم صنعتي للأقباط فناً راقياً ****** فما من فن تجاسر يضاهيه
أيقونات بمحراب الفن مجداً ****** يتباهى به حتى مُعلقيه
يا أيتها الأنامل كم نسجتي ****** ثوب شموخ يُسحر ناظريه
تُداعبي الأوتار تُناغمي المزمار ***** تصنعي لداوود وتراً يُشدي سامعيه
تعصري الكروم خمراً قانياً ****** يركُض الشَفَق إليها ليحتسيه
تراشقي الجبال آكاماً وصخوراً ******* وجندول نهر يُبلل لامسيه
داومتي العطاء يا يد (إيزاك) ****** فالفن عشق كل ما تصنعيه
وها تاريخ الفن ستظل ضيائه ****** طالما من مصر (فانوساً) يعتليه
واليوم للفردوس للرب تذهب ****** للحُضن الذي كنت دوماً ترتجيه
تلميذك المخلص شفيق بطرس 15 يناير 2007
***********************************************
.وكان يستوحي فن الأيقونة من معجزات الكتاب المقدس..فمعظم أعماله الفنية من أيقوناتبشارة العذراء مريموالميلاد العظيم والظهور الإلهيوعرس قانا الجليل وغيرها للأيقونة القبطية الأرثوذكسية.
والفنان الراحل إيزاك فانوس عاد بإنتاجه بعد رحلة إلي فرنسا في منحة دراسية بمتحف اللوفر في منتصف الستينيات..وهذه نقطة تحول في حياته الفنية حيث أتيحت له الفرصة أن يدرس بعمق رسم الأيقونة ويطور أسلوب عمل الأيقونة للفن القبطي..حيث مزج بين الفنون الفرعوني والبيزنطي والقبطي فأصبح هذا الأسلوب الوجه الجديد للأيقونة القبطية في القرن العشرين..حتي ارتبط باسم إيزاك فانوس..الذي نشر هذا الأسلوب في معظم كنائس مصر وأمريكا وكندا وأستراليا وبريطانيا وبعض دول العالم.
وفي عام 1971 كانت نقطة تحول أخري في حياته الفنية..حيث قام بعمل ولوحة جدارية ضخمة في الكاتدرائية المرقسية التي صور فيها استشهاد القديس مارمرقس..حيث جمع بين الأسلوبين التكعيبي والتأثيري الحديث وقام بعمل أيقونات بالزجاج المعشق والموزاييك.
***********************************************
جريدة وطنى بتاريخ 25/2/2007م السنة 49 العدد 2357 عن مقالة بعنوان : " في ذكري د. إيزاك فانوس لأصالة والمعاصرة في فن الأيقونة " بقلم د. يوسف زكي خليل-مدرس بقسم الفن بمعهد الدراسات القبطية
كان شخصية موسوعية لا يتحدث في الفن فقط ولكنه متعمق في العلوم اللاهوتية والعقائدية والروحية, والكتابية.. دارس لتاريخ مصر وتاريخ الحضارات الإنسانية ملم بفنون العالم والحضارات القديمة من فرعونية إلي يونانوية ورومانية وفينيقية وبابلية وكذلك فنون عصر النهضة ومدارس الفن الحديث من تجريدية وتكعيبية وسرياليية وخلافه.. لذلك كان يؤكد دائما في أحادثه ومحاضراته أن الشكل الفني للأيقونة لابد أن يعبر عن المضمون اللاهوتي والعقيدي والروحي للأيقونة, وأن الأيقونات لم توضع لتزيين الكنائس ولكنها وسائل للتعليم وهي كتاب مقدس مفتوح يعبر بالشكل والألوان عن السمائيين وأن الأيقونة نافذة علي السماء يجب أن يكون نور القديس نابعا من داخلها, ولابد أن تعبر الوجوه عن الوداعة والسلام والفرح الداخلي.
وكان هو نفسه يؤكد في أعماله علي هذه القيم الفنية والروحية الرائعة ويعملها لتلاميذه وعلي هذه الأسس والمبادئ أسس مدرسة جديدة للفن القبطي المعاصر في النصف الثاني من القرن العشرين وتتلمذ علي يديه الكثيرين من مصريين وأجانب.
كان يؤكد دائما علي أن كاتب مصور الأيقونة الذي يقوم بالرسم لا يكفي أن يكون فنانا مبدعا فقط بل يجب أن يكون دارسا وفاهما للعقيدة واللاهوت والكتاب المقدس وطقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأن تكون له حياة روحية عميقة حتي يمزج الفن بالعقيدة ويكون فنه معبرا عن روح ومعاني الكتاب المقدسة, وأن يكون وقت الرسم وقتا للصلاة والتأمل والتسبيح لأن الفن المقدس لابد أن يمارس في جو روحي مقدس.
ولأنه كان حلو اللسان - شيق الحديث وغزير المادة فكان دائما يلتف حوله في الأتيليه بقسم الفن بمعهد الدراسات القبطية تلاميذه ومحبوه من هيئة التدريس بالقسم أو من باقي أقسام المعهد وكذلك بعض الصحفيين الأصدقاء أو بعض الرهبان وأحيانا أجانب مع مصريين من محبي فنه يستمعون إليه ويناقشونه في حب وتقدير لعلمه وفنه وشخصيته المتميزة.
لم يكن الدكتور إيزاك مهتما بالفن القبطي فقط بل قارئا وملما مهتما بالحياة الثقافية والسياسية في مصر والعالم واهتمامات الأقباط ومشاكل المجتمع والوطن لذلك فقد اشترك في العديد من المعارض القومية وخصوصا معرض الفن والمعركة عام 1973. وحضر مؤتمر الحفاظ علي التراث في فلورنسا عام 1975 ومؤتمر الأديان العالمي بسان فرانسيسكو 1990 وحصل علي الميدالية الذهبية من معهد الدراسات الشرقية بفينيسيا عام1987 وكل هذا مذكور في الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة. كما توجد له لوحة موازييك رائعة ضخمة في فناء محطة مصر اشترك معه فيها الفنان صلاح عبدالكريم وكذلك لوحة حائطية بالقلعة في متحف المركبات الملكية ولوحة كبيرة موزاييك في متحف الأقصر ورسم نقشي من رخام تحت المسلة أمام مطار القاهرة.
لقد درس الدكتور إيزاك الفن في اللوفر بفرنسا في معهد سان سيرج تحت إشراف الرسام الأيقوني الروسي ليونيد أوسبنسكي وأقام صداقة مع اللاهوتي الأرثوذكسي الشهير بول إفدوكيموف مؤلف كتاب الأيقونة ولاهوت الجمال, وكان لهذا تأثير كبير علي د. إيزاك وطريقة رؤيته للإضاءة في الأيقونة..
وعند عودته لمصر عين عضوا في معهد الدراسات القبطية وتولي رئاسة قسم الفن القبطي وكان من بين زملائه من الأساتذة الكبار في المعهد د. سامي جبرة وحبيب جورجي ورمسيس ويصا واصف وعزيز عطية ومراد كامل وزاهر رياض ووهيب عطاالله المتنيح الأنبا غريغوريوس.. عاد د. إيزاك بمشروعه الضخم لإحياء فن الأيقونة القبطية بعد أن نهل من منابع أوربا في الفن والتكنيك ولاهوت الأيقونة, ومزج بين الفن القبطي الأصيل المتأثر بالفن المصري القديم وبين بعض تأثيرات المدارس المعاصرة من تكعيبية وتجريدية ليخرج لنا مدرسة فنية قبطية معاصرة وكان يؤكد أن الارتباط والالتصاق بالتقاليد الفنية والروحية والقبطية هو ضمان للأصالة والعالمية والاستمرارية.
لقد انتشر فن د. إيزاك في الكثير من الكنائس في مصر وفي بلاد المهجر أمريكا وكندا وأستراليا وإنجلترا وغيرها واشتهر باسم المدرسة الفانوسية كفنان عالمي مبدع. وقد دعته كثير من الهيئات الفنية والعلمية في العديد من الدول مثل السويد وأمريكا وغيرها لإلقاء محاضرات بها وقاموا بتكريمه, وسلمه قداسة البابا شنودة الثالث جائزة تقديرية عام 1977 لدوره الكبير في معهد الدراسات القبطية وللعمل الذي قام به من أجل الفن القبطي المعاصر, كذلك أشاد قداسة البابا شنودة بالرسم الأيقوني القبطي المعاصر في محاضرة ألقاها في معهد العالم العربي في باريس في 23 مايو عام 2000 بمناسبة معرض الفن القبطي مرور ألفي عام من المسيحية وعند زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لمصر عام 2000 قام قداسة البابا شنودة بتقديم د. إيزاك له علي أنه من أكبر فنانينا في فن الأيقونة.
***********************************************
جريدة وطنى بتاريخ الأحد 3/2/2008م السنة 50 العدد 2406 عن مقالة بعنوان [ في ذكري الفنان إيزاك فانوس - لغة العبور إلي السماء ] قراءة تحليلية: ماري منصور
عندما يغادر العمالقة عالمنا يتركون تراثهم المتفرد ليتحول إلي نبراس مشع يضئ الطريق أمام الآخرين..
في يناير عام 2007.. كان الاحتفال بالذكري الأولي لرحيل الفنان المصري العالمي د. إيزاك فانوس, مؤسس المدرسة الفانوسية والذي بدأ رحلته الإبداعية عبر معهد الدراسات القبطية.. حيث قاد خلالها حركة فنية غير مسبوقة خاصة في فن الأيقونة القبطية. وقد جمع فيها بين الحضارة الفرعونية الأصلية والتراث القبطي المتميز ومزجهما بالمعاصرة المطعمة بالرمزية الثرية بكل ما تحمله من المعاني اللاهوتية والروحية والعقائدية والطقسية والتأملية.. فقدم لنا رؤية إبداعية مبهرة وترك ثروة أيقونية عالمية..
لماذا قراءة الأيقونة؟!
في العصور المسيحية الأولي كانت من بين أهم أهداث الأيقونة القبطية أن تكون تعليمية وتعمل علي محاربة الأمية خاصة الدينية,, فاهتم الفنانون في تلك الحقب الزمنية بتقديم أحداث الكتاب المقدس من خلال رسم الأيقونة ولهذا يطلق عليها مصطلح كتابة الأيقونة.. وكذلك تذوق وتحليل الأيقونة وتفسير عمق رمزيتها يطلق عليه قراءة الأيقونة.. وكان د. إيزاك بارعا في كتابة الأيقونة ويرحب بكل من يقرأها..
ومن خلال صفحة فنون تحتفل وطني بذكري المبدع الراحل د. إيزاك فانوس والتي تواكب الاحتفال بعيد الظهور الإلهي الغطاس بتقديم تحليل وقراءة في أعماق سطور إحدي أيقوناته حيث كان يسعده كثيرا اهتمامنا بتقديم ثقافة الفن القبطي للقراء الأعزاء..
جذور العبور والمعمودية
في كنيسة القديسة العذراء مريم القبطية الأرثوذكسية بلوس أنجلوس.. توجد أيقونة عبور البحر الأحمر من أعمال د. إيزاك. وتعد هذه الأيقونة واحدة من أروع أيقوناته التي تضرب بجذورها في أعماق الرمزية, وهي تختزل أحداث حقبة زمنية عصيبة بعد أن عاني موسي النبي وشعبه من الفرعون.. فنري عبر سطور الأيقونة موسي وهو يقود الشعب وفي يده عصاه التي أمره الله أن يشق بها البحر وهو في مقدمة شعبه وإلي جواره هارون وأخته مريم النبية وخلفهم الشعب يرنمون للرب ويسبحونه بعد أن أنقذهم من يد الأعداء..
تتطابق ملامح الأيقونة مع التفسيرات والتأملات الآبائية مثل القديس يوحنا ذهبي الفم والقديس جيروم والقديس غريغوريوس أسقف أنصنا والقديس أغسطينوس, حيث يرمز عبور البحر الأحمر إلي المعمودية.. فمثلما عبر موسي بشعب الله واجتازون البحر كما يظهر في الأيقونة.. هكذا الذين يعتمدون يجتازوا بحر الموت المعمودية فتكون نهاية أعدائهم الشياطين ويتحرروا من ثقل الخطية بعد أن يتمتع المؤمن بالخلاص خلال الدفن مع المسيح المتألم والفوز بقوة قيامته.
وقد احتفظ البارع د. إيزاك بالتكعيبية التي يميل إليها والتي تظهر بوضوح في مقدمة طريق شخوصه في صورة صخور أعماق البحر ليؤكد علي انشقاق الماء في الوسط حتي ظهور اليابسة في العمق وليرمز بقوة إلي وجود العقبات والآلام المدمرة في طريق الحياة مع إمكانية التغلب عليها وعبورها رغم صعوبتها بمساندة الله ومعونته والتي يرمز لها الملاك المضئ أعلي الصخور.. كما ظهرت التكعيبية في خطوطه الحادة التي تحيط بالملاك الآخر ليرمز إلي الملاك الذي دخل - في القصة الحقيقية - بين عسكر الفرعون وعسكر شعب الله فصار السحاب والظلام وأضاء الليل. كذلك عمد إلي استخدام الإضاءة الخافتة في مجمل الأيقونة ليرمز إلي تأكيد وجود شخصياته في أرضية البحر بعد انشقاق مياهه. وأيضا تشير عصا موسي التي ضرب بها البحر فأغرق فرعون إلي خشبة الصليب التي ضرب بها السيد المسيح الشيطان فأغرقه في الجحيم.
براعة لغة الحركة
أجاد د. إيزاك في إبراز لغة الحركة في الأيقونة الثابتة ببراعة متناهية في كل تكويناته وأماكن الشخوص فانسجمت حركة الأقدام مع ثبات الطريق لترمز لأنه برغم زلازل الحياة وضيقاتها فالسير مع الله يثبتنا فلا ننهار, بل يسندنا بمعجزاته والتي تشير إليها أمواج البحر الثائرة وقد ارتفعت كالسور العملاق لمن وضع ثقته في الله وآمن به, فأصبحت الأمواج رغم ثورتها.. كالحائط الذي يفصلنا عن الشر ويحمينا من الهلاك. كذلك عبرت حركة الشخوص وأدواتهم عن البهجة والتسبيح. أما حركة الملاك الذي يتقدمهم والذي تصور خلفية ذات تكوينات بديعة تشبه الترددات الصوتية فقد رمزت بجدارة لقول الله وهو يطمئن شعبه: الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون.
تناغم قوة الرمزية
تناغمت كل عناصر الأيقونة لتقدم رسالة شديدة التميز حيث قام الفنان العالمي د. إيزاك فانوس باستلهام أحداثها من الكتاب المقدس.. وأجاد استخدام مفرداته بحماس وأكد سيطرته علي أدواته في تجميع كل العناصر وانسجامها مع التعبير عن صدق الحدث الرهيب.. فبعث الحياة والحيوية في أيقونة عبور البحر الأحمر برمزيتها المثالية المتوافقة مع المعمودية. بالإضافة إلي قدسية رمزيتها لحماية الله لنا والتي نستمد منها قوتنا أثناء عبور رحلة الحياة بكل مصاعبها لنصل إلي السماء بكل أمجادها.
***********************************************
رائــد الفن القبطي
الدكتور إيــزاك فــانوس
ولد بمغاغة بالمنيا عام 1919 م والده كان من كبار تجار القماش
حصل على البكالوريا ثم التحق بكلية الفنون التطبيقية وتخرج منها عام 1942 م عمل مدرساً للرسم فى مدارس شبرا وكان دائم الزيارات للمتحف القبطي فتعرف على مرقس باشا سميكة ( مؤسس المتحف القبطي ) الذى سمح له بالعمل بالمتحف
تواجده بالمتحف اتاح له التعرف علي الحضارة القبطية فشغف بالفن القبطي وعام 1954 م التحق بمعهد الدراسات القبطية ليتوسع فى دراسة الفن القبطي فتعلم
فن الموازييك ( الرسم بالقطع الصغيرة ) وفن الفريسكا ( الرسم على الحوائط والقباب ) وفن الرسم القبطي الذى برع فيه جداً وتخصص فيه
عام 1960 طلب القديس البابا كيرلس السادس من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن يسمح لأساتذة وطلبة معهد الداسات بالسفر إلى فرنسا للدراسة
فسافرت البعثة إلى فرنسا ومعهم د/إيزالك وبعد عودته عين مدرس للفن القبطي بالمعهد إلى ان صار رئيس لقسم الفين بالمعهد لمدة 40 عام
اهتم بتطوير شكل الايقونة وعدم وجود آى اخطاء لاهوتية فيها واحتوائها على معانى روحية عميقة وان تتسم بالاصالة القبطية والوقار وتروي السيرة الكاملة لحياة القديس او عمله
من اعماله :-
ررسم أيقونات كنيسة القديسين أباكير ويوحنا بالاسكندرية، وكنيسة السيدة العذراء مريم بجاردن سيتي، كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف، مزار القديس مار مرقس الرسول بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية
لبراعته طلب منه البابا يوحنا بولس بابا الفاتيكان ان يرسم كاتدرائية الكاثوليك بمدينة نصر بالموازييك
حصل على كثير من الجوائز لتميزه
وكرمه مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بمنحه الدكتوراه الفخرية على مجمل مشواره الفني عام 1984 م
من أقواله عن الفنى القبطي :-
1- إنى ارسم الايقونة من قلبي واعتبرها النافذة التى تطل من الأرض على السماء
2- الأيقونة تعبر بصدق عن الوجود الروحى للقديس فى الكنيسة
رقد فى الرب 15-1-2007 م