Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أحمد عرابى وخيانة فى التل الكبير

  إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
خيانة التل الكبير
خيانة بجيش عرابى

Hit Counter

 وتحرك عرابي إلي كفر الدوار ليعيد تنظيم الجيش، وتحرك توفيق إلي القاهرة تحت حماية بريطانية وتم عزل عرابي الذي تلقي ضربة قاصمة في الإسماعيلية، و١٣/٩ من عام ١٨٨٢ وقعت معركة التل الكبير في الواحدة والنصف صباحاً.
وكانت ضربة مباغتة للجيش المصري لم تستغرق سوي ثلاثين دقيقة وألقي القبض علي عرابي قبل أن يلبس حذاءه، وقد لعبت خيانة «خنفس باشا» دوراً في الهزيمة،

مضي يوم 13 سبتمبر دون ان يذكره احد بكلمة، رغم اهميته التاريخية (1) ، في الحياة المصرية، ففي هذا اليوم عام 1882 اي منذ 124 عاما كان آلاف الفلاحين قد تجمعوا في صحراء التل الكبير يحفرون الخنادق، ويقيمون المتاريس والاستحكامات من الطين والرمل تحت اشراف مهندس عبقري من رجال عرابي هو محمود باشا فهمي.
ولم يكن هؤلاء الفلاحون يقرأون أو يكتبون، ولكنهم كانوا يحسون بالموقف، فالانجليز قد نزلوا بر مصر بجنودهم، بهدف القضاء علي ثورة عرابي، وهؤلاء العرابيون المصريون فلاحون مثلهم، يقفون في وجه الخطر دفاعا عن وطنهم، وقد فاجأتهم الحرب، ونزول الانجليز في الاسكندرية، ثم في السويس، والخزانة خاوية، وليس في البلد جيش منظم أو ذخيرة أو طعام، حتي الملابس التي يرتديها الجنود كانت غير متوافرة!
واخذ كل مواطن يستغني عن شيء يملكه، فانهالت علي الجيش الاقمشة والمواشي والحبوب، الاغنياء والفقراء يجودون بما عندهم، والمشايخ في المساجد يدعون الله ويرفعون الابتهالات، والنسوة، في المنازل يجهزن الاقمشة ويكلن الحبوب، والفلاحون القادرون يتطوعون للقتال، قتال لا يعرفون من فنه شيئا، أو للمشاركة في حفر الخنادق، واقامة الاستحكامات، من الطين والرمل تحت اشراف محمود فهمي باشا.
ولم تضعف الهزائم الاولي عزم المصريين فالجيش يتحصن الان في التل الكبير، وقد جاء عرابي مسرعا من كفر الدوار واستدعي جميع الفرق العسكرية المتفرقة هنا وهناك.
كان الفلاحون آمنين في قراهم يزرعون الارض من آلاف السنين، لم يعرفوا ان الغرب الذي اراد استعمارهم يملك انواعا من الاسلحة غريبة عليهم وفنونا من الخيانات، و لم يعرفوا ان اخوانا في صفوفهم يبيعونهم بسعر التراب، لعسكر الانجليز!

الخونة / من العرب الطحاوية والشراكسة وضباط مصريين 
بل كان من بين هؤلاء الخونة رئيس الحزب الوطني محمد باشا سلطان، اغترف من ذهب الانجليز، وراح يوزعه علي البدو والرحل في الصحراء الشرقية، وقد وجد بين زعمائهم قوما من جنسه، سعيد الطحاوي مثلا الذي كان مرشدا لعرابي، وجاسوسا عليه، وكان يقبض من الجانبين!
وكان منهم أيضا قواد وضباط في جيش عرابي، ابراهيم عبدالرحمن حسن قائد السواري، وعلي يوسف الشهير 'بخنفس' إلي جانب الشراكسة والاتراك الذين كانوا يتآمرون مع الانجليز، ليشاركوهم في الاستبداد بالمصريين، وكذلك كان هناك جيش خطير واسع الانتشار، اسمه الجهل، الذي جعل بعض المصريين يصدقون فتوي صادرة من بعض المشايخ، واتية من البسفور تقول لهم ان عرابي كافر، وان من يساعده مصيره إلي النار، وبئس القرار، ولعلهم فهموا ان الانجليز هم اولياء الله الصالحون الذين ارسلهم لنشر ظلال العدل في الارض الطيبة!

الخدعة الإنجليزية
ولم يبق إلا ان تدور المعركة، عرابي في خيمته يقرأ الاوراد والادعية، والجنود المتطوعون قد انتشروا علي امتداد ستة كيلومترات، داخل الخنادق والاستحكامات المقامة من الرمل والطين، منهم الآلاف ممن يحملون سلاحا، ومنهم من لا يحمل شيئا، ويجيء سعيد الطحاوي إلي عرابي في خيمته يقسم له ان الانجليز لن يهجموا قبل اسبوع ثم يتسلل خارجا إلي صفوف الانجليز ليرشد طلائعهم في صباح اليوم التالي!
ويطمئن 'ولسي' القائد الانجليزي إلي ان المصريين سينامون ليلتهم نوم الابرار، ويطفيء الجيش الغازي انواره ويخيم الظلام الدامس ويزحف 11 ألفا من المشاة و 2000 من الفرسان، وستون مدفعا، وسعيد الطحاوي في المقدمة يرشدهم إلي الطريق، و لم يكن يؤدي هذه المهمة وحده، بل كان يعاونه لفيف من ضباط اركان حرب المصريين من الشراكسة الذين خانوا واجبهم!
ويتقدم الجيش الزاحف في الظلام خمسة عشر كيلو مترا دون ان يشعر به احد وقد ترك خلفه نارا ليوهم المصريين انه لم يتحرك، ويتقدم حتي يصل إلي طلائع الخطوط المصرية.. من هناك؟.. لا احد.. و كان المفروض ان تكون في المواجهة فرقة السواري ولكن عبدالرحمن حسن قائدها كان يعلم بنبأ الهجوم، و علي اتصال دائم بالانجليز، فتحرك بجنوده تحت جنح الليل، إلي الشمال، بعيدا عن ارض المعركة، ليمر الجيش الانجليزي في سلام!
ويتقدم الجيش الزاحف ، ويلمح عن بعد مصابيح تنير الطريق، انه علي يوسف الشهير 'بخنفس' قد ارسل جنوده للراحة، ثم خاف ان يضل الانجليز فوضع لهم المصابيح التي ترشدهم إلي الطريق الذي يسلكونه!
واصبحت الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والاربعون وقد تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود حين اعطيت اشارة الهجوم وانطلق ستون مدفعا وأحد عشر الف بندقية، وألفان من الحراب، تقذف الهول والموت في الجند النائمين، الذين قاموا علي صرخة واحدة، لا يعرفون أهي القيامة، ام بركان انشقت عنه الارض، ام الانجليز!!
 تفرق المصريون يبحثون عن مهرب، وتشتتوا في الصحراء الواسعة مع الذئاب الضالة!
وكان عرابي يصلي الفجر علي ربوة قريبة حين باغته الهجوم وسقطت قذيفة مباشرة علي خيمته، فتركها طعمة للنيران، واسرع وامتطي جواده، ونزل في ساحة المعركة فأذهله ان رأي جنوده يفرون ووقف يحاول عبثا جمعهم ولكن التيار كان جارفا، وقد ضاع صوته في انفجارات القنابل وطلقات الرصاص، وكادت المدافع تصيبه، ولكن خادمه لوي عنان فرسه قهرا عنه فانقذ حياته، وانطلق يعدو بجواده إلي بلبيس ليحاول عبثا ان يقيم خطا ثانيا للدفاع عن القاهرة ..

ابطال
ابطال ذكرهم التاريخ كانوا في خط النار الاميرالاي البطل محمد عبيد، الرجل الذي هجم قبل ذلك علي ثكنات قصر النيل واطلق سراح عرابي وصحبه، فانقذ الثورة العرابية من الانطفاء.. وكانت المدفعية في هذه المعركة يقودها اليوزباشي حسن رضوان وقد نجح في ان يكبد الانجليز خسائر فادحة، حتي سقط جريحا، وحمله الانجليز اسيرا إلي قائدهم ولسي، فطلب منه ان يحتفظ بسيفه ولا يسلمه كالعادة عند الاسر اعترافا بشجاعته، وكان هناك ايضا الاميرالاي احمد فرج، والاميرالاي عبدالقادر عبدالصمد وغيرهم من الابطال ولم يحارب في هذه المعركة غير جنود هؤلاء الابطال، والباقون قد وصمتهم الخيانة وفروا هاربين!

النفى
اما الابطال فقد عوقبوا علي بطولاتهم بعد ذلك بالنفي مددا تتراوح بين 3 سنوات و20 سنة إلي جزر الهند ومصوع وبيروت وغيرها، اما الذين باعوا وطنهم فقد قبضوا الثمن بضعة آلاف من الجنيهات وقد كتب خنفس إلي الانجليز يتظلم لانه اخذ ألفين فقط ولم يأخذ عشرة آلاف مثل سلطان باشا!!
ولما غربت الشمس خلف التلال كانت الدماء التي بيعت تخضب رمال الصحراء، وكانت الذئاب قد اقبلت تنهش الجثث التي ملأت الخنادق التي اقامها الفلاحون المصريون من الرمل والطين والدماء!

 وتم احتجاز عرابي في ثكنات العباسية، إلي أن نفي إلي سريلانكا مع النديم والبارودي، وظلوا هناك سبع سنوات، ومن طرائف القول أن عرابي عند حضوره أحضر معه شتلات المانجو وكان هو أول من أدخلها مصر.

=====================

المــــــــــــراجع

(1) جريدة الأخبار بتاريخ 14/10/2006 م السنة 55 العدد 16999 عن مقالة بعنوان " نحو النور - كيف انتصرت الخيانة.. في معركة التل الكبير؟ " بقلم الأستاذ  : سمير عبدالقاد

**********************

وقوع معركة التل الكبير وهزيمة عرابى
المصرى اليوم كتب ماهر حسن ١٣/ ٩/ ٢٠١٠
كانت معركة التل الكبير هى الجولة الفاصلة فىالمواجهات التى دارت بين زعماء الثورة العرابية والإنجليز وكانت معركة خاطفة لم تستغرق أكثر من ثلاثين دقيقة أخذ فيها العرابيون على حين غرة وانتهت بهزيمة ثقيلة للعرابيين وقد دارت رحى المعركة فى مثل هذا اليوم ١٣ سبتمبر ١٨٨٢ وبالطبع كان للخيانة دور كبير فيما لحق بالعرابيين من هزيمة، ومنذ ذلك الحين شاع مثل شعبى مصرى يقول: «الولس كسر عرابى» (وكلمة الولس هذه تضمنت تأويلين الأول أنها مشتقة من اسم القائد الإنجليزى (ولسى) ومشتقة من الصفة المصرية (مولس) بتشديد اللام أى خائن) وممن خانوا عرابى فى هذه المعركة رئيس الحزب الوطنى محمد باشا سلطان، الذى وزع الذهب على بدو الصحراء الشرقية، وعلى رأسهم سعيد الطحاوى الذى كان مرشدا لعرابى وجاسوسا عليه، وعلى يوسف الشهير «بخنفس» وقبيل المعركة كان عرابى فى خيمته يقرأ الأوراد والأدعية،
فجاءه الطحاوى يقسم له أن الانجليز لن يهجموا قبل أسبوع ثم ذهب لقائد الإنجليز «ولسى» وطمأنه أن المصريين سينامون ليلتهم نوم الأبرار، ويزحف الإنجليز فى الظلام ويصل الإنجليز إلى الخط الأمامى للجيش العرابى وكان عبدالرحمن حسن قائد فرقة السوارى الذى يتعين عليها أن تكون فى المواجهة يعلم بنبأ الهجوم، فتحرك بجنوده بعيدا عن أرض المعركة، ليمر الإنجليز بسهولة وفى الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين انطلق ستون مدفعا وأحد عشر ألف بندقية، وألفان من الحراب، تقذف الجند النائمين فتشتتوا وكان عرابى يصلى الفجر على ربوة قريبة وسقطت قذيفة على خيمته فأسرع وامتطى حصانه ونزل لساحة المعركة فهاله ما رأى وحاول جمع صفوفه عبثا،
لكن كان لهذه المعركة أبطال من أبرزهم البطل محمد عبيد، واليوزباشى حسن رضوان قائد المدفعية الذى كبد الإنجليز خسائر فادحة، حتى سقط جريحا وأسيرا وكذلك أحمد فرج، وعبدالقادر عبدالصمد وكان الإنجليز حين فشلوا فى احتلال مصر من ناحية الإسكندرية كرروا المحاولة بدخولهم من قناة السويس، وقد سهل لهم دليسيبس رئيس شركة قناة السويس الأمر آنذاك، وكان عرابى قد فكر فى ردم القناة حتى لا يدخل الإنجليز للبلاد عن طريقها فرد عليه دليسيبس بأن القناه على الحياد ويدخل الإنجليز بعدها القاهرة ويستقبلهم الخديو ويقع عرابى أسيرا ويحكم عليه بالإعدام ويخفف الحكم بالنفى.

This site was last updated 12/12/10