Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

قبائل رحل نازحة كونت السلطنة العثمانية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأقباط والأحتلال العثمانى
تاريخ سلاطين آل عثمان
باشاوات حكموا مصر

 

 

العثمانيون، آل عثمان، الأتراك: سلالة تركية حكمت في تركية (البلقان و الأناضول) و في أراض واسعة أخرى، مابين سنوات 1280-1922 م.

: 1280-1366 م، أدرنة (إدرين): 1366-1453 م، إسطنبول (القسطنطينية): منذ 1453 م.

ينحدر العثمانيون من قبائل الغز (أوغوز) التركمانية، تحولوا مع موجة الغارات المغولية عن مواطنهم في منغوليا إلى ناحية الغرب فى أواسط آسيا . أقاموا منذ 1237 م إمارة حربية في بيتيينيا (شمال الأناضول، و مقابل جزر القرم). تمكنوا بعدها من إزاحة السلاجقة عن منطقة الأناضول. في عهد السلطان عثمان الأول (1280-1300 م)، و الذي حملت الأسرة اسمه، ثم خلفاءه من بعده، توسعت المملكة على حساب مملكة بيزنطة (فتح بورصة: 1376 م، إدرين: 1361 م). سنة 1354 م وضع العثمانيون أقدامهم لأول مرة على أرض البلقان. كانت مدينة غاليبولي (في تركية) قاعدتهم الأولى. شكل العثمانيون وحدات خاصة عرفت باسم الإنكشارية (كان أكثر أعضاءها من منطقة البلقان). تمكنوا بفضل هذه القوات الجديدة من التوسع سريعا في البلقان و الأناضول معا (معركة نيكبوليس: 1389 م). إلا أنهم منوا بهزيمة أمام قوات تيمورلنك في أنقرة سنة 1402 م. تلت هذه الهزيمة فترة اضطرابات و قلائل سياسية. استعادت الدولة توازنها و تواصلت سياسة التوسع في عهد مراد الثاني (1421-1451 م) ثم محمد الفاتح (1451-1481 م) والذي استطاع أن يفتتح القسطنطينية سنة 1453 م و ينهي بذالك قرونا من التواجد البيزنطي المسيحي في المنطقة.

أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي. حاولوا غزوا جنوب إيطاليا سنوات 1480/81 م. تمكن السلطان سليم القانوني (1512-1520 م) من فتح كل بلاد الشام و فلسطين: 1516 م، مصر: 1517 م، ثم جزيرة العرب و الحجاز أخيراً. انتصر على الصفويين في معركة خلدران و استولى على أذربيجان. بلغت الدولة أوجها في عهد ابنه سليم الثاني (1520-1566 م) الذي واصل فتوح البلقان (المجر: 1519 م ثم حصار فيينا)، واستطاع بناء أسطول بحري لبسط سيطرته على البحر المتوسط (بعد 1552 م تم إخضاع دول المغرب الثلاث: الجزائر، تونس ثم ليبيا).

بعد سنة 1566 م أصبح الملك في أيدي سلاطين عاجزين أو غير مؤهلين. ثم منذ 1656 م أصبحت السلطة بين أيدي كبير الوزراء (وزيري أعظم) أو كبار القادة الإنكشاريين. بدأت مع هذه الفترة مرحلة الانحطاط السياسي و الثقافي. كان العثمانيون في صراع دائم مع الهبسبورغ، ملوك النمسا (حصار فيينا: 1683 م)، إلا أن مراكز القوى تغيرت، منذ 1700 م تحول وضع العثمانيين من الهجوم إلى الدفاع . تم إعادة هيكلة الدولة في عهد السلطانين سليم الثالث (1789-1807 م) ثم محمود الثاني (1808-1839 م) من بعده، رغم هذا استمر وضع الدولة في الانحلال. أعلنت التنظيمات سنة 1839 م وهي إصلاحات على الطريقة الأوروبية. أنهى السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909 م) هذه الإصلاحات بطريقة استبدادية، نتيجة لذلك استعدى السلطان عليه كل القوى الوطنية في تركيا. سنة 1922 م تم خلع آخر السلاطين محمد السادس (1918-1922 م). وأخيرا ألغى كمال أتاتورك الخلافة نهائيا في 1924 م.

الجيش العثمانى

كان الجيش العثمانى يتكون من الأنكشارية وهم أطفال مسيحيين أسروهم الأتراك العثمانيين من دول أوربا وعلموهم فنون القتال والدين الأسلامى فشبوا على الجهاد الإسلامى والحرب ضد الأعداء الذين هم المسيحيين , لا يعرفون ولاء إلا للسلطان العثمانى أى أنهم ربوهم ليقتلوا أهاليهم هذه هى آلة الحرب الإسلامية  - كما كانت الولايات العثمانية ترسل جيوشاً لتحارب مع العثمانيين حروبهم ومن ضمن هذه الولايات التى فرض عليها الجزية وأمرت بأن ترسل عدة فيالق من جيوشها للحرب فى جانب العثمانيين

 


مدخل قصر توبكابي المقر الرسمي لسلاطين آل عثمان طيلة خمسة قرون

 

نواب السلطان العثمانى يحكمون مصر
 

نائب السلطان العثمانى خاير (خير) بك

وعندما ملك السلطان سليم مصر والشام أقام خير بك نائباً بها (7)

 استمر السلطان سليم الأول في إدارة شؤون مصر وضبط خراجها في أثناء وجوده بها بعد إحتلالها بجيشة ، رغم تعيينه لأحد وزرائه وهو يونس باشا كنائبٍ عنه في حكم الإقليم المصري ، وأطلق عليه ُلقّب نائب السلطنة طيلة وجود سليم في مصر؛ لكن الأخير قُبيل مغادرته الأراضي المصرية عام 923هـ/1517م، عزل يونس باشا وعيّن عِوضاً عنه الأمير خاير بك أحد أمراء السلطان المملوكي قانصوه الغوري، بعدما أثبت له إخلاصه وأبقى على لقبه الذي كان يُلقّب به من قبل وهو "ملك الأمراء"(8). ويبدو أن سليماً وافق على جعل مصر تحت حكم خاير بك طيلة حياته(9) بعدما ترك له بها من القوات العثمانية نحو خمسة آلاف فارس، إضافةً إلى نحو خمسمائة من الرماة(10).
نجح خاير بك إبان ولايته على مصر في استتباب الأمن فيها بعدما أطلق سراح عدد كبير من المماليك الجراكسة ومنحهم الأمان، وفي هذا يقول المؤرخ ابن إياس: "… وفي يوم السبت خامس عشرينه (أي شهر شعبان 923هـ) نادى خاير بك في القاهرة بأن المماليك الجراكسة تظهر وعليهم أمان الله تعالى. فظهر منهم الجمّ الغفير وهم في سوء حال"(111).

تمرد القبائل العربية فى الشرقية
ويبدو أن خاير بك جابه خلال فترة ولايته اضطراباً أمنياً محدوداً من جانب القبائل العربية في إقليم الشرقية قادها شيخ العرب عبد الدايم بن بقر، وقد فشل خاير بك في استمالته ، مما اضطره إلى تعيين والده الشيخ أحمد بن بقر في مشيخة جهات الشرقية ، فازدادت الاضطرابات بعدما نهب الشيخ عبد الدايم وأعوانه منية غمر وأحرقها وغيرها من القرى في الشرقية ، ويؤكّد ابن إياس ذلك بقوله: "وفي يوم السبت تاسعه (أي شهر صفر 924هـ) قويت الإشاعات بعصيان عبد الدايم؛ وأن قد التفّ عليه عربان كثيرة من الشرقية والغربية، وطرد أباه الأمير أحمد من الشرقية، واضطربت أحوال الشرقية إلى الغاية"(12).
وبعدما توفى خاير بك عام 928هـ/1522م، تعاقب على حكم مصر عدة ولاة منهم

**************************************

المراجــع

(7) مرج الزهور - أبن اياس وأبن زنبل

(8) ابن إياس، محمد بن أحمد: بدائع الزهور في وقائع الدهور. تحقيق: د. محمد مصطفى، 5 أجزاء، ج5، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1404هـ (1984م)، ص202-203، ونخلة، محمد عرابي: تاريخ العرب الحديث. ط1، منشورات جامعة القدس المفتوحة، عمّان 1998، ص53.
(9) الإسحاقي، محمد بن عبد المعطي: أخبار الأُول فيمن تصرف في مصر من أرباب الدول. القاهرة 1315هـ، ص164.
(10) الصديقي، محمد بن أبي السرور البكري: النزهة الزهية في ذكر ولاة مصر والقاهرة المعزية. مخطوط في دار الكتب المصرية، رقم 2266، ورقة 21أ.
(11) ابن إياس: المرجع السابق، ص205، 208، الإسحاقي: المرجع السابق، ص158، وبكر، عبد الوهاب: الدولة العثمانية ومصر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. ط1، دار المعارف، القاهرة 1982، ص11.
(12) ابن إياس: المرجع السابق، ص221، 240.
ومما يجدُر ذكره أن الشيخ عبد الدايم بن بقر هذا كان قد استغل فرصة انشغال السلطنة المملوكية بالتصدي للتوسع العثماني، سواء في الشام أم في مصر، فقام بتخريب أغلب مناطق إقليم الشرقية ونهب أموالها وأموال التجار، كما عمل على قتل الكثير من جنود المماليك واستولى على ما يملكونه من خيولٍ وسلاح. ويُضاف إلى ذلك أنه استغلَّ فرصة هزيمة الجيش المملوكي في الريدانية وتشتت أمرائه في مناطق إقليم الشرقية، فصار حسب ما ذكره ابن إياس: "يأخذ ما عليهم من الثياب والسلاح والخيول وغير ذلك، وفرح بأموال وتحف ما لا فرح به آباؤه ولا أجداده، وقد غنم أموال التجار وأموال العسكر من المماليك الجراكسة وغيرها من أموال المقطعين من البلاد، وعمل من المفاسد في الشرقية ما لا يُسمع بمثلها".
المرجع السابق، ص221

****************************************************************************************

نائب السلطان العثمانى مصطفى باشا 

وعين السلطان سليمان لمصطفى باشا والياًَ على مصر بعد خاير بك ، وةقد كان ذا شأنٍ بما فيه الكفاية؛ إذ لم يكن من نخبة المماليك وإنما عثمانياً ذا مكانة سامية مرموقة وصهراً للسلطان وكفواً لمواجهة الخطر المحدق بأهم الولايات العثمانية في الشرق (1) .

 تمرد المماليك    

ويبدو أن قادة التمرد قد استحسنوا التعبير عن رؤيتهم للنخبة العسكرية لقدامى المماليك وذلك بتباهيهم بشجاعتهم وبسالتهم وازدرائهم للأسلحة النارية الحديثة التي بواسطتها تمكّن العثمانيون من قهر سلطنتهم، وتقليلهم من شأن السلطان سليمان الذي كان صغير في السن، وذلك بقولهم أنه لو قدِم بنفسه لمحاربتنا فسوف نهزمه، فنحن لن نترك هذه البلاد لهؤلاء التركمان الذين لا يعرفون قتال الفروسية (2) .

وجاهر المماليك بعدم طاعتهم للسلطان العثماني وتوجهوا نحو إقليم الشرقية الواقع إلى الشرق من دلتا النيل وهي منطقة استراتيجية حيث يكون في مقدورهم قطع المواصلات بين مصر وبلاد الشام وينضم إليهم عربان تلك المنطقة التى أثارت القلاقل منذ تاريخ هجرتها من العربية إلى مصر ، كما أنهم تحكموا بطريق المواصلات والمؤن بين الصعيد والقاهرة (3) .

          وكان أينال السيفي قد وصل إلى الشرقية قبل جانم السيفي، وقد انضم إليه بعض المماليك وبعض القبائل العربية بالشرقية، فصمم الوالي مصطفى باشا على قمع هذا التمرد قبل أن يتفاقم أمره ويخرج عن السيطرة والتوجه بنفسه لمقاتلتهم، غير أن القاضي موسى بن بركات والمعروف في المصادر التاريخية باسم الزيني بركات (4) ألحّ على الباشا بالتريث في شأن القتال، وطلب منه أن يكتب لزعماء التمرّد كتاباً بالأمان والعفو ووعده بإحضارهم إليه، فاستجاب الباشا لطلبه، وتوجه إلى معسكر المتمردين لإقناعهم بالتسليم، غير أن فصاحته فشلت في إغراء أينال السيفي، وقام إبنال السيفى بقطع رأس القاضى كخائنٍ للقضية المملوكية (5) .

          وفي اليوم التالي انضم جانم السيفي إلى حليفه أينال وبقيا معاً في الشرقية في انتظار وصول أعيان المماليك الذين كانوا على علمٍ مسبق بالمؤامرة وتخلّفوا عنهم ، ولمّا سمع مصطفى باشا بمقتل الزيني بركات اشتاط غضباً وأمر بتشكيل حملة مسلحة مؤلفة بالكامل من الفرق العثمانية وجعل قيادتها لموسى أغا الإنكشارية وسليمان أغا التفكنجية، وفي الشرقية دارت رحى معركة انتهت بمقتل جانم بعدما تعثّر عن فرسه ووقع فقطع العثمانيون رأسه، بينما تمكن أينال من الفرار باتجاه غزة واختفى نهائياً ولم يعُدْ له ذكر، وادّعى البعض من الجهلة السذّج، أنه ارتدى طاقية غير مرئية لا يراه أحد إذا لبسها (6)

          أمر مصطفى باشا بتعليق رأس جانم السيفي على باب زويلة في القاهرة لإرهاب من تسوّل له نفسه من المماليك في الخروج عن طاعة السلطة العثمانية، ثم أرسلها فيما بعد إلى السلطان سليمان في الآستانة، الذي شكره بدوره على صنيعه وأرسل له قفطاناً هديةً وأمر بترقية جميع العساكر الذين أسهموا في القضاء على التمرد (7) .

***********************************

المراجــع

(1)  Holt (P.M.), Egypt and The Fertile Crescent, 1516-1922, Cornell University Press, New York 1966, pp.47-48.

وابن زنبل، أحمد: تاريخ مصر. مخطوط في المكتبة الوطنية بميونخ، رقم cod. Arab 4111 ، ورقة 137ب.

    ((2)  Op.Cit, p. 48.

(3) رافق، المرجع السابق، ص85، وابن زنبل: الورقة نفسها، و Ibid. .

(4) الزيني بركات: كان موظفاً بيروقراطياً رفيع الشأن في أثناء فترتي حكم المماليك والعثمانيين، وكان قد تولى قيادة قافلة الحج عام 1518م.

Ibid.

(5) لمزيد ل من التفاصيل. أنظر: ابن زنبل: ورقة 137ب – 138أ، ونخلة: المرجع السابق، ص54.

(6) مزيد من التفاصيل. أنظر: 

 ابن زنبل: ورقة 138أ، عبد الغني، أحمد شلبي: أوضح الإشارات فيمن تولى مصر القاهرة من الوزراء والباشات. مخطوط في The Beinecke Rare and Manuscript Library   بجامعة Yale بالولايات المتحدة الأمريكية، رقم Land berg. 3  ، ورقة 3ب.

          يذكر محمد بن أبي السرور البكري الصديقي أن أينال السيفي قد قُتل في المعركة نفسها ، ويبدو   أنه الوحيد الذي ذكر هذه الرواية.

    المنح الرحمانية في الدولة العثمانية. مخطوط في دار الكتب المصرية ، رقم 1926 ، ورقة 37ب.

(7)بن زنبل: ورقة 138أ-138ب. 

******************************************************************************

نائب السلطان العثمانى قاسم جزل باشا 

          بعد أن تمكن مصطفى باشا من إنهاء حركة التمرد التي قادها المماليك هدأت الأمور في مصر؛ لكنه هدوءاً مؤقتاً؛  ، فبعد عام وعشرة أشهر من تولي مصطفى باشا الولاية في مصر تم عزله في 16 ذي الحجة 928هـ، ولم يشفع له أنه تمكن من أستباب الأمن فى مصر ولكن دأبت السلطنة العثمانية فى تغيير ولاة مصر ونوابها خوفاً من أستقلال مصر عنها وحلّ محله قاسم جزل باشا الذي بقي والياً على مصر لمدة عام واحد فقط ثم عُزل وتولى منصبه أحمد باشا في صفر 930هـ (1)

****************************

المراجــع

(1) الإسحاقي: المرجع السابق، ص164. بينما يذكر أحمد شلبي عبد الغني، أن أحمد باشا تولى حكم مصر في 4 شوال 930هـ.     أوضح الإشارات، ورقة 3ب.

****************************

نهاية العثمانيين فى أوربا

 من سلسلة المعارك المتتالية التى وقعت بين ملك بولونيا «بولندا» واسمه «سوبيسكي» وبين العثمانيين، في صراع طويل ومرير لم يعرف العثمانيون مثله في القرن الحادي عشر الهجري، وهذا الصراع استمر عشرين سنة متصلة، حتى أصبح «سوبيسكي» هذا بطل أوروبا والنصرانية كلها، وقد أحله البابا من كل أوزاره!

وكانت بداية الصراع بين بولونيا والدولة العثمانية، عندما رغب القوزاق «سكان أوكرانيا» في التبعية إلى الدولة العثمانية، فغضبت بولونيا وأغارت على أوكرانيا التي طلبت النجدة من العثمانيين، فسار الخليفة محمد الرابع بنفسه على رأس جيش كبير لتأديب البولونيين وانتصر عليهم وألزمهم الاعتراف بأحقية القوازق في أوكرانيا، وأن إقليم «بودوليا» في غرب أوكرانيا للدولة العثمانية، وفوق ذلك كله، أجبرت بولونيا على دفع الجزية للدولة العثمانية وذلك سنة 1083هـ، وتضايق البولونيون من هذه المعاهدة وحدث رفض شعبي لما قام به الملك «ميشيل» ملك بولونيا، وتوجهت أنظار البولونيين للقائد العسكري «سوبيسكي» الذي أعلن الحرب على العثمانيين دون إذن مليكه وحشد جيشًا ضخمًا أخرج به العثمانيين من إقليم «بودوليا» وحقق عدة انتصارات عليهم، وفي العام التالي مات الملك «ميشيل» فانتخب الشعب البولوني «سوبيسكي» بالإجماع ملكًا عليهم.

دخل «سوبيسكي» في صراع طويل ضد العثمانيين وخاض معهم حروبًا شرسة وطويلة، وكانت المعارك بينهما سجالاً، «سوبيسكي»  ينتصر مرة والعثمانيون مرة، حتى فشل العثمانيون في مغامرتهم الكبرى في فتح «فيينا» عاصمة إمبراطورية النمسا وذلك سنة 1094هـ، وعندها وجد «سوبيسكي» الفرصة الملائمة للنيل بثأره من العثمانيين، فانقض بجيوشه الجرارة التي بلغت 150 ألف مقاتل على مؤخرة العثمانيين المنسحبة من حصار أسوار فيينا، وفي يوم 17 شوال سنة 1094هـ اشتبك «سوبيسكي» بجيشه الجرار مع إحدى الجيوش العثمانية البالغ عددها 30 ألف مقاتل في معركة عرفت باسم «جكردلن الثانية» قتل فيها سبعة آلاف مقاتل عثماني للتفاوت الكبير بين الجيشين وللروح المعنوية العالية عند الصليبيين وعكسها عند العثمانيين.

  **************

علماء يابانيون يكتشفون مسلات تركية فى منغوليا
اليوم السابع الثلاثاء، 30 يوليو 2013 - أنقرة ـ الأناضول
أوضح البروفيسور "مصطفى قاجالين"، رئيس مجمع اللغة التركية، أن علماء يابانيين اكتشفوا فى سهول منغوليا، مسلتان تركيتان جديدتان، ستفتحان أفاقا جديدة أمام اللغة التركية وتاريخها.
وكشف "قاجالين" عن هذا الاكتشاف الهام، فى أعقاب زيارة لجمهورية تشوفاشيا، إحدى الجمهوريات التركية ضمن الاتحاد الروسى، وذلك للمشاركة فى احتفال أقيم بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس مجمع اللغة التركية، التى تتوافق مع الذكرى السنوية الـ120 لفك رموز الأبجدية التركية الأورخونية، وكشف النقاب عن محتوى المسلات الأورخونية، التى تعود لفترة إمبراطورية "الكوك تورك" التركية، التى حكمت فى آسيا الوسطى "تركستان التاريخية".
وقال "قاجالين"، فى العاصمة التركية "أنقرة"، إن علماء يابانيين اكتشفوا مسلتين جديدتين، نقش عليهما باللغة التركية، فى منطقة قريبة من جبال "دلكرخان" فى منغوليا، وتحتويان على معلومات هامة ستفتح آفاقاً جديدةً أمام التاريخ التركى.
وأشار "قاجالين" إلى أن المسلتين التى وجدت إحداهما فى جمهورية منغوليا، فيما وجدت الثانية فى أراضى جمهورية توفا، إحدى الجمهوريات التركية ضمن روسيا الاتحادية، ستسهمان فى إثراء اللغة التركية وثقافتها، وأن المسلتان المذكورتان تحتويان على ألفين و800 إشارة، ستثرى التاريخ التركى بأسماء أماكن وشخصيات تاريخية جديدة باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تبصر النور من جديد.
يذكر أن المسلات الأورخونية، التى نقش عليها تاريخ ملوك دولة الـ"كوك تورك"، تتكون من ثلاث مسلات رئيسية الأولى مسلة باسم "بيلكا خان" المولود عام 684، وهو ابن ملك الأتراك الكوك تورك، والذى يسمى "إيلتريش" أى جامع الدولة ومنظمها، ومسلة باسم شقيقه الأصغر "كول تكين"، الذى كان قائداً لجيوش الإمبراطورية التركية، ومسلة باسم "طونيوقوق" الذى كان يشغل منصب كبير الوزراء.
كتبت تلك المسلات بالأبجدية التركية الأورخونية، وهى أبجدية تركية محضة، تتكون من 38 حرفاً، دوّن الأتراك من خلالها تاريخ الإمبراطورية، وعلاقاتهم مع دول الجوار كالصين التى كانت بالنسبة لهم الجار اللدود آنذاك، إضافة إلى مخزون من عاداتهم وتقاليدهم وشرائعهم ومثيولوجياتهم التى كانت سائدة فى ذلك العصر.

This site was last updated 07/31/13