من طرائف رؤية القمر والهلال وشهر رمضان أن :
** عشرات الملايين من المسلمين الذين صاموا مع السعودية فى سنة 2006 م أعتقاداً برؤيتهم شهر رمضان أتضح أن العلماء المسلمين في السعودية أعلنوا بدئ صيام شهر رمضان بعد أن رأوا عطارد وأعتقدوا أنه الهلال .
** نشر الأستاذ أحمد رجب بجريدة الأخبار بتاريخ الجمعة 29/12/2006م السنة 55 العدد 17064 فى كلمته اليومية بالصحيفة تحت عنوان نص كلمة : كل عام وانتم بخير اذا كان العيد بكره وكل عام وانتم بخير اذا كان العيد بعد بكره وكل عام وانتم بخير اذا تبين ان العيد كان امبارح
** نشر الأستاذ أحمد رجب بجريدة الأخبار بتاريخ 12/9/2007م السنة 56 العدد 17284 الاعلان السنوي: يعلن الشعب المصري انتهاء موسم العمل والانتاج وبدء اجازته السنوية ابتداء من غد الخميس أول رمضان الي نهاية عيد الفطر حتي يتفرغ في هذا الشهر الفضيل للأكل والمسلسلات
******************************************
رؤية الهلال ونابليون ورمضان
أخذ نابليون بعد ذلك يبالغ في اجتذاب قلوب الأهالي والتودد إليهم- وكما جاء بمجلة «كل شيء والدنيا» في عددها الصادر بتاريخ ٨ رمضان ١٣٥٤هـ- ٤ ديسمبر ١٩٣٥م. في غضون ذلك حل موسم الرؤية لإثبات شهر رمضان فانتهزها نابليون فرصة طيبة، وأمر بالمبالغة في الاحتفال وتفخيم موكب الرؤية، تملقاً لإحساس المسلمين..
واشترك نابليون بجنوده وضباطه في حفلات رمضان، فلما كان يوم الرؤية عرض حسن أغا محرم، المحتسب، أمر الموكب علي نابليون، فأقره عليه وأمره بأن يجعل الاحتفال كامل الأسباب.. وفتح نابليون أبواب داره للعلماء والأعيان واحتفي بهم وبارك شهرهم المعظم وأصغي في خشوع وتقوي للمقرئين وهم يتلون القرآن، وكان يغمض عينيه ويهز رأسه ويسبح ويحمد الله كأكثر الناس تقوي وإيمانا.
واحتفل المحتسب بقدوم رمضان وأقام وليمة عظيمة في بيته دامت أربعة أيام دعا في أول يوم العلماء والفقهاء والمشايخ والجهادية وفي اليومين الثاني والثالث التجار والأعيان، وفي اليوم الرابع أكابر الفرنسيين وأصاغرهم، وفي يوم الرؤية ركب المحتسب بالأبهة الكاملة وأمامه مشايخ الحرف بطبولهم وزمورهم وشق القاهرة حتي دار نابليون،
احتفالات الفرنسيين برؤية الهلال ورمضان مصر كما صورها مؤرخو الحملة الفرنسي ------------->
فوقف نابليون يستقبل رجال الموكب وأرباب الحرف وطوائف الصناع، وهو يتلو معهم آيات القرآن، ويردد الفاتحة ثم سار الموكب بعد الغروب إلي بيت القاضي بين القصرين، وهناك تثبت رؤية هلال رمضان وانطلق الموكب بالمشاعل والطبول والزمور والنقاقير ينادي بين الناس بالصوم.. وأخذ نابليون بعد ذلك يحتفل بشهر الصيام ليلا بالقراءة والسهرات.
******************************************
جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧ عدد ١١٨٧عن مقالة بعنوان [ استطلاع الهلال عام 1941] ------------------------------------------------->
في الرابع عشر من ديسمبر عام ١٩٣٤، نشرت مجلة المصور تغطية مصورة لرؤية الهلال في ثلاث صور الأولي جمعت بين «حضرة صاحب العزة عبدالعزيز محمد بك» وزير الأوقاف آنذاك، وصاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ فتح الله سليمان رئيس المحكمة العليا الشرعية في أثناء تطلعهما لرؤية الهلال الجديد «والصورة يغلب عليها التصنع الشديد» تماماً مثل الصورة الثانية التي جمعت بين «صاحبي الفضيلة الشيخ عبدالقوي عامر والشيخ سيد زكي وقد شاهدا رؤية الهلال وهما ينظران إلي هلال رمضان المعظم من فوق مئذنة الجامع الأزهر، أما الصورة الثالثة فهي بعيدة عن التصنع والافتعال وقد جمعت بين صاحب الفضيلة الشيخ الأحمدي الظواهري شيخ الجامع الأزهري والشيخ عبدالمجيد سليم مفتي الديار وهما جالسان في السرادق المخصص للاحتفال بثبوت الرؤية.
في مساء يوم السبت الرابع عشر من سبتمبر ١٩٤١م كان رجال الدين المنوط بهم استطلاع هلال رمضان ومعهم ممثلون للدولة، وكان نوري السعيد ضيفاً عليهم، وقامت مجلة المصور بنشر متابعة مصورة لهذه الاحتفالية، وفيما كان المجتمعون والجماهير المحتشدة ينتظرون ورود ما يثبت رؤية الهلال أذن المؤذن لصلاة المغرب فقام رجال الدين بأداء الصلاة وكان هؤلاء الضيوف هم: الشيخ فتح الله سليمان رئيس المحكمة العليا الشرعية، الذي تصدر مجلس الرؤية وعن يمينه جلس نوري السعيد، ثم وزير الأوقاف مصطفي عبدالرازق، ثم محافظ القاهرة وعن يساره محمد محمود بك وكيل وزارة العدل وقد نشرت المصور الصورة.
نشرت مجلة المصور في عددها الصادر بعد أسبوع من ثبوت رؤية رمضان تحديداً في ٦ رمضان عام ١٣٧١هجري، الموافق ٣٠ مايو ١٩٥٢، صورة لمجموعة من الشخصيات العربية العامة في السرادق المقام للاحتفال بقدوم رمضان وكان السرادق قد أقامته المحكمة الشرعية العليا، والموجودون في الصورة حسب الترتيب من اليمين إلي اليسار، الشيخ حسن مأمون رئيس المحكمة وكامل القاويشي محافظ القاهرة آنذاك وعلي المؤيد وزير اليمن المفوض ومفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني.
******************************************
جريدة وطنى بتاريخ 16/9/2007م السنة 49 العدد 2386 عن مقالة بعنوان [ رمضان من قاضي ''المحروسة'' إلي مفتي الجمهورية: تعددت الرؤي والهلال واحد ] الشريف منجود:
مصر في رمضان ...ولا يكون رمضان إلا برؤية الهلال الذي لم تتطور طريقة رؤيته مع تطور العصر وحداثته كثيرا.
عبد الله بن لهيعة
خرج أول قاض 'عبد الله بن لهيعة' لرؤية هلال الشهر الكريم في بر مصر 'المحروسة' في عام 155هـ وأعدت له دكة علي سفح جبل المقطم عرفت بـ'دكة القضاة' حتي جاء العصر الفاطمي فبني بدر الجمالي مسجدا علي سفح المقطم واتخذ مئذنته مرصدا لرؤية هلال رمضان.وكان الناس في العصر العثماني من أرباب الحرف والدراويش يخرجون مع قاضي القضاة وأعالي القوم إلي سفح جبل المقطم لرؤية هلال الشهر وكان إذا ظهر الهلال تقاد المشاعل والقناديل احتفالا برؤية الهلال ويخرج المنادون في جميع أنحاء القاهرة يعلنون للناس حلول شهر رمضان وثبوت هلاله المعظم.وإذا لم ير القاضي هلال رمضان خرج المنادون يعلنون للناس أن غدا متمم شعبان.
وفي أيام الحملة الفرنسية كان يخرج قاضي القضاة والمشايخ وأعالي القوم من بيت القاضي 'المحكمة' في بين القصرين لرؤية هلال رمضان وكانوا يخرجون في موكب يحيط به العامة من الشعب وجملة من العساكر الفرنسيين فإذا ظهر الهلال تطلق المدافع والألعاب النارية من القلعة والأزبكية حتي يتعرف الناس علي حلول شهر رمضان.وكانت أوضاع البلاد غير مستقرة بسبب المقاومة الشعبية لجيش الاحتلال الفرنسي فلم يسمح ذلك بمظاهر احتفالية خوفا من عربدة العسكر وتمت رؤية الهلال من القاضي وأعلن في المحكمة ذلك وتم النداء بالمنادي للبلاد بحلول الصوم غدا.
وقد استغل نابليون شهر رمضان في التقرب من المصريين حين كان يمنع غير المسلمين عن الأكل في نهار رمضان وأقام سنة 1798م في الإسكندرية بطارية مدفع فوق كوم الناضورة مزودة بكرة حيث يتم سقاط الكرة ساعة غروب الشمس فتحدث صوتا وأصبح هذا الصوت إيذانا بموعد الإفطار وأطلق عليها كرة الزوال.
وفي أوائل القرن العشرين في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني تم نقل رؤية الهلال إلي المحكمة الشرعية بباب الخلق وكانت تخرج من المحكمة مواكب رؤية الهلال,يتقدمها القاضي والعلماء وبعض كبار رجال الدولة وأرباب الحرف علي عربات ملونة بالزهور والأوراق الجميلة ويتقدم هؤلاء فرقة من الشرطة والجيش تعزف الموسيقي وبعدثبوت الرؤية تمر المواكب بقصر البكري حيث يوجد نقيب الأشراف وكبار الأمراء وكانت تعلو صيحات التهليل والتهاني بين الناس وتطلق الألعاب النارية وتضاء الأسواق والشوارع والمآذن.
وإلي الآن ينتظر المصريون بكل البهجة إعلان دار الإفتاء السنوي عن رؤية هلال الفرحة والأصوام.
جمال الغيطاني متتاليات رمضانية
مجلة أيام مصرية العدد3
***************************************************
لخبطة فى بداية رمضان سنة 2007م
الإسلام يرفض الحساب الفلكي السعودية تعتمد علي الرؤية الشرعية الصحيحة
جريدة الأهرام 7/9/2007م السنة 132 العدد 44104 عن مقالة بعنوان [ مفتي السعودية يجيز للمسلمين اتباع بلاده في الصيام ] جدة ـ من جميل عفيفي :
في محاولة لتقليل الخلافات التي تتكرر سنويا علي رؤية هلال شهر رمضان في عالمنا الإسلامي, أفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية, ورئيس هيئة كبار العلماء, بجواز اتباع المسلمين في مختلف دول العالم والأقليات الاسلامية السعودية في الصيام, وإعتماد رؤية المملكة للهلال, حيث أن السعودية تعتمد علي الرؤية الشرعية الصحيحة, التي لا إشكال ولا ريب فيها.
وأضاف مفتي السعودية في تصريحات صحفية, إلي أن الإسلام يرفض الحساب الفلكي المحض وتساءل لماذا يختلف المسلمون في صيام رمضان, وهناك خير لو قلد المسلمون السعودية في الصيام لأن رؤية الهلال صادرة عن الرؤية البصرية.
******************************************
رمضان مساء يوم الثلاثاء، وليس يوم الاثنين، كما ستفعل السعودية.
المصرى اليوم تاريخ العدد ٩ سبتمبر ٢٠٠٧ عدد ١١٨٣ عن مقالة بعنوان [ سابقة علمية ودينية السعودية تستطلع هلال رمضان يوم ٢٨ شعبان! ] كتب أحمد البحيري ٩/٩/٢٠٠٧
في سابقة علمية ودينية، دعا مجلس القضاء الأعلي بالمملكة العربية السعودية عموم المسلمين في المملكة إلي تحري رؤية هلال شهر رمضان مساء غد الاثنين، الموافق ٢٨ شعبان ١٤٢٨ هـ.
جاء في نص البيان، الذي أصدره المجلس أمس، وبثته وكالة الأنباء السعودية: «نظراً لأن دخول شهر شعبان هذا العام لم يثبت ببينة، واحتمال نقصان شهري رجب وشعبان، لذا فإن مجلس القضاء الأعلي في المملكة يرغب من عموم المسلمين في هذه البلاد تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك مساء يوم الاثنين ٢٨ شعبان، ليلة الثلاثاء الموافق ٢٩ شعبان ١٤٢٨ هـ».
علق الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء، نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، علي البيان السعودي بقوله: «لقد عودنا علماء الشريعة بالمملكة السعودية علي المكابرة والتعنت والخروج علي إجماع الأمة الإسلامية في تحديد أوائل الشهور الهجرية، معتقدين أن هذا حق مكتسب لهم، نتيجة وجود الأماكن المقدسة في أراضيهم.
وأوضح شلتوت أنه ثبت من عملية الخسوف الكلي للقمر، الذي حدث فجر يوم ١٥ شعبان الجاري فوق أمريكا اللاتينية والمحيط الهادي وشرق آسيا، أن يوم ٢٩ شعبان سيوافق يوم الثلاثاء ١١ سبتمبر الجاري، وعليه يجب أن تكون رؤية هلال شهر رمضان المبارك مساء يوم الثلاثاء، وليس يوم الاثنين، كما ستفعل السعودية.
وأضاف شلتوت: «هلال شهر رمضان المبارك لن تتم رؤيته في جميع البلاد الإسلامية والعربية يوم الثلاثاء، حيث سيغرب القمر قبل غروب الشمس، ولن يستطيع أي إنسان رؤية الهلال الجديد، سواء بالعين المجردة أو التليسكوبات، وعلي ذلك فإن أول أيام شهر رمضان سيكون يوم الخميس ١٣ سبتمبر الجاري».
******************************************
الخميس.. أول رمضان فلكيا
جريدة الأخبار تاريخ العدد ٩ سبتمبر ٢٠٠٧ م السنة 56 العدد 17282 عن مقالة بعنوان [ الخميس.. أول رمضان فلكيا ]
أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية ان بعد غد الاربعاء سيكون المتمم لشهر شعبان.. وان غرة شهر رمضان ستكون فلكيا يوم الخميس القادم. صرح بهذا د. صلاح محمود مدير المعهد.. وأكد ان الهلال سيولد الساعة الثالثة والدقيقة الرابعة والاربعين بعد ظهر غد 'الاربعاء' ويغرب قبل الغروب بما يستحيل رؤيته. ومن جانبه قال د. محمد رأفت عثمان استاذ الفقه المقارن ان بدء الصيام مرهون برؤيته لا بمجرد ميلاده.. وأعلن د. أحمد درويش وزير التنمية الادارية ان ساعات العمل الرسمية خلال شهر رمضان ستصل إلي 30 ساعة أسبوعيا.
******************************************
جريدة الأهرام 11/9/2007م السنة 132 العدد 44108 عن مقالة بعنوان [ ليلة الــرؤية - فضيلة المفتي: الرؤية الشرعية هي الأساس ] د. أحمد عمر هاشم: استطلاع السعودية صحيح شرعا
تحقيق : يوسف عبده
في كل عام ومع قدوم شهر رمضان المبارك يتجدد الجدل في الاوساط الفقهية حول بداية الشهر الكريم, والتأكد من مولد هلاله لما يمثله هذا الشهر من أهمية لدي المسلمين في جميع أنحاء الأرض, في الوقت الذي لاتختلف فيه الحسابات الفلكية عن الرؤية الشرعية في أغلب الأحيان. في الوقت الذي أعلنت ليبيا منذ أيام عن بدء شهر الصيام غداالأربعاء وتستطلع اليوم الثلاثاء السعودية للمرة الثانية في سابقة جديدة بعد أن تعذرت الرؤية أمس الاثنين, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن متي ينتهي الجدل الفقهي حول الرؤية ويتم توحيده, في جميع الدول الاسلامية والعربية خاصة التي تشترك معها في جزء من الليل وذلك بسرعة الانتهاء من المشروع الخاص بالقمر الصناعي الاسلامي الذي سيعمل علي توحيد الرؤية في جميع البلدان الاسلامية طبقا لما قرره مؤتمر منظمة العالم الاسلامي الذي عقد في جدة منذ سنوات بحضور ممثلي56 دولة اسلامية وعربية.
ويؤكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن الرؤية الشرعية هي الأساس في اعلان بدء الصيام مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما. طبقا لما قرره مؤتمر منظمة العالم الاسلامي الذي عقد في جدة منذ سنوات بحضور56 دولة اسلامية وعربية.
ويؤكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن الرؤية الشرعية هي الأصل فإن تعذرت هذه الرؤية لأسباب خارجة عن الارادة مثل تلوث المناخ أو كانت هناك سحب مما يستحيل معه الرؤية البصرية سواء بالأجهزة العلمية الحديثة أو غيره فإنه في هذه الحالة نرد بالرؤية الفلكية حتي لا يأتي شخص ويدعي خطأ أنه رأي الهلال دون التأكد من الحسابات الفلكية التي تثبت ولادة الهلال وأنه سيغيب غروب الشمس أو معها أو لا يلتقي مع الشمس.
وحول رأي فضيلته حول توحيد الأهلة قال إنه واجب شرعي كما نادي به علماؤنا من قبل, مشيرا إلي أنه برغم كل التوصيات التي صدرت من قبل لا تلتزم عادة بعض الدول الاسلامية بذلك وحول رؤيته في انشاء القمر الصناعي الإسلامي أكد فضيلة المفتي أن المشروع مازال قائما وجار العمل فيه ولكن هناك بعض العقبات في التمويل حيث ستبلغ تكلفته2 مليون دولار بعد تخفيض جزء من النفقات وتوفيرها من خلال التبرعات الشخصية, مشيرا إلي أن المشروع سوف يعمل علي خدمة الدعوة الإسلامية من مختلف الأوجه, ويؤكد فضيلته أن القمر سوف يقوم بتتبع أوائل الشهور الهجرية علي مدي العام الهجري حتي يوفر الرؤية البصرية واختلاف المطالع التي قد تتعذر في وجود عوامل التلوث البيئي وغير ذلك.
وصرح المهندس محمد هشام نصر رئيس هيئة المساحة بأن الهيئة أعلنت حالة الطوارئ لاستقبال رؤية الهلال من خلال ايفاد7 فرق مساحية لمتابعة رصد الهلال بالمواقع التي تم اختيارها بدقة نظرا لخلوها من التلوث المناخي وتم تزويدهم بأحدث الأجهزة التليسكوبية الخاصة برؤية الأهلة, مشيرا الي انه سيتم إبلاغ دار الافتاء بنتائج الاستطلاع أولا بأول.
وأكد الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب أن رؤية الهلال يوم28 شعبان الاثنين كما فعلت المملكة العربية السعودية فهو من باب الأخذ بالأحوط وليس فيه شيء والاستطلاع صحيح شرعا, مشيرا الي أنه يوم28 شعبان قد يكون في بلد آخر29 شعبان.
وحول رؤيته في أن الحسابات الفلكية تؤكد عدم مولد الهلال في ذلك اليوم فقال ما المانع من الرؤية ؟ فإذا كان الهلال لم يولد فلن يراه أحد, مشيرا إلي أن لكل بلد رؤيته من منطلق الحكم الشرعي للمفتي أو مجلس القضاء الاعلي بالنسبة للسعودية.
ويضيف الدكتور صلاح محمود رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ان الهلال الجديد سوف يغرب قبل غروب الشمس في جميع المدن المصرية بمدد تتراوح مابين3 دقائق و6 دقائق في يوم مولده ولن يري طبقا للحسابات الفلكية, مشيرا إلي أن الحسابات تأتي بناء علي معادلات رياضية دقيقة وأضاف انه تم تشكيل4 فرق لمتابعة الاستطلاع بالتعاون مع دار الافتاء لإبلاغها بالنتائج عن طريق غرف العمليات التي ستقام خصيصا لهذا اليوم.
ويؤكد الدكتور عبدالفتاح جلال استاذ علوم الفلك وابحاث الشمس ان هلال رمضان سيولد في الرابعة إلا الربع مساء وسيغرب قبل غروب الشمس, لذلك يستحيل رؤيته في يوم مولده وأن فترة بقائه ستكون من2 الي8 دقائق وكلما زادت فترة بقائه بعد غروب الشمس يمكن رؤيته, مشيرا الي أن ولادة الهلال الجديد تكون لحظة اقتران الشمس والقمر في اتجاه واحد وهي لحظة واحدة في جميع بلدان العالم وعندما يحدث ذلك يعتبر هو الحد الفاصل للشهر القمري القديم والجديد, وبعد الاقتران بثوان يبدأ الهلال الجديد في الولادة ويستحيل رؤيته الا بعد مرور6 ساعات علي الاقل.
وتقول الدكتورة ميرفت عوض استاذ علوم الفضاء بجامعة القاهرة والمشرفة علي مشروع القمر الصناعي الاسلامي ان المشروع يواجه مخاطر الإلغاء بعد أن هددت الشركة الايطالية التي أرسي عليها العطاء بأقل تكلفة حيث مر عامان منذ توقيع العقد ولم يتبق سوي60 يوما, مشيرة الي أنه تم الانتهاء من30% من المشروع وهو التصميم المبدئي للقمر والمدار ومجسم كامل للقمر وان المشروع سيتكلف2 مليون دولار بعد تخفيض العرض من6 ملايين دولار
وأشارت الدكتورة ميرفت الي اهمية تكاتف الجميع من اجل انقاذ المشروع وضرورة توجيه التبرعات والصدقات الخيرية للمشروع الذي تم فتح حساب له بالبنك الاهلي المصري ـ فرع جامعة القاهرة ـ برقم713115 ورقم11000613113 بالدولار.
*******************************************
جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠٠٧ عدد ١١٨٥ عن مقالة بعنوان [ لماء الأزهر ينتقدون استطلاع هلال رمضان في السعودية أمس «الاثنين»، ويعتبرون ذلك غير جائز شرعاً. ] كتب أحمد البحيري ١١/٩/٢٠٠٧
انتقد عدد من علماء الأزهر قيام المملكة العربية السعودية باستطلاع هلال شهر رمضان مساء أمس «الاثنين» الموافق ٢٨ شعبان، واعتبروا ذلك غير جائز شرعاً، فيما طالب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، بتوحيد بدايات الشهور الهجرية علي مستوي العالم الإسلامي.
وقال الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوي بالأزهر: لا يمكن لعلماء السعودية أن يقولوا إن اليوم الثلاثاء هو أول شهر رمضان، مستدلاً بقول الرسول صلي الله عليه وسلم، «السنة اثنا عشر شهراً مرة هكذا ومرة هكذا» أي مرة ٣٠ يوماً وأخري ٢٩ يوماً، ولم يقل ٢٨ يوماً مطلقاً.
وأوضح الدكتور جودة عبدالغني بسيوني، أستاذ ورئيس قسم الفقه بكلية الشريعة، أن السعودية لجأت لاستطلاع هلال رمضان لوجود شك لدي العلماء هناك، في تحديد بدايتي شهري رجب وشعبان، لكنه أكد أن الرؤية لم تثبت أمس في السعودية واليوم لا يمكن أن يكون أول رمضان.
من جانبه، قال الدكتور علي جمعة لـ «المصري اليوم»: إن دار الإفتاء سوف تستطلع الهلال مساء اليوم من خلال ٦ لجان شرعية في مختلف أنحاء الجمهورية، مشيراً إلي أن مصر تعتمد في استطلاع الهلال علي المنهجين الشرعي والفلكي، لأن الإسلام يدعونا إلي الأخذ بالعلم في كل المجالات.
وللخروج من مسألة الخلاف في بدايات الشهور الهجرية، قال جمعة: «يجب توحيد هذه البدايات»، معتبراً أن توحيد الديانات سيكون مظهراً حضارياً للمسلمين أمام العالم.
*******************************************
يبدأ المسلمون في معظم ارجاء الارض صيام شهر رمضان مع فجر الخميس الثالث عشر من سبتمبر/ايلول 2007م ، وان بدأت ليبيا الصيام الاربعاء. ولان الشهر الهجري يحسب ببزوغ الهلال في السماء، غالبا ما اختلف المسلمون في الدول المختلفة على بداية شهر الصيام، لكن الاغلبية قررت هذا العام ان شهر شعبان 30 يوما واتفقت على بداية رمضان الخميس.
******************************************
أوردنا تفسير القرطبى بدون تعليق عن أرتباط صوم شهر رمضان برؤية القمر
ســــــــــــــورة البقرة آية 185
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
أولاً : تفسير القرطبى
معنى شَهْرُ رَمَضَانَ
فيه سبع مسائل الأولى : قال أهل التاريخ : أول من صام رمضان نوح عليه السلام لما خرج من السفينة , وقد تقدم قول مجاهد : كتب الله رمضان على كل أمة , ومعلوم أنه كان قبل نوح أمم , والله أعلم , والشهر مشتق من الإشهار لأنه مشتهر لا يتعذر علمه على أحد يريده , ومنه يقال : شهرت السيف إذا سللته . ورمضان مأخوذ من رمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش . والرمضاء ممدودة : شدة الحر , ومنه الحديث : ( صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال ) . خرجه مسلم . ورمض الفصال أن تحرق الرمضاء أخفافها فتبرك من شدة حرها . فرمضان - فيما ذكروا - وافق شدة الحر , فهو مأخوذ من الرمضاء . قال الجوهري : وشهر رمضان يجمع على رمضانات وأرمضاء , يقال إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها , فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمي بذلك . وقيل : إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة , من الإرماض وهو الإحراق , ومنه رمضت قدمه من الرمضاء أي احترقت , وأرمضتني الرمضاء أي أحرقتني , ومنه قيل : أرمضني الأمر , وقيل : لأن القلوب تأخذ فيه من حرارة الموعظة والفكرة في أمر الآخرة كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس , والرمضاء : الحجارة المحماة , وقيل : هو من رمضت النصل أرمضه وأرمضه رمضا إذا دققته بين حجرين ليرق . ومنه نصل رميض ومرموض - عن ابن السكيت - , وسمي الشهر به لأنهم كانوا يرمضون أسلحتهم في رمضان ليحاربوا بها في شوال قبل دخول الأشهر الحرم , وحكى الماوردي أن اسمه في الجاهلية " ناتق " وأنشد للمفضل : وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغى وولت على الأدبار فرسان خثعما و " شهر " بالرفع قراءة الجماعة على الابتداء , والخبر " الذي أنزل فيه القرآن " . أو يرتفع على إضمار مبتدأ , المعنى : المفروض عليكم صومه شهر رمضان , أو فيما كتب عليكم شهر رمضان , ويجوز أن يكون " شهر " مبتدأ , و " الذي أنزل فيه القرآن " صفة , والخبر " فمن شهد منكم الشهر " , وأعيد ذكر الشهر تعظيما , كقوله تعالى : " الحاقة ما الحاقة " [ الحاقة : 1 - 2 ] , وجاز أن يدخله معنى الجزاء ; لأن شهر رمضان وإن كان معرفة فليس معرفة بعينها لأنه شائع في جميع القابل , قاله أبو علي . وروي عن مجاهد وشهر بن حوشب نصب " شهر " , ورواها هارون الأعور عن أبي عمرو , ومعناه : الزموا شهر رمضان أو صوموا . و " الذي أنزل فيه القرآن " نعت له , ولا يجوز أن ينتصب بتصوموا ; لئلا يفرق بين الصلة والموصول بخبر أن وهو " خير لكم " . الرماني : يجوز نصبه على البدل من قول " أياما معدودات " [ البقرة : 184 ] .
رمضان أسم من أسماء الله
الثانية : واختلف هل يقال " رمضان " دون أن يضاف إلى شهر , فكره ذلك مجاهد وقال : يقال كما قال الله تعالى . وفي الخبر : ( لا تقولوا رمضان بل انسبوه كما نسبه الله في القرآن فقال شهر رمضان ) , وكان يقول : بلغني أنه اسم من أسماء الله . وكان يكره أن يجمع لفظه لهذا المعنى , ويحتج بما روي : رمضان اسم من أسماء الله تعالى , وهذا ليس بصحيح فإنه من حديث أبي معشر نجيح وهو ضعيف , والصحيح جواز إطلاق رمضان من غير إضافة كما ثبت في الصحاح وغيرها . روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ) . وفي صحيح البستي عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان رمضان فتحت له أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ) , وروي عن ابن شهاب عن أنس بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول . .. , فذكره . قال البستي : أنس بن أبي أنس هذا هو والد مالك بن أنس , واسم أبي أنس مالك بن أبي عامر من ثقات أهل المدينة , وهو مالك ابن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن جثيل بن عمرو من ذي أصبح من أقيال اليمن , وروى النسائي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ) , وأخرجه أبو حاتم البستي أيضا وقال : فقوله ( مردة الشياطين ) تقييد لقوله : ( صفدت الشياطين وسلسلت ) , وروى النسائي أيضا عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار : ( إذا كان رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة ) , وروى النسائي أيضا عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى فرض صيام رمضان [ عليكم ] وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) , والآثار في هذا كثيرة , كلها بإسقاط شهر , وربما أسقطت العرب ذكر الشهر من رمضان . قال الشاعر : جارية في درعها الفضفاض أبيض من أخت بني إباض جارية في رمضان الماضي تقطع الحديث بالإيماض وفضل رمضان عظيم , وثوابه جسيم , يدل على ذلك معنى الاشتقاق من كونه محرقا للذنوب , وما كتبناه من الأحاديث .
أرتباط رمضان بالقمر
الثالثة : فرض الله صيام شهر رمضان أي مدة هلاله , وبه سمي الشهر , كما جاء في الحديث : ( فإن غمي عليكم الشهر ) أي الهلال , وسيأتي , وقال الشاعر : أخوان من نجد على ثقة والشهر مثل قلامة الظفر حتى تكامل في استدارته في أربع زادت على عشر وفرض علينا عند غمة الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما , وإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما , حتى ندخل في العبادة بيقين ونخرج عنها بيقين , فقال في كتابه " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " [ النحل : 44 ] , وروى الأئمة الأثبات عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدد ) في رواية ( فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين ) . وقد ذهب مطرف بن عبد الله بن الشخير وهو من كبار التابعين وابن قتيبة من اللغويين فقالا : يعول على الحساب عند الغيم بتقدير المنازل واعتبار حسابها في صوم رمضان , حتى إنه لو كان صحوا لرئي , لقوله عليه السلام : ( فإن أغمي عليكم فاقدروا له ) أي استدلوا عليه بمنازله , وقدروا إتمام الشهر بحسابه . وقال الجمهور : معنى ( فاقدروا له ) فأكملوا المقدار , يفسره حديث أبي هريرة ( فأكملوا العدة ) . وذكر الداودي أنه قيل في معنى قوله " فاقدروا له " : أي قدروا المنازل , وهذا لا نعلم أحدا قال به إلا بعض أصحاب الشافعي أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين , والإجماع حجة عليهم , وقد روى ابن نافع عن مالك في الإمام لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته , وإنما يصوم ويفطر على الحساب : إنه لا يقتدى به ولا يتبع . قال ابن العربي : وقد زل بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال : يعول على الحساب , وهي عثرة لا لعا لها .
الرابعة : واختلف مالك والشافعي هل يثبت هلال رمضان بشهادة واحد أو شاهدين , فقال مالك : لا يقبل فيه شهادة الواحد لأنها شهادة على هلال فلا يقبل فيها أقل من اثنين , أصله الشهادة على هلال شوال وذي الحجة , وقال الشافعي وأبو حنيفة : يقبل الواحد , لما رواه أبو داود عن ابن عمر قال : تراءى الناس الهلال فأخبرت به رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته , فصام وأمر الناس بصيامه , وأخرجه الدارقطني وقال : تفرد به مروان بن محمد عن ابن وهب وهو ثقة . روى الدارقطني " أن رجلا شهد عند علي بن أبي طالب على رؤية هلال رمضان فصام , أحسبه قال : وأمر الناس أن يصوموا , وقال : أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من رمضان . قال الشافعي : فإن لم تر العامة هلال شهر رمضان ورآه رجل عدل رأيت أن أقبله للأثر والاحتياط , وقال الشافعي بعد : لا يجوز على رمضان إلا شاهدان . قال الشافعي وقال بعض أصحابنا : لا أقبل عليه إلا شاهدين , وهو القياس على كل مغيب " .
الخامسة : واختلفوا فيمن رأى هلال رمضان وحده أو هلال شوال , فروى الربيع عن الشافعي : من رأى هلال رمضان وحده فليصمه , ومن رأى هلال شوال وحده فليفطر , وليخف ذلك , وروى ابن وهب عن مالك في الذي يرى هلال رمضان وحده أنه يصوم ; لأنه لا ينبغي له أن يفطر وهو يعلم أن ذلك اليوم من شهر رمضان , ومن رأى هلال شوال وحده فلا يفطر ; لأن الناس يتهمون على أن يفطر منهم من ليس مأمونا , ثم يقول أولئك إذا ظهر عليهم : قد رأينا الهلال . قال ابن المنذر : وبهذا قال الليث بن سعد وأحمد بن حنبل , وقال عطاء وإسحاق : لا يصوم ولا يفطر . قال ابن المنذر : يصوم ويفطر .
السادسة : واختلفوا إذا أخبر مخبر عن رؤية بلد , فلا يخلو أن يقرب أو يبعد , فإن قرب فالحكم واحد , وإن بعد فلأهل كل بلد رؤيتهم , روي هذا عن عكرمة والقاسم وسالم , وروي عن ابن عباس , وبه قال إسحاق , وإليه أشار البخاري حيث بوب : [ لأهل كل بلد رؤيتهم ] وقال آخرون . إذا ثبت عند الناس أن أهل بلد قد رأوه فعليهم قضاء ما أفطروا , هكذا قال الليث بن سعد والشافعي . قال ابن المنذر : ولا أعلمه إلا قول المزني والكوفي .
قلت : ذكر إلكيا الطبري في كتاب " أحكام القرآن " له : وأجمع أصحاب أبي حنيفة على أنه إذا صام أهل بلد ثلاثين يوما للرؤية , وأهل بلد تسعة وعشرين يوما أن على الذين صاموا تسعة وعشرين يوما قضاء يوم . وأصحاب الشافعي لا يرون ذلك , إذ كانت المطالع في البلدان يجوز أن تختلف , وحجة أصحاب أبي حنيفة قوله تعالى : " ولتكملوا العدة " وثبت برؤية أهل بلد أن العدة ثلاثون فوجب على هؤلاء إكمالها . ومخالفهم يحتج بقوله صلى الله عليه وسلم : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) الحديث , وذلك يوجب اعتبار عادة كل قوم في بلدهم , وحكى أبو عمر الإجماع على أنه لا تراعى الرؤية فيما بعد من البلدان كالأندلس من خراسان , قال : ولكل بلد رؤيتهم , إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلدان المسلمين . روى مسلم عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال : فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما , ثم ذكر الهلال فقال : متى رأيتم الهلال ؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة , فقال : أنت رأيته ؟ فقلت نعم , ورآه الناس وصاموا وصام معاوية , فقال : لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه , فقلت : أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال لا , هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال علماؤنا : قول ابن عباس ( هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) كلمة تصريح برفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبأمره , فهو حجة على أن البلاد إذا تباعدت كتباعد الشام من الحجاز فالواجب على أهل كل بلد أن تعمل على رؤيته دون رؤية غيره , وإن ثبت ذلك عند الإمام الأعظم , ما لم يحمل الناس على ذلك , فإن حمل فلا تجوز مخالفته , وقال إلكيا الطبري : قوله ( هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يحتمل أن يكون تأول فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) , وقال ابن العربي : واختلف في تأويل قول ابن عباس هذا فقيل : رده لأنه خبر واحد , وقيل : رده لأن الأقطار مختلفة في المطالع , وهو الصحيح ; لأن كريبا لم يشهد وإنما أخبر عن حكم ثبت بالشهادة , ولا خلاف في الحكم الثابت أنه يجزي فيه خبر الواحد , ونظيره ما لو ثبت أنه أهل ليلة الجمعة بأغمات وأهل بأشبيلية ليلة السبت فيكون لأهل كل بلد رؤيتهم ; لأن سهيلا يكشف من أغمات ولا يكشف من أشبيلية , وهذا يدل على اختلاف المطالع .
قلت : وأما مذهب مالك رحمه الله في هذه المسألة فروى ابن وهب وابن القاسم عنه في المجموعة أن أهل البصرة إذا رأوا هلال رمضان ثم بلغ ذلك إلى أهل الكوفة والمدينة واليمن أنه يلزمهم الصيام أو القضاء إن فات الأداء , وروى القاضي أبو إسحاق عن ابن الماجشون أنه إن كان ثبت بالبصرة بأمر شائع ذائع يستغنى عن الشهادة والتعديل له فإنه يلزم غيرهم من أهل البلاد القضاء , وإن كان إنما ثبت عند حاكمهم بشهادة شاهدين لم يلزم ذلك من البلاد إلا من كان يلزمه حكم ذلك الحاكم ممن هو في ولايته , أو يكون ثبت ذلك عند أمير المؤمنين فيلزم القضاء جماعة المسلمين . قال : وهذا قول مالك .
السابعة : قرأ جمهور الناس " شهر " بالرفع على أنه خبر ابتداء مضمر , أي ذلكم شهر , أو المفترض عليكم صيامه شهر رمضان , أو الصوم أو الأيام , وقيل : ارتفع على أنه مفعول لم يسم فاعله ب " كتب " أي كتب عليكم شهر رمضان . و " رمضان " لا ينصرف لأن النون فيه زائدة , ويجوز أن يكون مرفوعا على الابتداء , وخبره " الذي أنزل فيه القرآن " , وقيل : خبره " فمن شهد " , و " الذي أنزل " نعت له , وقيل : ارتفع على البدل من الصيام , فمن قال : إن الصيام في قوله " كتب عليكم الصيام " هي ثلاثة أيام وعاشوراء قال هنا بالابتداء , ومن قال : إن الصيام هناك رمضان قال هنا بالابتداء أو بالبدل من الصيام , أي كتب عليكم شهر رمضان , وقرأ مجاهد وشهر بن حوشب " شهر " بالنصب . قال الكسائي : المعنى كتب عليكم الصيام , وأن تصوموا شهر رمضان . وقال الفراء : أي كتب عليكم الصيام أي أن تصوموا شهر رمضان . قال النحاس : " لا يجوز أن ينتصب " شهر رمضان " بتصوموا ; لأنه يدخل في الصلة ثم يفرق بين الصلة والموصول , وكذلك إن نصبته بالصيام , ولكن يجوز أن تنصبه على الإغراء , أي الزموا شهر رمضان , وصوموا شهر رمضان , وهذا بعيد أيضا لأنه لم يتقدم ذكر الشهر فيغرى به " .
قلت : قوله " كتب عليكم الصيام " يدل على الشهر فجاز الإغراء , وهو اختيار أبي عبيد , وقال الأخفش : انتصب على الظرف , وحكي عن الحسن وأبي عمرو إدغام الراء في الراء , وهذا لا يجوز لئلا يجتمع ساكنان , ويجوز أن تقلب حركة الراء على الهاء فتضم الهاء ثم تدغم , وهو قول الكوفيين .
الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
أرتباط شهر رمضان بالقرآن
نص في أن القرآن نزل في شهر رمضان , وهو يبين قوله عز وجل : " حم , والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة " [ الدخان : 1 - 3 ] يعني ليلة القدر , ولقوله : " إنا أنزلناه في ليلة القدر " [ القدر : 1 ] , وفي هذا دليل على أن ليلة القدر إنما تكون في رمضان لا في غيره , ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر - على ما بيناه - جملة واحدة , فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا , ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجما نجما في الأوامر والنواهي والأسباب , وذلك في عشرين سنة . وقال ابن عباس : أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكتبة في سماء الدنيا , ثم أنزل به جبريل عليه السلام نجوما - يعني الآية والآيتين - في أوقات مختلفة في إحدى وعشرين سنة . وقال مقاتل في قوله تعالى : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " قال أنزل من اللوح المحفوظ كل عام في ليلة القدر إلى سماء الدنيا , ثم نزل إلى السفرة من اللوح المحفوظ في عشرين شهرا , ونزل به جبريل في عشرين سنة . قلت : وقول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع " أن القرآن أنزل جملة واحدة " والله أعلم , وروى واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين ) .
قلت : وفي هذا الحديث دلالة على ما يقوله الحسن أن ليلة القدر تكون ليلة أربع وعشرين , وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان هذا .
" القرآن " : اسم لكلام الله تعالى , وهو بمعنى المقروء , كالمشروب يسمى شرابا , والمكتوب يسمى كتابا , وعلى هذا قيل : هو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا بمعنى . قال الشاعر : ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا أي قراءة , وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر ( أن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان عليه السلام يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا ) أي قراءة , وفي التنزيل : " وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " [ الإسراء : 78 ] أي قراءة الفجر . ويسمى المقروء قرآنا على عادة العرب في تسميتها المفعول باسم المصدر , كتسميتهم للمعلوم علما وللمضروب ضربا وللمشروب شربا , كما ذكرنا , ثم اشتهر الاستعمال في هذا واقترن به العرف الشرعي , فصار القرآن اسما لكلام الله , حتى إذا قيل : القرآن غير مخلوق , يراد به المقروء لا القراءة لذلك , وقد يسمى المصحف الذي يكتب فيه كلام الله قرآنا توسعا , وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو ) أراد به المصحف . وهو مشتق من قرأت الشيء جمعته . وقيل : هو اسم علم لكتاب الله , غير مشتق كالتوراة والإنجيل , وهذا يحكى عن الشافعي , والصحيح الاشتقاق في الجميع , وسيأتي .
==================================================